اصابتني الدهشة مثلما اصابت الالاف من مشاهدي برنامج ستوديو الساعة التاسعة بشأن الوزير الذي انفق (400) مليون دينار على ترميم مسبحه وكنت قد تناولته في موضوع سابق ، لكن المفاجئة التي جاءت كالصاعقة حين علمت ان وزير الزراعة السابق عز الدين الدولة قد انفق مبلغ ( مليار وستمائة دينار عراقي ) على انشاء مسبحين الاول صيفي والاخر شتوي حين كان وزيراً للزراعة وربما الوزير الجديد قد رمم مسبح سلفه او من يدري لعل الوزراء جميعا لديهم مسابح والله اعلم .
اني ادعو الله متضرعا ان تكون هذه المعلومة غير صحيحة وهي من نسج خيال اعداء الوزير وليس هناك مسبحا صيفي واخر شتوي له ولابنه الذي عين بعد اسبوع من استيزار والده الوزارة والاكثر غرابة انه نسب في شعبة والعقود ، ومن ثم نقل الى الاردن لمتابعة استيراد وتصدير مايحتاجة البلد من مواد تتعلق بنشاط وزارة الزراعة .
مسبحان للوزير وولده وربما اخر لشيخ عشيرته وثالث لرئيس كتلته ونازحي العراق ينتشرون في الصحراء في العراء من دون وقود تدفئة ولا ظل يقلهم من غضب الجو القارص الذي فاجئهم على حين غرة.
كم خيمة يمكن لنا ان نشتري وكم مدفأة يساوي هذا المبلغ وكم عائلة يمكن لنا ان نسعدها لو زودناها بالاغطية اللازمة مؤكدا انها ستسهم في التخفيف عن معاناتهم في ظل الواقع الذي تعيشه في هذه الظروف القاسية.
هذا وزير واحد انفق قرابة مليارين دينار من ميزانية البلد وجلب اثاثه من ايطاليا وغير ابوابه وشبابيكه وسياراته ، وذاك طلق زوجته السابقة وتزوج سكرتيرته ، واخر ينثر اموال الشعب على الصبايا في ملاهي لبنان ، ورابع تحول بين ليلة وضحاها من تجار الشرق الاوسط ، وباتت هيبة الدولة في مهب الريح يتقاذفها هولاء ، واسندت المسؤوليات لاناس اغلبهم تجار دماء وسراق مال ، ولدي قائمة طويلة عريضة تظم سياسيين ومسؤولين كانوا حفاة لايمتلكون شيئا واليوم هم اغنياء بالمال وفقراء بالضمير وحب الناس.
مقالات اخرى للكاتب