اليوم العراق محتقن وهو يسير نحو الهواية بشهادة اكثر الساسة الذين يتصدرون للمشهد والواقع العراقي ولن ننسى ان اي تصعيد يحصل هنا وهناك ماهو الا نتيجة طبيعية للتصريحات والتجاذبات الكلامية التي يطلقها من يقف على رأس الهرم في الحكومة، مما يترتب على ذلك تشنج المواقف بين ابناء عامة البلد كونهم يسيرون بتوجيه من المسؤولين، ولونظرنا الى ماحصل مثلا الاسبوع المنصرم من المستفيد من قتل الزوار في مكان تتواجد فيه قوات عسكرية لاتعد ولاتحصى من كثرتها وتفتيش المارين من دون استثناء ، ما يعني انه لايمكن لأحد ان يدخل بينهم الا وقد مر على القوات العسكرية.
ولكن حصل ما كان متوقعا ، ولأان الناس على سجيتها ولاتعلم الا ما يقال لها فانها قد تتهم سكان المناطق التي مرت بها بأنهم مجرمون وهم من يقوم بقتل الزوار لكن لو فكر احدهم لمصلحة من يكون هذا لوجد الجواب من دون حمية او تعصب، وتزامن هذا مع من قام بسب كبار الصحابة بنفس المكان وهو تهور لا محالة ولكن لم يتعرض لأي شيء ما يعني ان من قام بالتفجير الاول هو نفسه من تجاوز بالصوت، ولم يتعرض له احد برغم انه كان في نفس المنطقة، ما يثير الشك بأن هناك من يريد ايقاع الشعب ببعضه وذلك بتحريك الادوات لضرب بعضهم ببعض لاسامح الله.
كل الازمات التي مرت على البلد وكذلك التفجيرات والاغتيالات والعبوات والاختطافات والتهجيرات كانت توجه ضد الشعب فهو الخاسر الاكبر والوحيد في وقت تتمتع السلطة بحقوق وامتيازات لا يعلمها الا الله وهم من يوجهون كل الخطوط ضد الشعب، وقلما ترى من يهتم بامر الناس الا في وقت الانتخابات ونلاحظ بعض الكلام ممزوج ببعض الدراهم من اجل شراء الاصوات، في وقت نيران الحملة الانتخابية بمحرقتها تأكل المواطنين الابرياء من اجل صعود السياسيين على اكتافهم لحصاد اكبر عدد من الناخبين.
وهذا الذي يحصل من سلب الخيرات بحيث ايقن المواطن ان خير بلاده ليس له وهو يتلقى ضربات موجعة من اجل بقاء السادة المسوؤلين في اماكنهم دون ان يؤثر عليهم شيء والذي نتمناه ان يفكر كل المواطنين بما يدور في اوضاعهم وامورهم وحقوقهم من يسحبها منهم وهو يستفيد من مجريات الاحداث والمتظرر الوحيد هو الشعب بالدرجة الاولى والاخيرة.
وتكمن الحلول بالتصدي لمشاكل العراق بقوة وحزم وقبر المؤامرات ومنعه من العودة إلى نقطة الصفر وتبدأ المرحلة بإصلاح الداخل العراقي نفسه وتقوية الوحدة الوطنية بكل مكونات الشعب وقواه السياسية ورص صفوفها وذلك من خلال ماقاله المحلل السياسي نبيل ياقو وهي ما يأتي:
* التخلص من نظام المحاصصة بكل أشكالها وألوانها كنظام سياسي لادارة مؤسسات الدولة المختلفة وإعتماد المعيار والنهج الوطني والكفاءة في منح الحقوق وتوزيع المسؤوليات وتحديد الواجبات ومحو آثارها المدمرة من الواقع العراقي الحالي مع العمل وبكل الوسائل المتاحة وإشاعة الثقافة الوطنية العراقية وحب الوطن وبناء وتقوية الوحدة الوطنية الراسخة أرضاً وشعباً على أساس هذه الثقافة، والعمل على تقوية أواصر المحبة والأخوة والشراكة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي في مؤسسات وأجهزة الدولة الرسمية وكل مرافق الحياة الاجتماعية الأخرى، وتشريع قانون لمحاسبة من يعمل أو يحرض خلاف ذلك كما هو الحال في الدول الديمقراطية المتقدمة حيث فيها الانتماء الوطني هو المعيار واحترام الخصوصيات واجب وطني على الجميع.
* تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية وبناء السلم الأهلي بين مختلف مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والطائفية والسياسية وعلى أساس تجاوز تراكمات وخلافات وإختلافات الماضي ومحاسبة من تلطخت اياديهم بدماء العراقيين وفق القانون والدستور.
* ترسيخ قيم ومبادئ الديمقراطية من خلال إعتماد الحوار والنقاش الديمقراطي الشفاف كأفضل وسيلة لتجاوز الخلافات والاختلافات وقبول الآخر والتعايش السلمي بين مكونات الشعب وحل المشاكل الوطنية بما هو خير العراق والسعي إلى إقامة نظام ديمقراطي فيه تناوب للسلطة سلمياً من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات ديمقراطية حرة.
نظراً لكون الشعب العراقي متعدد القوميات والأديان والمذاهب والتوجهات السياسية يكون من الضروري جداً إيجاد مساحة عازلة مناسبة بين الانتماءات الخصوصية والسلطة السياسية للدولة بغية تحقيق مبدأ العدالة والمساواة والشراكة الوطنية في حياة المجتمع أمام القانون، وذلك لالغاء إمكانية إحتمال الانحياز إلى خصوصية بعينها على حساب تهميش واقصاء الخصوصيات الأخرى عند توزيع الواجبات والمسؤوليات والحقوق بين المواطنين من جهة، ولحماية وصيانة حرمة وقدسية الخصوصيات وجعلها بعيدة في منأى عن الاساءة والتشويه والاستغلال السيء لجوهر هذه الخصوصيات من جهة أخرى
مقالات اخرى للكاتب