Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة .. الحلقة التاسعة عشرة
الثلاثاء, تشرين الأول 13, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

أليك المزيد من المصادر والروايات بهذا الخصوص .....

 

قال الطبري: ولما بلغ عبيد الله بن زياد , إقبال الحسين (عليه السلام) من مكة إلى الكوفة كتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظر , ويأخذ الطرق (   ).

قال ابن سعد في طبقاته : ووجَّه ابن زياد حصين بن تميم الطُّهَوي إلى القادسية، وقال له :أقم بها فمن أنكرته فخذه, أي اعتقله واقتله .. وبذلك انتشرت القوات الأمنية والمسالح من البصرة إلى الكوفة إلى القادسية , لمنع الطريق والاتصال بالثورة , أو الالتحاق بها ..وكان الحسين {ع} قد وجه قيس بن مُسْهِر الاسدي إلى مسلم بن عقيل{ع} قبل أن يبلغه قتله، فأخذه حصين بن نمير , ألقى القبض عليه , ووجهه إلى عبيد الله، فقال له ابن زياد : قد قتل الله مسلما، فقم في الناس فاشتم الكذاب بن الكذاب،ويعني بهما { علي والحسين عليهما السلام } ..  فصعد قيس المنبر، فقال: أيها الناس إني تركت الحسين بالحاجِر, وأنا رسوله أليكم وهو يستنصركم ,  فأمر به عبيد الله فطرح من فوق القصر فمات (   ).

          لو حققنا في الروايات التي تتعلق بالدور ألاستخباري العسكري , وتعبئة الجيوش التي قاتلت الحسين {ع} نجد روايات تحدد مساحة المعركة , والإمدادات في القطعات العسكرية يتبين أن الرقعة الجغرافية التي جرت فيها المعركة وشملها زحف الجيوش , تمتد من الشام إلى البصرة إلى كربلاء والقادسية .. هذا في رواية البلاذري عن هلال بن يساف قال: أمر ابن زياد فأخذ ما بين واقِصة إلى طريق الشام إلى طريق البصرة.(   ). ويذكر ابن سعد في طبقاته في نفس الصدد , عن حجم الاستعدادات العسكرية والتعبئة لإجهاض الثورة .. واليك النص ...

قال ابن سعد: وجعل الشيعة يتسللون إلى الحسين{ع} من الكوفة فبلغ، ذلك عبيد الله فخرج وعسكر بالنخيلة، واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث وأخذ الناس بالخروج إلى النخيلة وضبط الجسر فلم يترك أحدا يجوزه ..{النخيله هي الكفل في طريق حلة كربلاء }..وروى البلاذري أيضا قال: ووضع ابن زياد المناظر على الكوفة لئلا يجوز أحد من العسكر مخافة لان يلحق الحسين {ع} مغيثا له، ورتب المسالح حولها وجعل على حرس الكوفة زجر بن قيس الجعفي .(   ).

        

                 ولهذه القوات دور مهم في صد الركب الحسيني ومنعه من الدخول إلى الكوفة , حيث أراد أصحابه وشيعته , ولكن القوات المكلفة بحماية المدن الكبرى في العراق حالت بينهم وبين مرادهم .واليك إحدى الروايات التي تشوه الشيعة في نزول الحسين {ع} بكربلاء ..

قال أبو مخنف:ثم أقبل الحسين {ع} إلى الكوفة, حتى كان بالماء فوق زرود ,فحدثني السدي عن رجل من بني فزارة قال:{ انظر إلى التحريف  رجل دون ذكر اسمه دليل على كذب الرواية } .

           قال : كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين{ع}، فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فإذا سار الحسين {ع} تخلف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين{ع} تقدم زهير، حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين{ع} في جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين{ع} حتى سلم ثم دخل، فقال: يا زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين بن علي {ع} بعثني إليك لتأتيه، قال: فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير. وكانت له زوجة اسمها  دلهم قالت له : أيبعث إليك ابن رسول الله{ص}  ثم لا تأتيه؟ سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت، قالت: فأتاه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه، قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقدم وحمل إلى الحسين {ع} ، ثم قال لآمراته: أنت طالق الحقي بأهلك، فإني لا أحب أن يصيبك من سـبي إلا خير، ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد، إني سأحدثكم حديثا غزونا بَلَنْجَر , ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهلي : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟! فقلنا: نعم، فقال لنا: إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم فأما أنا فإني أستودعكم الله قال: ثم والله ما زال في أول القوم حتى قتل (   ).. 

