لم اكن مشائماً في القسم الاول من المقال ولكن نقلت رؤياي وتوقعاتي وهي التي حصلت فعلاً من خلال تصريحات الكتل السياسية المتتالية بعد اعلان رئيس مجلس الوزراء ورقته التصحيحية في والواقع والتي تجابه بشروط وعقبات بدأت تطفح في الافق بين القبول في الاعلام والرفض عند الحوار وفي الغرف المغلقة . يعني لاحلول متوقعة ولن تنفع معها حقن التخدير.لفقدان عامل الثقة بين هذه الكتل .
اليوم العراق في مفترق طرق ؛ و الشعب صامت ويحمل من الوعي الشيء الكثير ويتابع مجريات الامور بدقة .. ومازالت افواه الساسة تدعوا بالإصلاحات والتغيير الوزاري ...جعجعة دون طحين .. وعدم وجود ورقة اصلاحية متفق عليها جميعا ولايمكن ان يتفقوا عليها ان وجدت..ومازالت الجماهير تغلوا من تردي الاوضاع الاقتصادية وتنزيل الحقوق التقاعدية والوظيفية والفساد المستشري في اكثر دوائر ومؤسسات الدولة وليست كلها ولازال الامل كبير بالعاملين الشرفاء منهم .. ومازالت الأوضاع الأمنية قلقة لفقدان مستوى التنظيم والتنسيق بين اجهزته واختراقه من قبل اطراف تعمل في الخفاء لصالح المنظومات الاستخباراتية العالمية والاقليمية ،
"فهل يا ترى من الممكن تغييره؟ قطعا، لا يمكن أن يحدث التغيير من خلال البعض من الرجال كل همهم أن يحصلوا على اموال سحت وحرام والثراء على حساب الشعب من الفقراء والمعوزين والركض خلف المناصب والسيادة. وإنما برجال أمناء أوفياء مخلصين لهذا الوطن ، لا يخافون فى الحق لومة لائم...رجال تتوافر فيهم القدرة والكفاءة والطاقة والأمانة ، يفهمون دورهم جيدا، ويؤدون واجبهم الحقيقي فى الرقابة والتشريع على أفضل ما يكون.. . كما ان التنافس على المناصب والمواقع والثروات يمكن تحقيقها عبر الوسائل المشروعة وحسب الكفاءة والقدرة والمهنية ، و إن النقد حق مشروع لكل إنسان، و عليه التأكد من صحة المعلومات التي يطلقها البعض لأن اتهام الآخرين دون دليل "والفاعل بريئ حتى تثبت ادنانته " هو ظلم وإجحاف بحقهم وهو ينافي الأخلاق ومبادئ العدالة والإنصاف بالإضافة إلى كونه حراما في كل الأديان والمذاهب ومخالفا للقوانين الانسانية .
وان لم نحسن الاختيار لم نغير من الواقع المؤلم شيئا، بل ربما زدناه ألما ووجعا وتراجعا.. فى ظل كل المراجعات التى يجب ان نقوم بها الآن حول جوانب الخلل والتراجع فى حياتنا يجب ان تتوقف المؤسسات الدينية الاصيلة والبحثية والتربوية والتعليمية عند قضية الأخلاق ولغة الشارع وما يجرى حولنا من جرائم تهدد كيان هذا المجتمع..لا يمكن ان نسكت على هذه اللغة الهابطة التي انتشرت فى معظم وسائل الإعلام وانتقل الى البيت والمدرسة والشارع.. ما هذه الجمرة الخبيثة التي طفحت علينا جميعا ومن أين جاءت وكيف حلت ،
إن الثقافة لا تعد علماً يتعلمه الإنسان بل هي محيط يحيط به وإطار يتحرك داخله يغذي الحضارة في أحشائه، فهي الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وتتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعاً للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه، بما في ذلك كل افراد المجتمع ومن السذاجة أن يتم التفكير في وجود ثقافة كاملة دون تعليم الأجيال الشابة كيفية التعامل به ونبذ العنف المشاع في المجتمع. الفساد في مجتمعنا تعدى كونه فساداً مستشرياً إلى كونه ثقافة مجتمع تجاه المحسوبية والمنسوبية عند هضم المال العام، وإننا لو حاسبنا كل من تساهل أو فرّط بحقوق الشعب بغض النظر عن صغره أو بساطة ما فرّط فيه احد - من مبدأ تغليظ الحرمات عامة. اننا امام حيرة من مستقبل مجهول الذي نشعرباننا ذاهبون اليه ، وبأنه قد يداهمنا بالمستجدات من الازمات، وعندها لا نجد سبيلا للخروج منها، وقد شكل هذا التفكير والمعانات كابوسا خياليا لا ينفك عنا، لابد من التوقف عنده ودراسته، كما نحسب لاحتمال تعرض جهودنا وأمجادنا وما يؤسس اليوم للانهيار غدا، لنستنفر قوانا الداخلية والعيش في حالة من الترقب والحيطة والحذرفي مواجهة الخطر القادم ، علينا أن نتصرف في هذه المرحلة بكل ثقة وكأننا مقبلون على معركة سننتصر بها دون شك. والحذر كل الحذر أن تدب فينا الهزيمة والخوف .
مقالات اخرى للكاتب