كل النصوص التي تم كتابتها كقوانين وبرامج حزبية أو حكومية في كل دول العالم سابقاً او حالياً هي نصوص متينة جداً وراقية لمستوى أنك ستشعر لأول وهلة بأن الشعب الذي تنظمه هذه القوانين و تحكمه مثل هذه الحكومات سيعيش حتماً بمستوى عالٍ من الرقي والامان والرفاهية فحتى الدكتاتوريات البعثية والنازية التي سحقت كان لديها أرشيف كبير جداً من الوثائق التي تثبت عكس ما كانت تفعله هذه المؤسسات الظالمة والمجرمة بشهادة العالم كل ومما لاشك فيه فلكل عهد حذالقة متفيقهون من سماسرة و شعراء بأمكانهم أن يصيروا لغوياً من الظلم والباطل حقاً وطنياً وقومياً مطابق تماماً لمعايير حقوق الانسان العالمية , هذا ما تبادر الى ذهني و أنا أطلع على نص ما يدعى وثيقة الاصلاحات الشاملة والتعديل الوزراي بمعاييرها وألياتها التي قدمها السيد حيدر العبادي الى الكتل السياسية كافة بعد ان عرضها على أجتماع الرئاسات الثلاث وطالبهم بالرد عليها خلال فترة عشرة ايام غير قابلة للتمديد أطلاقاً , هذه الوثيقة والتي تتكون من 105 صفحة لا تختلف اطلاقاً عن ما قدمه رئيس الوزراء في برنامجه الحكومي الأول امام مجلس النواب في شهر أيلول للعام 2014 أي بعد مرور عام ونصف تقريباً يعود دولة رئيس الوزراء وبعد فشل ذريع قد سجله وبوقت قياسي لبرنامجه وخططه في ادارة الدولة ليحاول أن يستجيب لدعوات التغيير التي دعت اليها المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف والفعاليات الاجتماعية الغاضبة بعد ان غاصت الركب وبلغ الظلم والفقر والعوز أشده وراحت الحناجر تطالب بالتغيير , ولكن اي تغيير لن يحصل ما دمنا ندور في نفس الدائرة التي قضينا اكثر من اثنى عشر عاماً ونحن ندور فيها , لا تغيير سيحصل مادامت الكتل السياسية الطائفية هي من سيرشح الوزراء التكنوقراط وهي من سيبادر للتغيير , لا تغيير سيحصل ما دامت تحكمنا الطائفية المقيتة التي انهكتنا تماماً , ولن نرى خيراً من وجوه لا حياء ولا خير فيها وهي توالي دولاً على حساب الوطن الام العراق الجريح , فالتغيير الحقيقي والحل أن يلغى فوراً مجلس النواب والحكومة الحالية وأن تتوصل القوى الخيرة في هذا البلد من مرجعية و قادة المجتمع الحريصين على دماء ابنائهم الى حل جذري ونهائي للمعاناة التي يعاني منها كل فرد من افراد هذا الشعب المساكين ولا يمكن تحقيق هذا الحل سوى باعتصام واضراب عام يتم تنفيذه أمام أبواب المنطقة الخضراء سيئة الصيت لحين تحقيق التغيير , فقوة الشعب وسطوته لا تظهر سوى بالوقوف صفاً واحداً والتركيز على العمل الجماعي المشترك وتوجيه بوصلة الغضب نحو هدفها الحقيقي الذي يصب في مصلحة الجميع من حقن دماء ودرء فتن واعادة بناء هذا الوطن على نهج المحبة والاخوة لا نهج الطائفية المقيتة , و لأيصال رسالة حقيقية لهؤلاء الساسة بأن هذا الشعب قد مل الشعارات والتسويف وتنميق الكلام واصبح من الصعب اليوم ان يخدع مرة اخرى , فدماء الشهداء حقٌ لا يستهان به أبداً وهذا الشعب كله من ذوي الشهداء وقلوب المكلومين لا تخدع ..
مقالات اخرى للكاتب