عند تولي السيد رئيس الوزراء مهامه الدستورية بعد صراح مع التكتلات السياسية تم الاتفاق على تولي السيد حيدر العبادي مهام رئاسة الوزراء على ان يجري اصلاحات كثيرة وبدأ باعفاء نواب رئيس الجمهورية الثلاثة كذلك بأعفاء السادة نواب رئيس الوزراء وفي مبادرة طيبة وجريئة من قبل التيار الصدري تم تقديم وزراء التيار استقالاتهم لغرض فسح مجال أمام الوزراء بحيث يلتزمون بالاصلاح وأنطلقت في البلد مظاهرات كبيرة غطت الشوارع الرئيسية في المدن والمحافظات بل امتدت حركة المطالبة الى المحافظات الشمالية في البلد وأنطلقت مظاهرات تنادي بالاصلاح تمثل ردود فعل على السلبيات في شمال البلد حيث أظهرت تلك الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بالاصلاح ان هناك فئة تستحوذ على اموال ومقدرات شمال الوطن وتطورت تلك المطالبة بالاصلاحات الى انشقاقات داخل الاحزاب السياسية بل حتى تطورت تلك الاحتجاجات الى المطالبة بمعالجة البيروقراطية الوظيفية (( اي التخمة في الوظائف الادارية بل حتى في الموظفين الفائضين الذين يستلمون راتب عمل وهذا الفساد بعينه … وهو موضوعنا اليوم هل ان العبرة في تغيير الاشخاص ام في الاسلوب بالعمل وهذا يتطلب ان يحاسب الشخص على الاعمال وليس بتغيير الاشخاص اي ان العبرة ليست في تغيير الشخص الذي ينتمي الى جهة سياسية بأنسان له مؤهلات عملية بل نتائج العمل وفائدة هذا العمل من الناحية الاقتصادية وتسهيل الاجراءات في خدمة المواطن … أنني أبين بل أتحدى اي مواطن بسيط له مشكلة مع اي من الدوائر الخدمية وغير الخدمية يتمكن من مقابلة المسؤول الاعلى … بل وصل الامر الى اكثر من ذلك حيث ان البيرقراطية الوظيفية وصلت الى النقابات والاتحادات والجمعيات … حيث كل رئيس منها جعل منه مكتبا” فيه عشرات من الموظفين ويتعذر مقابلة الرئيس الا بعد اجراءات لها اول وليس لها اخر..
كنت في زيارة الى لبنان حيث حضرت مسرحية لبنانية في وقتها سميت مسرحية المختار وموضوع المسرحية ينطبق على حالنا فكثرت الاحتجاجات والتظاهرات ضد المختار فتم أقالته ففرحت الناس بألاقاله وتم تنصيب مختار جديد بدلا” عنه وجرت الاحتفالات والولائم والموسيقى تصدح لتنصيب المختار الجديد وبعد فترة تبين ان المختار نفسه بل قام المختار الجديد بتبديل ملابسه وتغيير بعض معالم شكله وعندما علم الناس بذلك جرت المظاهرات مرة اخرى فأعلن عن تنصيب مختار جديد … بعد فترة من الوقت تبين ان المختار هو نفسه المختار الاول !
مقالات اخرى للكاتب