شكل الراحل ستار جبار.. رئيس تحرير جريدة "البينة الجديدة" إنموذجا.. نسيج وحده، في الكتابة الصحفية، إختط لقلمه إسلوبا، تميز به، في بناء العمود، جعل من الجريدة مدرسة في هذا النوع الصحفي الهام، واصله التالون عليه، وأضافوا؛ ما يجعله مؤسسا ذا نمط شكلي ومضموني متواصل حتى بعد رحيله، منذ ست سنوات.
بفقد الكاتب جبار، خسرت الصحافة العراقية، وعموم الاعلام، واحدا ممن شدوا وشائج الكلمة المقروءة، الى الجمهور المتلقي، يعيدون روف ما تهرأ في العلاقة، بين القارئ والمطبوع؛ إذ ما زالت "البينة الجديدة" واحدة من الصحف التي ينتظرها القراء، وهذا نادر، في زمن الستلايت والانترنت.
لذا أجدني عندما أستحضر ذكراه؛ لا أتداعى في التهدج حزنا، قدر ما أتأمل في كتاباته التي تبنت قضايا وطنية وإنسانية، أثابه الله عنها جنة وسعها السموات والارض.
فالكلمة المجاهدة، بمصاف أشكال الجهاد الاخرى كافة، وربما تتقدم بعضها؛ لأن شد عزيمة المجتمع نحو الحق، وتنبيه السلطة للتراجع عن الباطل، وتأشير المفسدين وتشجيع النزيهين، كلها مهمات بحاجة لقلم شجاع، يفرط بمغريات كثيرة، راكبا أهوال التحدي، بمواجهة الباطل.
فإذا قلنا ستار جبار.. رحمه الله، واحد من شهداء الكلمة الحرة، نكون قد وضعنا نقطة على حرف تائه في ابجدية الصحافة العراقية، التي نذر عمره لها، وسقاها بعصارة أفكار نيرة، نبعت من بين يديه الى الصفحات الورقية، التي يطوى نسيجها ولا تطوى المعاني الكامنة بين سطورها؛ لأنها ترسخ في وعي الناس...
وبهذا تمر السنين ويظل الراحل ستار جبار.. رئيس تحرير جريدة "البينة الجديدة" خالدا في ذاكرة مريديه.. فمن تعلم منه كلمة لن ينساه، ومن إستجمل منه مقالا سيتذكره ومن تابع الجريدة؛ لرفعة مستواها، ما زال يواصل متابعتها؛ لأن من تسلموا راية "البينة الجديدة" بعده، ما زالوا على عهدهم لستار، يتقدمون سباقا مع الزمن، منطلقين من خط الشروع الذي إبتدأه، سيرا نحو الإجادة الاعلامية الوثابة.
رحم الله الراحل ستار جبار، وأبقى في "البينة الجديدة" ملاكا دائم العمل، بمواظبة إبداعية، تتخذ العراق موقفا، بحيادية لا تنحاز إلا للحق.
مقالات اخرى للكاتب