Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
النجاة بالملح - يوميات عراقية جداً
الخميس, تشرين الثاني 13, 2014
محسن لفته الجنابي

سألت الشرطي الأكبر سنّاً ( مالهؤلاء الشباب من مطلب أراهم يصرخون ومنظرهم مرعب ) أجابني بإمتعاض من النوع التشنّجي الأرعب : 
(ألحكَ أستاذ ذولي طلاب متظاهرين بطرانين سرسريه أدبسسزيّه ....ألخ , يردون مدرسة بمنطقتهم , أجوّي من الصباحيات ومسويين إعتصام وميرحون إلا يتحقق المطلب , والمدير ماموجود لأن عنده أفتتاح مدري وين , ومدراء الأقسام طفروا ...)
كلمت نفسي : (ساعةالسوده والمصخمة اللي جابتني للتربية بهاي اللحظة , هو آني أموت من طاريها النوب أجيت للطلايب بنفسي) !
كان الهروب في وقتها مستحيلاً لأن الشارع مغلق بالكتل الكونكريتية بممر واحد فقط , الطلاب أمامكم والعارضات من ورائكم , ترجلت من سيارتي بعد أن أوقفتها في عرض الشارع لأنه محتل بالكامل من (حضرة جنابهم) ولايمكن الدخول للدائرة مطلقاً , تصنّعت الإبتسام فيما العشرات من الطلاب يرمقوني بنظرات مليئة بالأحتجاج والغضب , علت أصواتهم بعد نزولي , أعتقد والله أعلم بأنهم تصوروني مسؤول كبير , لايعلمون بأني موظف موسمي أصغر من نملة أعمل في عشر أماكن مختلفة في الوقت نفسه , أتخذت قراراً فورياً بالتفاوض معهم , فلايوجد في تلك اللحظة خيار غيره , وقفت فتقدموا حتى صاروا حلقات حولي و رجوتهم أن يلزموا الهدوء لكي نفهم بعد أن خدّرتهم بكلمة :( أنتم شباب مثقفين وأولاد عشاير وتعبانين على نفسكم و لازم تكونون قدوه للمجتمع أختاروا من بينكم ثلاثة ليدخلوا معي ) 
حين دخلت وأنا أتنفس الصعداء ناديت على (أبو عباس) ليجلب لهم الشاي مع بطل ماء عدد ثلاثة , وبعد أن شربوه عرفت أنني نجحت بإمتصاص غضبهم , وبعدها بادرتهم : أهلاً بأبنائنا الطلبه , أزهرت وأنورت ,و بعد سيل ترحيب طويل سألتهم : (شتردون أتفضلوا) !
قال الأول : نريد مدرسة في (المنطقة الفلانية) فالمدرسة المخصصة لنا بعيدة جداً عن بيوتنا والدوام فيها يبدأ في السابعة صباحاً و توجد سيطرة (نقطة تفتيش ) تؤخرنا على الأقل ساعة وبسببها نتأخر 
الثاني : نريد مدرسة أستاذ لأن أجور النقل سنوياً تكلف أهلنا ثلاثة ملايين إذا مو أكثر , أحنا ناس فقراء وأبهاتنا ماعدهم 
الثالث : نريد مدرسة وتوجد بنايات كثيرة في منطقتنا يمكن تحويلها الى مدرسة , مدرستنا الحالية البعيدة مكتضّة , في كل صف أكثر من خمسين طالب ولذلك لا نستفيد ولانفهم .
كان الطرح الأخير أكثر عقلانية , أتصلت بالمدير فأمر أن يكتبوا طلب , وأحيله الى التخطيط , أخذتهم معي الى دائرة التخطيط فأخرج لنا أحد الزملاء سجلاً ضخماً يحتوي جداول , عرفنا من خلاله أن المدارس (المخطط لها) تنتظر منذ العام ألفين وعشرة !
أتصلت بزملائي في دائرة الأبنية وهل يمكن أجراء مناقلة بين الأبنية الشاغرة في منطقة الطلاب لتستغل كمدارس للتربية , وكان جوابهم بأن الأمر مستحيل مع (طرده بعرف)
وسط هذا الموقف لم يكن في بالي سوى أمر واحد , وهو أن أفرّق الجمع أو على الأقل أبعده بأي طريقة ممكنة , وكما الفكرة التي طاحت على رأس أديسون صحت بصوت مسموع : وجدتها 
أخبرت الثلاثة بأن مشكلتهم وزملائهم محلولة وبسيطة جداً , مظاهرة سلمية واحدة تقومون بها أمام (المجلس) كافية لأن تحل مشكلتكم , فهو الجهة التشريعية والتنفيذية ويبده المال والقرار و الحل والربط , أبنائي الأعزاء :
الصباح رباح , أنطلقوا مع الغبش لبناية المجلس وقوموا بمظاهرة ومبروك عليكم المدرسة .. فأقتنعوا و شكروني وبعد أن تأكدت بأنهم رحلوا أنطلقت وأقسمت بأنني لن أدخل للتربية لافاتحاً ولامحرراً وسأنهي أعمالي معها بالهاتف فقط بعد أن كتب لي عمر جديد فلا أصعب من أن تكون بين جماعات غاضبة في بلاد المسلة والقانون المدني الأزلي !
أثناء عودتي شغّلت الراديو فسمعت على محطة البي بي سي خبر مفاده :
الرئيس الصومالي يقول أنه أشد مايخشى أن تكون الصومال مثل العراق , وخبر آخر يقول أن النساء العراقيات هن الأقل إثارة في العالم بسبب السمنة , الخبر الأخير أزعجني , فمقاييس الجمال عند هؤلاء الشذّاذ تعتمد على الرشاقة دون الأخذ بمعيار الإمتلاء و (التلظلظ) ذلك الذي نحسبه أساس الجمال فشتّان مابين مغناج ممتلئة بعيون المها وبين هيكل عضمي كأنه هارب من مقبرة , وبعد أن وصلت بسلام أهديكم حكمة تنجيكم من الدنيا المدلهمّة , أحذروا السموم البيضاء , ولاتستخدموا الملح الا للنجاة فكثيره سوف يقتلنا !


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39727
Total : 101