لست هنا قاضيا لاصدر حكما على السيد المحمود ، ولكني هنا كحال الشعب العراقي الذي عانى من البعث وازلامه ومن سار بركابه لاذاقة الشعب الامتهان والظلم الابشع ، من هنا اجدني مصدوما للانتفاضة التي اضطلع بها رجال ونساء دولة القانون من الساسة ضد اجتثاث السيد المحمود ، وبغض النظر عن دواعي واسباب الاجتثاث وبغض النظر عن صحة الاتهامات التي اوردها النائب الشاب الساعدي بحق المحمود الا اننا لايمكن ان نكذب انفسنا واعيننا حين ازجى المحمود كلماته للطاغية السابق ، نعم ان هذه الحادثة لايمكن ان يشك بها الا من في قلبه مرض وعجن نفسه بحب الدنيا ولذاتها....
هنا اكتب من وحي تاريخي ومعاناته مع البعث وسلطته الغاشمه ، اكتب هنا متعجبا من سخرية القدر حينما يبادر المدعون بنصرة المظلومين والذين تسلطوا بزعم نصرة مظلوميتنا بمؤازرة المحمود رغم حقيقة كونه من الطبالين للطاغية على الاقل وبموقع مرموق في سلطة البعث ، الى ماذا تؤشر انتفاضة دولة القانون ؟؟ هل تشير الى انسجامهم مع دفاعهم عن المظلومية ؟؟!! ، لا اظن احد يعتقد ذلك بل ستؤشر الانتفاضة هذه على جدية الاتهامات بتسيس القضاء ، والا فالمشكلة في البيت القضائي الذي يجب ان يكون مستقلا وبمعزل عن تجاذبات وصراعات الطبقة السياسية ، وهذا لايعني ان بعض الكتل السياسية التي افرحها هذا الاجتثاث انطلقت من منطلق وطني او رغبة في تنشيط القضاء ومأسسة الدولة ، بل ان الكثير منهم انطلق من مصالح فئوية وحزبية وسياسية في فرحته هذه وان انسجم قرار الاجتثاث مع المصلحة الوطنية...
غريب حقا ان تنتفض كتلة سياسية ليس لها رصيد في الشارع العراقي الا شعارها بالدفاع عن المظلومية لتقدم الدليل على انه شعار انتخابي لاغير وليس حقا حقيقة ، نعم قد يرتفع بعض الاستغراب ان اقنعنا نفسنا بان المراهنة على تخلف وجهل المجتمع سوف لن يسمح بفقد الرصيد الشعبي في الانتخابات وان تم مؤازرة ازلام البعث ومطبليه...
وهنا تبرز عدة تساؤلات حول الملجأ الاخير لكل من يطاله القانون بفساد او بجريمة ، راضي الراضي و مدحت المحمود وعبد القادر العبيدي وايهم السامرائي وغيرهم نجد المأوى الاخير بيت العم سام بعد هروبهم من طائلة القضاء ، والغريب ان اغلبهم ان لم يكن جميعهم بصورة او اخرى يمكن اعتبارهم من رجال امريكا ، والسؤال الجدي هنا هو علاقة امريكا بهؤلاء الفاسدين وما هو الدور الذي رسم لهم امريكيا بل ما هو المشروع الامريكي الذي يمكن استشفافه من هذه الحالة التي نشهدها من هروب الفاسدين لامريكا والاحتماء بها ، بل ولا ننسى الملف الازرق الذي سلمه بريمر الى علاوي لنسأل عن اسراره....
نأمل بحركة اجتثاث المحمود ان تكون بمثابة الحجر الذي يحرك البركة الساكنة لنتحرك فعلا على طريق فصل السلطات وهيبة القضاء التي اصيبت بمقتل ليصل هوانها ان لا يعترف بقراراتها الانتربول الدولي ولا يقابلك مواطن حين تحدثه عن استقلال القضاء الا بسخرية مرة...
ونكرر توسلنا بالقضاة الوطنيين ان يتحركوا بشكل جاد وسريع لاعادة هيبة القضاء وبسط يده على الجميع بما فيهم الساسة والمسؤولين...
مقالات اخرى للكاتب