العراق تايمز: كتب حسين القطبي..
عقد جديد للتسلح وقعه العراق يوم الاربعاء 12 من شباط مع باكستان لاستيراد 20 طائرة تدريب باكستانية الصنع من نوع سوبر موشاك (ام اف اي 17) بقيمة 94 مليون دولار.
وهذه الطائرات الصغيرة (محرك واحد 4 سلندر لتدوير المروحة ذات الريشتين فقط في الامام) سرعتها تتراوح بين 100 و 230 كم في الساعة، لا تحتوى الا على مقعدين اثنين وتسمح لطيران شخصين او ثلاثة، ولا تصلح لمهمات قتالية، وانما تستخدم للتدريب فقط، رغم كونها مزودة بمكان صغير لخزن قنابل تحت الجنح ورشاش.
سوبر موشاك (موشك باللغة الاوردية تعني الفئران) هي من انتاج باكستان حسب امتياز شركة ساب سفاري السويدية، (اشترته في العام 1981)، كانت شركة ساب بدأت انتاجها للاستخدام الشخصي والتدريب في واوئل السبعينات بنسخة (ام اف اي 15) واستخدمت في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي للتدريب في الدنمارك والنرويج، فضلا عن الاستخدامات الشخصية لتنقل رجال الاعمال.
اما النسخة الباكستانية (ام اف 17)، التي اشتراها العراق، فانها تستخدم لاغراض تدريبية لدى الجيش الباكستاني، منذ ثمانينيات القرن الماضي، والدول التي اشترت منها منذ ذلك التاريخ هي ايران، مصر، عمان، سيراليون وسوريا، بالاضافة الى صفقة عقدتها السعودية في العام 2005 لشراء عشرين طائرة بما قيمته حوالي 2.8 مليون دولار فقط (حوالي 190 الف دولار للطائرة الواحدة).
اما الطائرات المستعملة من نوعية (ام اف اي 15) السويدية الصنع (انتاج 2008) فبالامكان الحصول عليها بمبلغ لا يتجاوز الـ 60 الف يورو، وهي موجودة في المعارض، ومتوفرة على الانترنيت لمن يحب اقتناء هذه النوعية من المروحيات.
اما الخبر الذي نشرته وكالة اسوشييتد بريس اوف باكستان، ونقلته المدى بريس يشير الى ان القيمة الاجمالية للصفقة العراقية (لـ 20 طائرة) بلغت 94 مليون دولار، اي ان قيمة الطائرة الواحدة يتجاوز الـ 4.7 مليون دولار، وقعها عن الجانب العراقي قائد القوة الجوية العراقية الفريق انور حمه امين بعد ترتيب العقد بواسطة وفد عراقي ضم 9 من كبار ضباط الجو العراقيين بينهم قائد الدفاع الجوي اللواء جبار عبيد كاظم، كان قد زار الباكستان قبل اسبوع من التوقيع.
الصفقة لم يعلن عنها المسؤولون العراقيون الى الان، الا انها ان صحت فانها ستكون بلا شك حلقة جديدة في مسلسل الاختلاس، اذ اننا لو قدرنا قيمة الطائرة الواحدة ليس (190 الف، كما في الصفقة السعودية) بل بـ 4 اضعاف، لنقل 700 الف دولار، وهذا كثير، فان المبلغ المختلس من كل طائرة هو 4 مليون دولار، اي ان قيمة العقد بحساب هذا السعر المبالغ فيه هو 14 مليون، مما يعني ان الاختلاس يبلغ مجموعه، ببساطة، في هذه الصفقة 80 مليون دولار!
ولمن يحب ان يلقي نظرة عن قرب على هذه الطائرة يستطيع ان يجدها في الشريط التالي (*)
http://www.youtube.com/watch?v=7UQINdOdRfM
يذكر ان تقرير منظمة الشفافية العالمية (وهي منظمة عالمية مستقلة) يضع العراق بالمركز 171 من 177 كاسوء بلدان العالم في مجال الفساد الاداري، الى جانب افغانستان والصومال، متفوقا على دول مثل بنغلاديش وميانمار وزيمبابوي.
وما يجب ان لا يفوتنا هو ان اكثر المجالات التي تثير شكوك الاختلاس منذ تغيير عام 2003 الى اليوم، الى جانب الصفقات النفطية، هي صفقات التسلح، حيث تشير اصابع الاتهام الى اعلى المستويات في الحكومة العراقية.
وقام رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بالغاء صفقة شراء الاسلحة الروسية، التي كان قد عقدها بنفسه، بقيمة 4 مليار دولار في العام 2012، بعد ان كشف الجانب الروسي فضيحة اختلاس المسؤولين العراقيين. كما الغي صفقة شراء طائرات جيكية بقيمة 2 مليار دولار، في نفس العام، لنفس السبب، دون ان يحيل المسؤولين للمحاكمة، او حتى ان يكشف عن هوياتهم!
شيئ اخير يجب ان اذكره وهو ان "الفأرة السوبر" سوبر موشاك، تستخدم في مجال العروض الجوية لانها تنفث دخان كثيف من الخلف.
(*) شريط يوتيوب يصور الطائرة التي يشتريها العراق بقيمة 4.5 مليون دولار عن قرب:
http://www.youtube.com/watch?v=7UQINdOdRfM
اقرأ ايضاً