{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
تلخص شخصية الشهيد فرنسيس يوسف شابو، الأيمان المطلق بالديانات والإيديولوجيات.. المنزلة والوضعية؛ فهو مسيحي، مؤمن بتعاليم الله، في الإنجيل، مثلما تبلورت رؤاه ديمقراطيا مخلصا للإنسانية.
رجل رهن ولاءه الوطني بمجسين إثنين.. الإنجيل ورؤى العمل السياسي الجاد؛ إذ عاش وإستشهد
إنسانا جادا، في السعي لتحقيق وحدة الشعب، ضد حزب البعث الفظيع وطاغيته المقبور صدام حسين.
ترسخت قناعته بحتمية انتصار الحق على الباطل، من خلال الإملاءات الواقعية، التي لمسها من تعمقه في فكر "الحركة الديمقراطية الآشورية" منهجا وسبيلا في العمل الوطني، يحتكم.. وهو في قلبها الى إرث رافديني أصيل.
آشوريون
ازداد تمسكه بالرؤيا الديمقراطية، للحياة، تواليا مع يقينه الملموس بمصداقية طروحاتها، نافذا بوعي مؤثر، حقق به طروحات الفيلسوف الامريكي غرامشي، حول "المثقف العضوي" المتفاعل مع قضايا الناس، مندفعا في المسيرة النضالية، ضمن الحركة الديمقراطية الآشورية في انتخابات المجلس الوطني الكردستاني ممثلاً عن محافظة دهوك لينال شرف عضوية اول مجلس منتخب في الاقليم وفي المجلس كان عضواً نشيطاً في لجنتي الاعمار والتنمية.. الاقتصاد والمالية.
منكيش
الشهيد شابو هو احد ابناء مدينة مانكيش وبشهادته اثبت للعالم اجمع بان وحدة شعبنا، بكافة اطيافه ومذاهبه وتسمياته، حقيقة ساطعة لن تحجبها الضلالات.
شغل في حياته عدة مناصب ومنها مدير عام ماء ومجاري دهوك وشارك في انجاز مشاريع الماء في محافظات عدة وبلوغ فاعلية ادامة شبكات تشغيل وتجهيز الماء لدهوك اعتماداً على الامكانيات الذاتية المتواضعة.
في ليلة 31 / ايار ـ 1 / حزيران / 1993؛ نفذت مجموعة من مرتزقة الاجهزة القمعية لنظام البعث المباد جريمة اغتياله اثناء عودته الى داره من موقع عمله.
لكن صفحة المجد لا تطوى، ولو شغلوا مائة مقصلة معا؛ لذا إختار طريق الشهادة مؤمنون بالمبادىء، من ان طريق النضال شاق كلفه حياةً قضاها بنزاهة وتفانٍ وحسن أداء.
مقالات اخرى للكاتب