بعد عرضه للمرة الأولى في الوطن العربي بعمّان
"الراية"تلتقي بطل فيلم "مفرق 48 السينمائي
ثامر نفّار:السلطات الإسرائيلية تغرقنا بالمخدرات لتعطيل قدراتنا
الفيلم أظهر الرواية الفسطينية بلساننا
وزيرة الثقافة الإسرائيلية خاضت مقاطعة عنيفة للفيلم في الأوساط اليهودية
بلدية اللد اليمينية منعتنا من عرض الفيلم في المدينة
اليهود الشرقيون يعانون من الفقر ونسبة إستهلاكهم للمخدرات في اللد 98%
9000 منزل مهددة بالهدم في اللد والإحتلال هدم 400
اليمين واليسار في إسرائيل يريدوننا ديكورا لزينة ديمقراطيتهم المزيفة
عندما يقر الإحتلال بجريمته سيكون لنا معه حديث آخر
جرى بالأمس في العاصمة عمان عرض فيلم عربي من مدينة اللد يتحدث عن إغراق الشارع الفلسطيني في مدينة اللد بالمخدرات ، ويروي النكبة الفلسطينية بلسان فلسطيني على عكس السائد وهو روايتها بلسان يهودي صهيوني، وهو بتمويل إسرائيلي ألماني أمريكي،ومن إخراج أودي ألوني إبن مؤسسة حركة ميريتس القديمة شولوميت ألوني ،وبطولة الشاب الفلسطيني ثامر نفّار.
" الراية" حضرت العرض وأجرت اللقاء التالي مع البطل الفلسطيني ثامر نفار ،وتاليا نص الحوار:
ما معنى مفرق 48 ولماذا إخترتم هذا العنوان لفيلمكم ؟
يوجد في اللد حارة إسمها حارة المحطة وهي اكبر مفرق سكك للحديد ،وسموها الإنجليز مفرق اللد ،وكان العنوان من إختيار المخرج أودي ألوني إبن مؤسسة حركة ميريتس القديمة شولوميت ألوني،وجاء الإختيار من تشتت الفلسطينيين عام 1948 في الداخل والخارج ، وما يزال الشعب الفلسطيني يقف على المفرق حتى اليوم.
يلاحظ أن الشارع الفلسطيني في مدن الساحل المحتل عام 1948 يعج بالمخدرات ما دور الإحتلال في ذلك؟
هناك مؤامرة يهودية على الشباب الفلسطيني لإغراقنا بالمخدرات من اجل تعطيل قدراتنا ، فنحن لا نملك سفنا ولا طائرات نقل ولا نملك السيطرة على الحدود لإدخال المخدرات ،وهذه كلها بيد الإحتلال وهو الذي يدخل المخدرات إلى مدننا لتسميمنا ،ناهيك عن الفقر والبطالة والتمييز العنصري ،وهذه بمجملها أساس الإنحراف والإجرام.
يريد المحتلون لنا ان نحيا بقيمهم وتحت شروطهم ،حيث العمل والرقص والإباحية،لكننا نريد الإستقلال ،وهذه معضلة بالنسبة لنا لأننا نريد أن تكون إسرائيل لكل مواطنيها على الأقل في هذه المرحلة ،وهم يريدوننا نادلين في المطاعم والمقاهي نقدم الشاي والقهوة وصحون الحمص والفول امامهم.
يتحدث الفيلم عن اللد بأنها أكبر سوق كبيرة للمخدرات لماذا ، وما هي اهمية اللد لإسرائيل؟
كانت مدينة اللد وحتى العام 2000 أكبر سوق للمخدرات في الشرق الأوسط بأكمله ، والإسرائيليون معنيون بهذا الإغراق ، فهي وجه إسرائيل لوجود مطار بن غوريون فيها ،كما انها أكبر مستقر للاجئين والنازحين الفلسطينيين عام 1948.
وعلى سبيل كان جدي من يافا وتم تهجيره قسرا إلى أسدود فعسقلان ، وأرادوا تهجيره إلى الأردن،وكان أفراد العصابات الصهيونية من شتيرن والهاغاناة يقولون له :"ياللا على عبد الله"، بمعنى إذهب إلى الأردن،وقاموا بطرده من أسدود بإتجاه الأردن ،وفي تلك الأثناء إعترفت امريكا بإسرائيل في الأمم المتحدة ، فتوقفت عملية التهجير باوامر امريكية ، وعلق جدي في اللد.
