قبل يومين عقد في مدينة أسطنبول التركية مؤتمر دولي للطاقة وحضرته 250 دولة وشركة عالمية للطاقة وحضره الرئيس الروسي بوتين وهناك خبر مر مرور الكرام على أغلب العراقيين ولم ينتبهوا له والخبر يقول أنه على هامش المؤتمر تم توقيع أتفاق روسي تركي لبناء أنبوب ضخم للغاز يبدأ من روسيا ويمر تحت البحر الاسود ويصل الى تركيا ومن هناك يستطيع الامتداد الى أوربا والوصول الى سوريا ولبنان وهذا الخط سيجعل روسيا تستغني أستغناء كامل عن الخط الذي يمر عبر الاراضي الاوكرانية.
في عام 2013 كتبت مقالا شرحت فيه دوافع دولة مثل قطر لتهييج الاوضاع في مصر وسوريا والعراق وشرحت يومها ان قطر تريد أن تكون المصدر الاول للغاز في العالم وتتنافس على الاسواق العالمية مع ايران التي كانت تريد بناء خط يمر من العراق ويصل لسورية ويصل الى اوربا عن طريق البحر المتوسط ويومها أتذكر أن البعض منهم قد ضحك وأستهزأ بكلامي وقال كلاما يدل على أني مجنونة والبعض قال أني أتخيل أشياء لايعقلها عاقل واليوم توضحت الصورة كاملة.
هل تعرفون أيها السادة أن هذا الخط الستراتيجي سيجعل روسيا الدولة ألاولى في العالم أنتاجا وتصديرا للغاز في العالم والمختصين بشؤون الطاقة يعرفون أن المستقبل في الخمسين سنة المقبلة هو للغاز وليس للنفط لان الغاز أرخص من النفط ولانه لايلوث البيئة مثل النفط ولكن فتشوا عن المتضررين من هذا الخط
المتضرر الاول من أنشاء هذا الخط هو قطر التي ستخسر أسواقا واعدة كبيرة لان الغاز كلفته عبر الانابيب أرخص بكثير من كلفة نقله بالناقلات البحرية وهكذا عرفنا لماذا كانت قطر تهيج الاوضاع في مصر وسورية علما أن قطر كانت تخطط لمد مثل هذا الانبوب والدولة الثانية التي ستخسر هي أيران التي كانت تخطط لانشاء خط يمر عبر العراق ويصل الى سورية ومن هناك الى البحر المتوسط والى أوربا لبيع الغاز ولاحظ عزيزي القاريء كيف أن ساستنا العظام كانوا يقفون حجر عثرة بوجه أي أستثمار غازي في العراق وأتذكر أن القاضي وائل عبد اللطيف بح صوته وهو يصرح ويصرح حول أستثمار الغاز وكيف أن العراق يحرق الغاز في الهواء ويخسر يوميا عشرات ملايين الدولارات وهو مالم يفهمه في وقتها السيد وائل عبد اللطيف.
والمتضرر الثالث هو أسرائيل والتي كانت تخطط لمد أنبوب عبر البحر المتوسط لتركيا ومن هناك لاوربا كي تصدر الغاز ولاحظ عزيزي القاريء الكريم وبدون تفكير وجهد الدول الثلاثة المتضررة قطر وايران وأسرائيل وماهي الادوار التخريبية التي لعبتها في المنطقة فقطر التي لم يفهم أحد يومها ماالذي يجعلها تؤجج الاوضاع وتدعم الحركات التحررية في دول الربيع العربي وكأن قطر هي أم الديمقراطية والحرية في العالم بل وصرفت مليارات الدولارات في دعم الاخوان المسلمين ودعم حركات أخرى في مصر وسوريا التي تحولت مظاهراتها التي تنادي ببعض الحرية الى حرب أهلية ضروس لم يبقى أحد لم يشترك فيها ووصل الدم فيها الى الركبة كما يقال في الامثال وأسرائيل التي معروف تخطيطها الستراتيجي البعيد المدى والتي كانت ستتحول لقوة أقتصادية ضخمة لوأتيح لها أن تمد خط الغاز وأما أيران فعلى العراقيين أن يفهموا لماذا فعلت أيران بالعراق مافعلت ولماذا جعلت العراق بلدا تابعا لها ولماذا جيشت الجيوش المحلية ولماذا خسرت المليارات كي تسيطر على العراق وكي تحافظ على نظام بشار الاسد من السقوط وأترك الباقي لفهم وتحليل القاريء الكريم.
هنا أخاطب السذج من العراقيين والذين يظنون أن أيران تقف مع العراق لان الشعب العراقي فيه أغلبية شيعية وأن المذهب عند الايرانيين له الاولوية في السياسة الايرانية واقول عليكم أن تفهموا أنه لاأحد يعمر العراق ويبنيه غير العراقيين وأنه لن يحن على العراقيين أحد غير أخوانهم العراقيين وأنه لاقطر ولاايران ولااميركا تقف وتفكر بمصالح العراقيين لان جميع هذه الدول لديها مصالح عليا تخطط من أجلها والمصيبة أن البعض يصدق الخزعبلات والاكاذيب ويتبع الزعيم الفلاني الذي لايفقه شيئا في السياسة سوى العمالة لايران ولتركيا ولقطر وغيرها ولانه غبي أو أنتهازي على ألاغلب فهو لايفكر بمصلحة الشعب العراقي ومستقبله وأخيرا تحول الشعب العراقي الى شعب يضحك عليه السياسيون الشيعة والسنة بأسم الطائفة والمذهب وتخويف السني من الشيعي وبالعكس وشاهدوا كيف تخطط روسيا وكيف تدخلت روسيا في سوريا تدريجيا من أجل الحفاظ على مصالحها وكيف جعلت تركيا العضو في حلف الاطلسي على وشك أن تصبح تابعا لروسيا لانها سترتبط معها بمصالح أقتصادية أوثق من ذي قبل
أيها العراقيون أفهموا جيدا أن عليكم تتعلموا من الدول الاوربية وتاريخها أن الدين لله والوطن للجميع وأن رجل الدين لن يوفر حياة كريمة ومدارس نظيفة لاولادكم بل التطور الاقتصادي والعلمي والحضاري هي التي ستوصلنا للرقي والتقدم والحياة النظيفة ولن أطيل في الشرح لاني إن أطلت ساكفر بكل الطبقة السياسية المليشياوية الداعشية الموجودة في البلد ولاحول ولاقوة ألا بالله العلي العظيم وحمى الله العراق والعراقيين
مقالات اخرى للكاتب