 

ماذا ترى في هذه الرواية الكاذبة ...؟. أليك مناقشة الرواية ...

 

1- خرج الحسين {ع} قبل الوقوف بعرفة بيوم واحد .. وحتما زهير كما يقولون كارها للحسين {ع} فلا بد أنه كمل مراسيم الحج وبقي في مكة , ولو سلمنا انه خرج بعد الانتهاء من مراسيم الحج مباشرة , يكون بينهما أسبوع على الأقل , هذا لو صح انه سافر بعد الحج مباشرة .. فكيف يساير الحسين {ع}.. وهذه الفترة بينهما ..؟. 

2- الرواية مضطربة وغير دقيقة , يظهر تخبط الكاتب وهو يريد أن ينال من شخصية ثورية كزهير بن القين لأنه من أصحاب الحسين {ع} .ثانيا في أي شرع لما يثور المسلم ضد الاضطهاد يقوم بطلاق زوجته .. خاصة هي التي حرضته على الرحيل للحسين {ع} ..؟.

3- كيف أعطى الحسين {ع} رايته يوم عاشوراء لشخص كان قبل 10 أيام يكرهه ..؟ وجعله بمرتبة العباس وحبيب بن مظاهر  عليهما السلام وهما حملة الرايات يوم عاشوراء ..؟.

4- في معسكر الحسين {ع} شخصيات أثقل من الجبال الرواسي حبا وأيمانا بالثورة الحسينية كمسلم بن عوسجة , وأبو ثمامة الصائدي وهلال بن نافع , وعابس وأمثاله .. ولكن الحسين {ع} يعطي رايته لزهير بن القين ..!.

5- أليس الأجدر في قول الراوي الكاذب أن يقول :  إن زهير كان يساير الحسين {ع} في الطريق من مكة إلى كربلاء , وإذا نزل الحسين {ع} منزلا تخلف عنه زهير .. أليس الأجدر بالكاتب أن يكون موضوعيا ويقول إن مسؤولية زهير بن القين هي تامين الحماية (  ) لذلك كانت منازلهما تتباعد , ويتقدمه وأحيانا يتأخر عنه ...

6- كلماته يوم عاشوراء حين حمل لينال الشهادة .. قال : وتقدّم زهير بن القين وقاتل قتالاً لم يُرَ مثله ، ثمّ رجع ووقف أمام الحسين {ع} ، وجعل يضرب على منكب الحسين{ع}ويقول :فدتك نفسي هاديا مهديا ,,, اليوم ألقى جدك النبيا .. وحسنا والمرتضى عليا ..إلى آخر     [ رجزه ] ، فكأنّه ودّع الحسين وعاد يُقاتل حتّى قتل مئة وعشرين رجلاً ، ثمّ قُتل (رحمه الله) .وقف عليه الحسين وقال : (( لا يبعدك الله يا زهير ، ولعن [ مَنْ ] قتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير..(   ) . 

هذه صورة من صور تشويه التاريخ لشيعة أهل البيت {ع} ورموزهم وقياداتهم , تبين هذه الشخصية أنها كانت عثمانية الهوى , وانه يكره الحسين {ع} ولكن بقدرة قادر يتذكر قصة مسلم الباهلي .. وهذا دليل واضح على أباطيل من كتبوا ضد شيعة العراق ...

 

 

 

قضية الحر بن يزيد الرياحي 

 

           الحر بن يزيد الرياحي  رضوان الله عليه ... لو سلمنا انه كان مسئولا عسكريا في جيش ابن زياد ولكن الروايات التي قيلت في حقه , تؤيد انه لا يحمل نفسا أمويا  مطلقا ..

