هؤلاء الشباب - أطفال الاحتلال الذين كانوا في الابتدائية او في الروضة حين دخل المحتل الامريكي بغداد - ماذا حصلوا ؟ .. هؤلاء لم يكونوا اعداء صدام الا بالسماع ولم يتعايشوا ويتعرضوا للاضطهاد كما يوصم به الحكم الوطني السابق للاحتلال , يعني لا خبرة لهم في الحياة بل لقد تفتحت اعينهم على حكومات طائفية متتالية مارست ابشع انواع القتل والتنكيل بالاخرين ومارست بواسطة ميليشيات سفك الدماء على الهوية – سني – بعثي – غير موالي – قومي – وطني .. الكل سواء , اذن تربى هؤلاء على قناعة من ان كل ما ذكر من الاطياف انفة الذكر هم على درجة من السوء و يجب الابتعاد عنهم ومحاربتهم .. لماذا ؟,لقنوا لانهم يشكلون اعداء الانسانية والتشيع وهم ضد سعادة الانسان .. فبدأ الشباب ينمو مع سنين الاحتلال وحكوماته فمنهم من انحرف بسبب زخم التورط الطائفي وربما صار يقتل ولا يرف له جفن بحيث اصبحت ابواب التوبة لديهم معدومة لذلك لا نجد اليوم من الشباب ممن لا يزال يتبع الحكومة – المرجعية – الميليشيات الشيعية العميلة لايران – الا من الذين تم غسل ادمغتهم ثم جعلوهم يؤمنون انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة التي لا يمكن استبدالها لما يجري في العراق وحقيقة الوضع وطريقه .ذلك اننا لاحظنا تركيز اغلب المرجعبات التابعة لايران على جهلة الامة لذلك لاحظنا ايضا انهم يتعمدون على احلال الجهل بين الشباب من اجل سهولة قيادتهم وتثقيفهم وعلى ان خطهم هو الحقيقة المطلقة بحيث لا تجد من المنطق لديهم في ان يغيروا ما قيل لهم .. اني ارى انطباق الاية القرانية التالية عليهم انطباقا تلبيسيا ! .. ( لَهُمْ قُلُوبٌۭ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌۭ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌۭ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ )الاعراف .. لذلك فهذه الفئة من النادر ان تستطيع ان تجعل التغيير يدب في عقولهم بحيث يتفتح لمعرفة الحقيقة للأسف ..
لكن لا ننسى و لله الحمد كان الشعب قد تعود على يد اركان الحكومة الوطنية السابقة للاحتلال على انتشار المدارس والتعليم بحيث كنا نرى اساتذة ومعلمات يخلص راتبهم على عدة ركبات في سيارات الاجرة ومع ذلك يستمرون بالتدريس مؤمنين برسالتهم التربوية ( الان عرب وين طنبورة وين )!لا رادع لتغيب الطلاب او المعلمين و تحولت المدارس و الوزارات الى مطابخ لعمل الهريسة التي تمثل تراث الامة الجائعة التي تلطم عليها لا على الحسين رضوان الله عليه !..
ساعد اكثر اضطرار حكومات الاحتلال وبدفع من الشركات الاستثمرية على فتح خطوط الانتر نيت التي تم اغلاقها على العراق ايام الحصار الظالم الذي جعل العراق البلد الوحيد في العالم بدون مدخل الكتروني للعالم ,و لا ننسى ايضا توفر المادة بعد الرفع التدريجي للحصار مما حدا بالغالبية على اقتناء اجهزة حديثة للهواتف النقالة المسمات الذكية فاقتحموا العالم بشغف و نهم .. الطريف انهم اطلعوا على تجارب الدول الاخرى فوجدوا ان الديمقراطية تختلف عما يسمى في العراق ديمقراطية وان جميع الشعب يشارك فيها وان حرية التعبير لا تعرض صاحبها للقتل او الحبس وان العراق ايام البعث كان ارقى ومتطور وحضاري اكثر من زمن الملالي بحيث بات الكثير يتحسر على تلك الايام ويتمنى عودتها, وعلموا ان للامة العربية خصائص حميدة تبرز فيها الاخوة والوحدة والولاء للوطن الكبير لا الولاء للفرس او اي دولة اجنبية .. وبعد ان فاض بهم الصبر علموا واستيقنوا من ان حكومات الملالي قامت باحلال الجهل حتى لا يثور الشباب على الظلم وان تقتصر ثورتهم ان حصلت على توفير خدمات تعد من ابسط مستلزمات وواجبات الحكومات تجاه شعوبهم لذلك كنا نسمع مصطلحات غريبة مثل ( عمي بوكوا بس انطونا كهرباء وماء ) وبعد ان ايقنوا ان اضعف الايمان هذا لم يلبي مع ذلك اي من مستحقاتهم المعاشية وان موضوع البقاء في العراق معناه المشاركة بحروب مميتة يزج بهم المعممون ويهرب قادتهم ليترك هذا الشباب يلاقي مصيره على يد تبحث هي الاخرى على افتراس الاخرين انتقاما ا و ترويعا .. ثم ان كانوا سعيدي الحظ ولم يقتلوا فانهم مضطرين للمشاركة بفعاليات الحسينيات من مشي عشرات الكيلومترات والزحف والطبر و (الزنجيل ) .. الى اخر المشاهدات الحزينة المعروفة التي لا نريد ان نطيل عليكم بذكرها بينما هم يشاهدون بحسرة ما تنقله اليهم كلبات الواتس اب ومواقع التواصل الاجتماعي بحيث اصبح العراق يعيش في كوكب اخر والعالم في كوكب .فظهرت حالات شيزوفرينية كثيرة سببها هذا التناقض بين الولاء وحب الذات . فتظاهروا اولا ثم لم يجدوا غير الاكاذيب عرفوا السبب في عدم تحقيق مطاليبهم ان الكل متورط في الفساد من اعلى الهرم الى قاعدته .. فباتوا يرددون هذه المقولة : ( ويكلك ليش تعوف العراق ؟!! ) .!
مقالات اخرى للكاتب