كيف تنظر إلى تفشي ظاهرة المخدرات في أوساط الشباب اليهودي؟
هناك نسبة فقر عالية في اوساط اليهود الشرقيين على وجه الخصوص ،ونسبة تعاطيهم للمخدرات في اللد تحديدا تصل إلى 98% ،وهم رواد الغرز واماكن بيع المخدرات في اللد ،بينما نجد نسبة الشباب العربي في يافا هي الأكبر في إستهلاك المخدرات.
نلاحظ أن بعض تجار المخدرات العرب في اللد يبيعون السموم للشباب اليهودي ، لكنهم يقومون بضرب الشاب العربي المدمن ويأخذونه إلى مراكز معالجة الإدمان لتخليصه من هذه الآفة.
لماذا إستخدمتم الألفاظ النابية والخادشة للحياء في الفيلم ؟
هذا هو الواقع ،ونحن تحدثنا بلغة الواقع ولمك هدفنا تبييض الوجوه او تسويدها،فهذه هي لغتنا كشباب ولا أبالغ إن قلت ان هذه الألفاظ هي التي أعطت النكهة المطلوبة للفيلم ، ولولاها لما حضره نحو 55 ألف عربي عندنا.
إنتقلتم من المخدرات وحياة الشباب إلى التهجير وهدم البيوت ماذا يعن يذلك؟
كان تركيز الفيلم على المخدرات لأنها جزء لا يتجزا من النكبة ، فأبو طلال مثلا عندما تحدث عن التهجير وهدم البيت روى قصة جدي ، ورواية كل الفلسطينيين ، ونحن فخورون في الفيلم اننا قمنا برواية النكبة بلساننا وليس بلسان اليهود كما جرت العادة ،ولم يأت ذلك بسهولة بل ناضلنا نضالا مريرا من أجل ذلك.
لقد روى أبو طلال ما جرى معه عام 1948 عندما أبلغتهم العناصر الإرهابية في شتيرن والهاجاناة أن مجزرة اخرى بإنتظارهم وان عليهم الخروج للنجاة بأرواحهم، وأنه هاجر لأيام ورجع ليجد الإحتلال قد وضع أسلاكا شائكة حول بيته وعلق عليها يافطات باللغات العبرية والإنجليزية والعربية تقول أن البيت مكان أثري ، لكنه إهتدي إلى فتحة غير ظاهرة وتسلل منها إلى الداخل ليكتشف أن عنزاته ما تزال حية وموجودة في البيت ،وقد إكتشف أبو طلال أن النكبة ما تزال مستمرة لأنهم أبلغوه عام 2007 بأنهم سيصادرون بيته ، ويهدمونه.
ورد في الفيلم أن الإحتلال يسعى للتعايش من خلال إقامة متحف ، ومع ذلك هاجموا منار لأنها غنت على المسرح بأنه ليس لها وطن وانها من مواليد فلسطين؟
معروف أن إسرائيل مشهورة بمكياج البشاعة وتحويلها إلى جمال مزيف ،وهم يسعون لتهويد الأرض من خلال هدم بيوتنا بعد مصادرتها ، وقد هدموا 400 بيت في اللد وهناك 9000 بيت غير مرخصة وتنتظر قرارات الهدم،وبالنسبة لمنار فإنهم يفرحون عندما يرون عربية على خشبة المسرح ،لكنهم يجنون عندما يتحدث احدنا عن إرتباطه بفلسطين.
قاموا مؤخرا بهدم مقبرة إسلامية في القدس وبنوا على انقاضها متحفا للتفاهم بين الأديان ،كما بنوا فوق أنقاض الشيخ مونس جامعة لتدريس علم الاثار، ويقومون بشراء البيوت في يافا وبقية المدن الفلسطينية.
كيف إستقبل اليهود الفيلم؟
واجه الفيلم مقاطعة يهودية كبيرة قادتها وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيل، ورغم ان واحدة من اكبر شركات التوزيع الإسرائيلية آمنت بقيمة الفيلم التجارية وقامت بعرضه في قاعات عرض أفلام هوليود إلا ان نحو خمسة آلاف يهودي هم الذين شاهدوه من أصل نحو 60 ألف مشاهد حسب الإحصائيات.
كيف تقرأ نهاية الصراع الفلسطيني –اليهودي؟
نحن في زمن التفكك العربي ،ولا ننتظر الجيوش العربية للتحرير ،ولا أعتقد ان السلام العادل الشامل سيحل في المنطقة قبل أن تعترف القيادات الإسرائيلية بالنكبة الفلسطينية ويقرون بمسؤوليتهم عنها،عند ذلك سيكون لنا حديثا آخر معهم.
كلام الصورة
مقالات اخرى للكاتب