         الجيش الأموي وقادته يحملون نفسية عنجهية إجرامية تمثلت في قتل الطفل الرضيع والرجل الكبير , لا يمكن أن يكون احد أركانهم يقول { أخير نفسي بين الجنة والنار } , فلا يمكن أن يحصل في هذه المؤسسة من هذا الصنف ,التي لا تتمتع بضمير إنساني ..  أو يتقدم بنفسه وولده للدفاع عن الحسين {ع} وينال شرف الشهادة, ربما في مثل هذه الحالة لو صحت , يمكن للضابط الذي بدرجته أن يعتزل القتال , ويقول عنه التاريخ انه اعتزل المعركة بعد أن صحا ضميره  واستبعد لنفسه أن يشترك في قتل الحسين{ع} أما أن يتقدم وابنه للمعركة لينال الشهادة, هذه تحتاج إلى مراجعة ووقفه جادة لاستخلاص ما تعرض تاريخه الشريف لتشويه وضبابية ..

                  واليك مناقشة الرواية بصورة أجمالية :.... وأقبل الحر يسايره وهو يقول له: يا حسين إني أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى..!!.

           فقال له الحسين{ع}: أفبالموت تخوفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك؟ ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله{ص} فقال له: أين تذهب فإنك مقتول؟فقال:

سأمضي وما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما

وآسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مثبورا يغش ويرغم..  (   ).. قال: فلما سمع الحر ذلك منه تنحى عنه، وكان يسير بأصحابه في ناحية وحسين في ناحية أخرى حتى انتهوا إلى عُذيب الهِجانات، وكان بها هجائن النعمان ترعى هنالك، .(   ).

*      *        *

 

مناقشة الرواية :  لم يذكر المؤرخون تاريخ الحر العسكري قبل هذه الحادثة .. وهذا يجعلنا نشكك في الرواية , لأننا نعرف من استقراء التاريخ الأموي إن الطغاة حين يحقدون على شخص لا يذكرون حسناته ولا يحبون الحديث عنه ... فهل سمعت حاكما حكم شعبه بالحديد والنار يمدح معارضيه , بالعكس  سمعنا ورأينا الظالمين يصفون أعدائهم بالخيانة والتأمر , { الحرب العراقية الإيرانية , وحرب احتلال الكويت} , وهذا يجعلنا نشكك في رواية الحر الرياحي , لانه معارض ومن المجاهدين في ثورة الحسين {ع} , ووقع الطبري بمطبات وكذب وتزوير في قصته , ولكنه نجح أن يمررها على الناس , رغم عدم تناسقها مع الموقف  , أراد أن يشوه صورة الحر بن يزيد , فجعله ضابطا عند الدولة الأموية , وهذا مستبعد جدا ..

          ( انظر لقول الطبري: إني أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى--- هل يعقل إن قائد على ألف فارس يتحدث مع رئيس الثورة بهذا الكلام , هو خرج بمسؤولية عسكرية ,  أو انه يتودد لخصم الدولة ومن يريد الثورة عليها .؟ ) .لو صحت هذه الرواية { ونحن نشكك بها } وقالها بالفعل الحر بن يزيد .. فان القصة الحقيقية انه يقود مجموعة من الثوار الذين ساندوا الحسين {ع} في ثورته من أهل العراق .. وانه قالها من باب الحرص على حياة الحسين{ع} ليس إلا , ولا علاقة له بالسلطة وعطفها على الإمام .. 

    الدليل الأخر على ذلك , كيف يعقل أن يصلي الحر وجميع قواته خلف الإمام ويأتم به ..؟ أي انه يعرف وجميع الجنود انه الإمام الحق الذي تصح الصلاة خلفه .. ولكن الطبري يريد أن يقول : إن الشيعة يصلون خلف الإمام المعصوم , ثم يقتلونه!. وطريقة استقبال الحسين {ع} وأصحابه للحر وأصحابه في تلك الفلاة , وسقيهم بالماء مع خيولهم ..! تبين العلاقة الودية بين الإمام وشيعته.

 

أما خطبة الإمام مع الحر وجيشه .. كما وردت عن الطبري فيها مغالطات مكشوفة  واضحة من خلال الدخول إلى معاني كلمات الإمام {ع} لان القصة لا ترتبط بأي علاقة بالحادثة وملابساتها ..

السك الخطبة لأصحاب الحر :.... قال أبو مخنف : عن عقبة بن أبي العيزار ، إنّ الحسين{ع} خطب أصحابه  وأصحاب الحرّ بالبيضة { لاحظ النص , ارفع كلمة زائدة -أصحاب الحر- فتكون كلمة أصحابه فقط } يعني الخطبة إلى جميع أصحابه ,أليس هذا أصح ..؟.. اتبع الدليل الأتي الان...

فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أَيُّهَا النّاسُ ! إِنَّ رَسُولَ اللهِ{ص} قالَ : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنّة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله . (-أَلا وَإِنَّ هؤُلاءِ قَدْ لَزِمُوا طاعَةَ الشَّيْطانِ ، وَتَرَكُوا طاعَةَ الرَّحْمنِ ، وَأَظْهَرُوا الْفَسادَ ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَيءِ ، وَأَحَلّوُا حَرامَ اللهِ ، وَحَرَّمُوا حَلالَهُ ، وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَيَّرَ -) { هل تعقل أن يخطب رئيس ثورة على جنود الدولة بحضور قائدهم , ولم يعترض القائد ولا احد من الاستخبارات أو المستشارين أو الجنود على كلمة تركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد } وكل خطبته الشريفة .. ولكن الأصح إنهم ثوار يحملون الروح الحسينية ..؟} نعم هم أصحاب قضية وبعد الصلاة وتقديم الماء والطعام , باعتبار انه أول لقاء بإمامهم في العراق , خطب هذه الخطبة الشريفة ..

                  ثم استمر في كلامه مع جيش الحر الرياحي :...وقَدْ أَتَتْني كُتُبُكُمْ ، وَقَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لا تُسْلِمُوني وَلا تَخْذُلُوني ... هل الحسين {ع} يعرف مع من يتكلم , يقول لهم أتتني كتبكم وقدمت لي  رسلكم ...! لماذا لم يرد عليه احد ..؟؟؟؟ ويقول لم نكتب لك., أو أنت غير دقيق في كلامك .. المفروض أن يجابه بهذا الرد , إلا إذا كانوا فعلا إنهم من المؤيدين للثورة , وإنهم كاتبوا الحسين {ع} ومصرين على الاستمرار معه .. ولا كلام يصح لقول الإمام غير هذا ..! 

   ثم يستمر الإمام في خطبته التعبوية , فيقول : "  فَإِنْ تَمَّمْتُمْ عَلىِّ بَيْعَتَكُمْ " لاحظ النص وتأمل - تُصيبُوا رُشْدَكُمْ ، فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَابْنُ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ {ص}، نَفْسي مَعَ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَهْلي مَعْ أَهْليكُمْ ، فَلَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ {{ إلى هنا  السياق في الخطاب واضح وخاصة النص الأخير أنا الحسين , وابن فاطمة نفسي مع نفسكم وأهلي مع أهلكم ...}}.. ولكن لو استمر نقل الخطبة بهذه الصفة سيدخل الشك في قلوب القراء وتضيع الغاية على الطبري وغيره .. فلا بد ان يدخل نصا فيه سما على ذلك الاجتماع , فقال :  وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتي مِنْ أَعْناقِكُمْ فَلَعَمْري ما هِيَ لَكُمْ بِنُكْر ،{ قبل دقيقة يقول رأيا مناقض لهذا الرأي }  لَقَدْ فَعَلْتُمُوها بِأَبي وَأَخي وَابْنِ عَمّي مُسْلِم ! وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَرَّ بِكُمْ ، فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ ، وَنَصيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ ( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ )  وَسَيُغْنِي اللهُ عَنْكُمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . (   ).

        هذه الخطبة وذلك الاجتماع والكلمات التي قيلت في الحاضرين تبين إن الحر جاء بألف من المؤيدين للحسين {ع} واستقبلهم الإمام وسقاهم وخيولهم .. وصلى بهم ثم خطب فيهم . ولو كانوا أعداء لكانت قصة أخرى غير هذه الرواية , ولحدث اعتراض على كلامه الذي يصف الحكام بأشنع الأوصاف , ويعبر عنهم ناكثين ومبدلين وحاكمين بغير عهد الله , ويخاطب جنود الناكثين والمبدلين نفسي مع نفسكم وأهلي مع اهليكم .. الخ . 

*      *       *

       هنا يتضح إن المكان أصبح مقرا للتجمع ومنه الانطلاق إلى كربلاء .. واليك النص :..

فإذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم يجنُبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي على فرسه. قال: فلما انتهوا إلى الحسين {ع} أنشدوه شعرا   فقال لهم : أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا، { ما مناسبة كلامه ..؟ إلا إذا قدموا له العهد بالوفاء والموت دونه , فيرد عليهم إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا } .قال: أي الطبري ..وأقبل إليهم الحر بن يزيد فقال: إن هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادهم فقال له الحسين{ع}: لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي إنما هؤلاء أنصاري وأعواني وقد كنت أعطيتني ألا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد... فقال: أجل لكن لم يأتوا معك، قال: هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي، فإن تممت على ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك .قال: فكفَّ عنهم الحر.{ هذا النص من المواد السمية التي مررها الطبري على التاريخ الحسيني , وعلى الحر الرياحي .. لو رفعت كلمة واقبل أليهم الحر بن يزيد فقال , إلى قوله فكف عنهم الحر , فيكون النص بعد كلامه {ع} عن تعبئتهم إلى قوله : ثم قال لهم الحسين{ع} : أخبروني خبر الناس وراءكم؟..

 

         فقال له مجمع بن عبد الله العائذي وهو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه: أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، وملئت غرائرهم، يستمال ودهم ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألب واحد عليك { لم يقل له خذلتنا الشيعة , ولا قال ارتد شيعتك وخافوا على أنفسهم بل تكلم عن الناس , وحشر كلمة لا يستحقونها , مصطلح أشراف الناس } بل هم رعاع الناس .. الذين يبيعون مواقفهم بالدرهم والدينار , ويقتل أي شخص من اجل المادة والطمع ..(   ) املآ ركابي فضة أم ذهبا ..!.

قال: أخبروني فهل لكم برسولي إليكم؟قالوا: من هو؟ قال: قيس بن مسهر الصيداوي فقالوا: نعم أخذه الحصين بن تميم فبعث به إلى ابن زياد فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك، فصلى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد وأباه ودعا إلى نصرتك، وأخبرهم بقدومك فأمر به ابن زياد فألقي من طَمارِ القصر, فترقرقت عينا الحسين {ع} ولم يملك دمعه ثم قال: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)اللهم اجعل لنا الجنة نُزُلا واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك (    )

          وأخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية، فقالوا: دعنا ننزل في هذه القرية (يعنون نِينَوى) أو هذه القرية (يعنون الغاضرية) أو هذه الأخرى (يعنون شُفَيَّة). فقال: لا والله ما أستطيع ذلك هذا رجل قد بعث إلي عيناً...!!.  فقال له زهير بن القين: يا بن رسول الله إن قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم،فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به.فقال له الحسين{ع}: ما كنت لِأبدأَهم بقتال.  (وفي رواية ابن عساكر: وعدل الحسين إلى كربلاء)، (25) ثم نزل. وذلك يوم الخميس وهو اليوم الثاني من المحرم (26) سنة إحدى وستين.

روى السيد ابن طاووس قال :قال الحسين {ع}لما نزل كربلاء: أنزلوا هاهنا محط رحالنا، ومسفك دمائنا، وهنا محل قبورنا، بهذا حدثني جدي رسول الله{ص} وسلم، فنزلوا جميعا . فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف.(    ).. 

       { الحسين{ع}  لم يكن بحاجة لدليل إلى مقره في كربلاء – ولا اعني قبره الشريف بل عموم كربلاء – ساحة المعركة الواسعة .. لاحظ النص في رواية  ابن عساكر وعدل الحسين{ع}  إلى كربلاء أي سار أليها .. راجع النص الأخير  بدقة رجاء .. بهذا حدثني جدي.. إلى فنزلوا جميعا .. أي هو وجماعة الحر وأهل بيته ومن حضر واجتمع معه في ذي حسم (   ) . الحر وجماعته..

 رغم إن عدة مصادر تبين حجم مساحة المعركة{ سنذكرها لاحقا } إلا إن الحسين{ع} يستجدي الحر أن ينزل أي مكان , وأخيرا اختار لهم مكانا بدون ماء ..!!. ووصول أربعة من الضيوف إلى الحسين {ع} بعدها يبدأ الحر بمنعهم , ويمنعه الحسين{ع} من اعتقالهم .. ولا يستبعد الحر من التوسل بالحسين {ع} أن يعيد النظر في ثورته لأنه مقتول لا محالة ..! , وكأن الثورة نزهة ..!.. وفي نهاية الأمر يصرح انه يخاف احد العيون الذين في كتيبته ..!.

