اصبح حياة العراقيين مهددا كل يوم نتيجة الارهاب الاعمى الذي ينقض على كل تفاصيل وزوايا الازقة والمدن ،ومعروف للقاصي والداني بانه برنامج ممنهج وخيوطه تمتد من دول عربية واقليمية ،تريد ايقاف مسيرة التقدم في العراق والرجوع به للعصور المظلمة وتحرم عليه ماهو مباح في بلادهم من تقنيات التكنلوجيا والتطور الذي يسابق الزمن،وكثيرا ماافصح المحللون السياسيون وخبراء الجريمة المنظمة الى ضرورة تجفيف منابع الارهاب وتقصد بذلك الفساد الاداري والمالي ،وعقود تفوح منها رائحة الفساد النتنة التي تعمل يوميا على تحرير شهادة وفاة ونهاية مواطن عراقي، انسان يخرج من داره فلا يعود ليتصدر احدى الاخبار العاجلة حتى صار العراقي يتوجس من تلك الاخبار لئلا يفقد عزيزا ،لكن هذه المرة الارهاب اختار طريقة جديدة وربما هي ليست كذلك وهي الموت ببطء نتيجة تسمم مواد غذائية منتهية الصلاحية وادوات الجريمة حلويات وحليب الاطفال والجناة هم اخوة لنا يحملون صفة المواطنة ويمتهنون التجارة او وسطاء او مسؤولين يسوقون تلك السموم والتي هي عبارة عن علب ملونة بداخلها بسكويت اوشوكلاتة يبتهج بها اولادنا قد انتهت صلاحيتها فتختم بصلاحية جديدة وكأن شيئا لم يكن ،وتباع هذه المواد وسط الاسواق التجارية الكبيرة دون خوف، مع العلم لدينا اجهزة الرقابة الصحية والتي وظيفتها حماية المستهلك ،واليوم الكثير من المحلات تعرض مواد من هذا القبيل وتكتب عليها عرض خاص وهي قد انتهت صلاحيتها ويتحمل المواطن المسؤولية في ذلك لتهافت البعض على الشراء لرخص ثمنها معرضا بذلك حياة اسرة لخطر الموت ،ولااريد الخوض في قضية البسكويت المستورد لوزارة التربية لتوزيعها على طلبة المدارس الى ان تظهر حيثيات القضية وهي كارثة اخرى ،فأين دور اجهزة الرقابة الصحية لفحص المواد الغذائية الداخلة للبلاد وكم حملة تفتيش قامت بها على الاسواق التجارية وكم بضاعة فاسدة اتلفوا، ليعرف الناس حقيقة مايجري من اتجار بحياتهم دون رقيب، بعد ان غطت الاموال السحت الملطخة بالدماء ضمائر اولئك الذين يشاركون الارهاب ويتعاطون معه بقتل ابناء جلدتهم فقط بعبارة مستبدلة ( نافذة لغاية...) لتكون نهاية نفاذ حياة انسان.
مقالات اخرى للكاتب