يعتبر جهاز شرطة النجدة من الأجهزة الخدمية في كل بلدان المعمورة ، وفي العراق كان وما زال هذا الجهاز الخدمي الأمني على صلح ومودة متواصلة رغم بعض الهنات مع المواطن العراقي ، الذي ما زال ينظر له كجهاز صديق بعيد عن أجهزة السلطة القمعية .. فوجود عجلة النجدة ضمن المحلات السكنية وشوارع مدن العراق تثير بعضا من اطمئنان بسيط عكس تلك الأجهزة التي اشتهرت بحملات المداهمات والأعتقالات العشوائية .. وكم من حالة ولادة أو مرض أو مشاجرة أو سطو على دار في ظلامات الليل انتهت بالسلامة وبدون اضرار بمجرد ضرب الرقم السحري عبر الهاتف 104، لكي يأتي المدد والخدمة المستعجلة وبدون مقابل من هذا الجهاز الشعبي .
يترأس هذا الجهاز في الوقت الحاضر اللواء ستار جبار زامل ، وخط خدمته يقول أنه طرد من سلك الشرطة عندما كان برتبة ملازم ، واشتغل بتصليح التلفزيونات ، وامتهن مهنة المطيرجية كعمل اضافي لتمضية الوقت والاسترزاق ايضا ، وقد وصل الى مرحلة متقدمة في علم تكاثر الطيور بحيث أنه يعرف فحل الأورفلي اذا كان ( كافز ) طيرتين آلاج او ثلاث طيرات عنبر سره بمجرد النظر الى منكاره .. ثم أعيد خلال هذا الزمن ( الجميل ) الى سلك الشرطة بدرجة مدير عام فورا ، بسبب أنه ينتمي الى الحزب ( المقصود ) .
ربّاط الحجي أغاتي .. العينتين مدير شرطة النجدة يوزع عجلات النجدة على المسؤولين وكأنها هدايا من الخلّفوه ، ويبعدها عن واجبها الخدمي الحقيقي في الشارع .. وكلنا يعلم أن بعض المسؤولين ابتداءا من قيادات الخط الأول الى أصغر ( قياس ) يمتلكون حمايات شخصية ما أنزل الله بها من سلطان ، لكن البرستيج ماله ما يكمل إلا اذا وقفت سيارة النجدة في باب منزله .. فبعض تلك الشخصيات يمتلكون لواء حماية ، والبعض الآخر فوج حماية ، والآخرين سرية حماية .. أما القياس الصغير فعلى الأقل يمتلكون ثلاثين او خمسين عنصرا للحماية من عناصر مديرية حمايات الشخصيات .. المشكلة في بعض مسؤولينا الأبطال أنه يعجبه أن يعمل تشكيلة ملونة من الحمايات .. فبالرغم من أنه يمتلك فوجا من أفواج وزارة الدفاع ، إلا أنه يطعّمه بعدد من عجلات النجدة وعدد آخر من حمايات الشخصيات .. وخلّ ياكلون .
ارحموا هذا الشعب .. يامن تنادون بالتقشف .. وتهددوه كل يوم بالأفلاس ونفاذ الأموال .. واتقوا الله في اهلكم العراقيين .. أما أنت أيها اللواء المطيرجي .. فكل مراجعين دائرتك شاهدوا بأم أعينهم كيف قلبت حديقة مكتبك الخاص الى عشرات أبراج الطيور .. ومن كل الأصناف .. ويعلم الجميع أيضا أن عينك شاخصة في السماء 24 ساعة .. وأن ثمن تخصيص عجلة او اثنتان من عجلات النجدة الى حماية المسؤول بعد سحبها من واجبها الأصلي في خدمة المواطن ، هو زوج أرافل محجّلات ومكعكلات .. بعد أن كان التخصيص يأتي من طيب الذكر الأدميرال قائد قوات شكفته عدنان الأسدي !!! ... فتحت زيكي وصحت .. ربي دخيلك هم يجي يوم ويرجع العراق يصير دولة ؟؟؟.
مقالات اخرى للكاتب