"هل أكون أنا -المسيحي الأرثودوكسي -مسؤولا عن قتل بشر، حتى وإن كانوا أعداء؟!». كانت هذه آخر رسالة كتبها ميخائيل كلاشينكوف الرجل الذي ارتبط اسمه بأشهر سلاح بالعالم الذ فارق الحياة عن عمر ناهز الــ94 عاما، ميخائيل هذا الفقير الكادح الذي ينحدر من عائلة روسية بسيطة، كان يحلم دائما بالمجد والشهرة، حتى جاءت الفرصة السانحة لدخوله التاريخ، وارتبط اسمه برجال الخير والشر !! من كان يحمل سلاحه مدافعا عن الحرية ومن كان يغوص بدماء الأبرياء بمجرد ضغط الزناد على آلته المتطورة، وحّول العالم في اختراعه الى لغة السيطرة والبيروقراطية ومفهوم القوة بعد ما عاشت تحت أدوات المنجنيق وتطورها الى "البرنّو" العربية و"التفجة " العراقية و"النوزل" الروماني.
في لقاء قديم له قال: انا نادم على اختراعي للكلاشنكوف مما أرى ما يصنع به العالم من قتل ووحشية ولم يكن هدفي الأسمى هذا. وكرر اعتذاره برسالته الأخيرة قبل موته.
شكرا لك ميخائيل انت عالم قد خدمت البشرية من جهة، ومن جهة أخرى انت برئُ مما يفعله المرتزقة في عالمنا المتوحش. الغاية تبرر الوسيلة شكرا "ميكا فيلي" فقد أعطيت لميخائيل حق الاختراع في مقولتك الشهيرة.
اما نحن في عالمنا الثالث ننتظر علمائنا ومفكرينا ان يصنعوا سلاحا جديدا يا ميخائيل. نأمل ان يصنعوا لغة الحوار، التي عندما تضغط بزنادها تنفلق عبارات الوّد والألفة، وتخط على سبيلها التلاحم والاتفاق على ما يختلفون به، ومد يد التصافح لا القتال.
مقالات اخرى للكاتب