           أليس الأجدر إن الحر التقى بالحسين {ع} وكان قائدا من قواده , تزعم القوات الحسينية في شمال كربلاء بعيدا عن ساحة المعركة بالمسافة الحالية بين المشهدين المطهرين .. وكان يقاتل مع قوات عراقية ثورية تسند ثورة الحسين {ع} ..وانه استشهد ودفنه بنو تميم ومنعوا التمثيل بجثته وقطع رأسه . وحافظوا على قبره الشريف أن يندرس كما اندرست قبور آلاف الشهداء الذين قتلوا مع الحسين {ع} يوم عاشوراء ..؟. { لذلك جاءته هذه التهم ..؟}..

             لشدة إيمانه بالثورة الحسينية , انه قدم ولده للدفاع عن الحسين وال بيته عليهم السلام , ولو تنازلنا بقبول الرواية الأموية عنه , كيف وافق ولده بهذه السرعة أن يموت شهيدا بمجرد أن أمره أبوه , وترك منصبه العسكري ..؟ بينما التاريخ يقول : إن للشهيد الحر ولد اسمه (بكير) لحق أيضاً بالحسين (عليه السلام) واستشهد مع أبيه...  

           ثم يكتب عنه المؤرخ .. ..واجه نفسه اشد المواجهة واجبرها في الخضوع إلى طريق الحق والصواب رغم انه كان يعلم ان الشهادة بانتظاره إن هو أصر على مؤازرة الحسين{ع}  والقتال بين يديه، لذلك أخذته رجفة على حين غرة لم ير أبدا في مثلها عندما كان مع جيش ابن زياد لقتال الحسين(ع) فسأله احد أصحابه ,هل هو الخوف من الحرب أم ماذا، فأجاب أنالا اخشي الحرب إنما  أخير نفسي بين الجنة والنار، وضرب الفرس مغادرا إلى الإمام الحسين(ع) للقتال بين يديه...

*      *        *

 

في هذه الأجواء , وبهذه القصص الضبابية توصلت الأجهزة الإعلامية في تسويق الكذبة التي صدقها الشيعة, إنهم اشتركوا في قتال الحسين {ع} شيعة يقتلون إمامهم المعصوم .

     هنا جاءت الكذبة في خبر يذكره الطبري المؤرخ الذي مرر عشرات الروايات الكاذبة  يقول :إن جيش الكوفة الذي قاتل الحسين {ع} كان قسم منه من أصحاب الإمام أمير المؤمنين{ع} اشترك معه في حروبه، ... { هنا يخلط السم بالعسل .. يذكر الخوارج إنهم أصحاب الإمام علي {ع} }منهم  شبث بن ربعي ـ قائد الرجالة لابن سعد ـ سمع يقول: لا يعطي الله أهل هذا المصر خيراً أبداً، ولا يسددهم لرشد، ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ومع ابنه الحسن آل أبي سفيان خمس سنين ثم عدونا على ابنه وهو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية وابن سمية الزانية، ضلال يا لك من ضلال... (   ).. هل يعقل أن يقول رجل انه في ضلال وهو يقاتل مع جيش الدولة الأموية , ثم يستمر في موقفه حتى بعد شهادة الحسين {ع} وموقفه من ثورة التوابين وثورة المختار .. ولو قالها فعلا , هذا يبين نفاق وتلون هؤلاء القادة .. فاينهم وأين الحر بن يزيد وموقفه ..؟.

   وللمزيد من الأدلة التي تبين تفاهة الروايات , ودس الغايات المسمومة ضد الثورة الحسينية  أليك هذا النص :.. { كان من خطة سيد الشهداء{ع} في يوم عاشوراء التوجيه والإرشاد، فكان  يخطب فيهم واعظاً وناصحاً ومرشداً... لاحظ هنا ...وربما كان يستعطف القوم ويحرك القلوب، فهو يسألهم عما عليه من الملابس والسلاح وأنها ملابس رسول الله {ص}وسلاحه..!!  وعمل أكثر من هذا حمل إليهم طفله الرضيع يطلب له منهم شربة من الماء، ونجحت المحاولة، وأحدث الضجة في عسكر ابن سعد، ولكن مبادرة حرملة بن كاهل لقتل الرضيع أفشلت المحاولة.(   ).

