الاعلام احد اهم الاسلحة الخطرة التي يتم توظيفها سواء كان في السلم ام الحرب ونحن نعيش في عالم اعلامي بكل معنى الكلام اي ان قريتنا الصغيرة عبارة عن منتدى اعلامي مصغر يمثل العالم بكل ما يحتويه فكل الاشياء والمعلومات والأخبار والاتصالات تمر من تحت هذه الخيمة الصغيرة فهناك مئات الفضائيات بشتى انواعها وهناك اكثر منها صحف ونشرات وإذاعات وتلفزة اذن كلي شي حولنا هو اعلام محض ..والإعلام سلاح ذو حدين وهذا طرح كلاسيكي لا جديد فيه بإمكاننا استغلال الاعلام عبر وسائله المتاحة في تنشيط واقعنا ومجتمعاتنا عبر ضخ معلومات ونشاطات وأخبار تكون الحقيقة قلبها النابض لتترك لدى المتلقي شعورا بالارتياح والطمأنينة وأيضا باستطاعة الاعلام ان يكون سلاحا مدمرا اذا تم استخدامه لإشاعة الفوضى والخراب من خلال ضخ ودس الافكار والإخبار الملفقة التي تريد تحقيق مآرب سياسية او اقتصادية او اجتماعية لمآربها وبين هذا وذاك نحن نبحث عن اعلام مستقل وموضوعي ننقل فيه الحقيقة دون تزييف او تسويف وهذا لا يمكن ان يأتي بسهولة كوننا نعيش في مجتمعات شبه مغلقة وفي اجواء سياسية غامضة غير مستقرة يحاول كل طرف استغلال الاعلام لمصالحه السياسية وأهدافه وبرامجه ولكن من اجل حرية الاعلام وحرية التعبير والضمير الصحفي ينبغي علينا الجهاد والضغط من اجل ان ننال حقوقنا بحرية تداول المعلومة الصحفية وحرية امتلاكها من ذوي الشأن وألا فان الاعلام سيفرغ من محتواه ويكون اداة تسخرها الحكومات لمصالحها وبالتالي الى الاستبداد والاحتكار… وفي واقعنا العراقي المرتبك والذي نعاني فيه عدم استقرار سياسي وامني نجد صعوبة في جعل الاعلام موضوعيا ومستقلا بسبب وجود اشكالات تحد من التداول الاعلامي للمعلومات ووجود ضغوط سياسية لفرض نوع من المصطلحات على الاعلام لتبنيها وعدم وجود الشفافية التي تكاد تكون نصف الحقيقة وهذا ما يتعارض مع المنهج الاعلامي المستقل الذي نتطلع اليه ..نريد كشف الحقائق التي يختبيء تحتها السياسيون وكشف ملفات الفساد التي تنخر جسد الدولة نريد ان نكون عنصرا فاعلا في محاربة الارهاب عبر الاعلام من خلال توكيد الحقائق وبثها ونشرها امام الشعب والإعلام العراقي لم يكن موفقا في ادارة الصراع ضد الارهاب بشكل جدي هناك محاولات على مستوى محدود لكنها لا ترقى الى حجم الخطر الذي يهدده داعش لنا ..الحكومة ما زالت في يدها مفاتيح الاعلام وهي تقفل وتفتح ما تريد من موضوعات وحسب اهميتها ولكي يكون اعلاما ناجحا بعيد عن الكراهية يجب الالتزام بميثاق شرف يشترك فيه كل الاعلاميين ويكون هو الدستور الذي تستقي منه معلوماتنا فكثير من الصراعات سببها خطاب اعلامي مشوه يحاول ان يبث السم ويدس التفرقة والاحتراب بين ابناء الشعب العراقي الواحد وهذا الامر يجب التصدي له بكل قوة لأنه يشكل خطرا علينا وعلى بلادنا وشعبنا .
مقالات اخرى للكاتب