بعد صدور قرار (الزوجي والفردي) الخاص بالسيارات التي تحمل لوحات الفحص المؤقت - القرار الذي اضر اكثر مما نفع - التجأ المواطنون والموظفون الى استخدام باصات النقل الصغيرة(الكيا) , ذلك تحت ظل غياب حافلات النقل العام او اقتصار تواجدها في مناطق بغداد الرئيسة . في(الكيا) جلس صديقان شابان في المقاعد الوسطى للمركبة , ودار بينهما حديث- يستطيع جميع الركاب سماعة لارتفاع صوتيهما - ويتعلق بتفاصيل عملهما في احدى الدوائر الرسمية الخدمية , وتبين ان احدهم قد عيًن حديثا , فأمطره زميله الاخر بجملة نصائح , من منطلق الحب الاخوي والحرص العملي ؛ قائلا له : في الاسبوع الاول من العمل تخلق الانطباع لدى الاخرين , فلا تطلب من المراجعين شيئا , حتى اذا كان وضعه(توب) يقصد غنيا وقادرا على دفع ما يطلب منه مقابل تمشية وتسهيل معاملاته , لا تظهر اعجابا بالمراجعات (الجميلات) امام بقية الموظفات لانهن غيورات وقد يتسببن لك باشكاليات في المستقبل , قم بتمتين علاقتك مع مدير قسم ال .... حتى يتقاسم معك في الايام القادمة ما ستجنيه من تقديم التسهيلات لهؤلاء ( التوب ) ويتستر عليك ويدافع عنك ان حصل لك مكروه , (لاتنطي عين للمراجع لان ياكلك) يقصد ان يكون التعامل مع المواطنين بصلابة وبوجه متجهم عبوس , احرص على التمييز بين المراجعين لان المراجع (الفكَر) اي الفقير لايخرج من جيبه الا (الخردة) , عليك بالتقرب والتزلف وتقديم الهدايا دائما الى موظف قسم ال .... (حتة لايحركك بتقاريرة) اي حتى لايكشف فسادك للجهات العليا . وبعد طول استماع لهذه (النصائح) , سأله هذا الموظف الجديد , وماذا عن المدير يا .... , فأجابه : (يمعود هي السمجة خايسة من راسهه) في اشارة الى فساد اعلى راس في الدائرة وهو المدير . وقد ختم نصائحه قائلا بلهجة الامر: عليك بالالتزام بما قلته اذا اردت ان يصيب راسك الخير . وفي الختام , على العراق السلام .