وحين يأتي لأصحاب الحسين {ع} وموقفهم وخطبهم , يقول :{ وسلك أصحاب الحسين{ع} نفس الخطة في التوجيه والإرشاد، فقد خطبوا ووعظوا.ويتعرض للحر بقوله :...وأول عمل قام به الحر عندما انحاز إلى معسكر الحسين{ع}هو خطبته قائلاً: يا أهل الكوفة لأمّكم الهبل والعبر، إذ دعوتموه حتى إذا أتاكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه.

 أمسكتم بنفسه، وأخذتم بكظمه، واحتطتم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه في بلاد الله العريضة حتى يأمن وأهل بيته، وأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً، ولا يدفع ضراً وحلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والمجوس والنصارى ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، وها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمداً في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ .........إن لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه. فحملت عليه رجالة ترميه بالنبل، فأقبل حتى وقف أمام الحسين. (    )..

*    *      *

 

 هناك رواية أخرى لا بد أن نأخذ بها .. تقول : أن مجيء الحر الشهيد إلى معسكر الحسين {ع} كان قبل بدء الحرب،...!!!! .(   ) . هذا يعني لقاءه به كان طبيعيا باعتباره من مؤيديه ومناصريه وانه مستعد للموت دونه , وليس هو من منعه من دخول الكوفة ومنعه من الماء ...

          وإن كان السيد ابن طاووس (رحمه الله) يرى أن رجوعه كان أثناء الحرب، وبعد مقتل جماعة من أصحاب الحسين {ع} وليس قبل بدء القتال (   )..

          وتناسى الطبري أن الحر كان قبل ساعة  من كبار الضباط , ولم يتكلم هو ولا غيره عن كيفية السماح له من قبل الحسين {ع} أن يخطب القوم ويكلمهم عن موقف الثورة " وهذه لا يمكن أن يقوم بها أي فرد إلا من توضع فيه الثقة" لان ربما يعلن تنازل الحسين {ع} لشروط يزيد , أو يعمل كما الأشعري وابن العاص يوم التحكيم .. كيف وضع الحسين {ع} الثقة به لهذه الدرجة , وهو ذلك الضابط الوفي لحكومته وهو الذي انزل الحسين {ع} في مكان بدون ماء وجعجع به في الطريق , ثم يسمح له أن يتكلم باسمه  خلال ساعة واحدة  أو اقل من ساعة , ويطالب القوم أن يعطوا الحسين ماءً , وهو قبل أسبوع  منع الماء عن الحسين {ع} .تناقض عجيب .!!!!!. 

 

*       *        *

 

         انظر نقطة أخرى ,في القوات المسلحة وموقفهم من الحر الرياحي, بعد الحملة الأولى ومقتل أكثر أصحاب الحسين {ع} خرج الحر إلى الحرب وخلفه زهير بن القين يحمي ظهره، فقاتل هو وزهير قتالاً شديداً، فكان إذا شد أحدهما فإن استلحم شد الآخر حتى يخلصه ففعلا ذلك ساعة. وروي أن يزيد بن سفيان الثغري من بن تميم قال: أما والله لو رأيت الحر حين خرج لأتبعته السنان، قال: فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون، والحر يحمل على القوم ..وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه وإن دماءه لتسيل فقال الحصين بن نمير التميمي ليزيد بن سفيان: هذا الحر الذي كنت تتمنى قتله...!  قال: نعم، { هو كان قائد عندهم .!  كيف يتمنى قتله .؟}وخرج إليه فقال له: هل لك يا حر في المبارزة؟قال: نعم فبرز له.   قال الحصين: وكنت أنظر إليه فو الله لكأن نفسه كانت في يد الحر، خرج إليه فما لبث أن قتله.وأخيرا عقروا فرسه وقتلوه ..(   ).هل تلاحظ أخي القاريْ حجم المؤامرة الإعلامية على الثورة الحسينية ورموزها ..؟. الذي جعجع بالحسين {ع} هو الحصين بن نمير وهو قائد ثغور العراق ورميت التهمة على الحر الرياحي ..!!.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50525
Total : 101