( الصورة الأولى )
من صور النفاق الاجتماعي أن هنا وهناك من يريد أن يغطي عيوبه وسرقاته بالتقرب إلى أولئك الذين هم في موقع المسؤولية من رؤساء ووزراء وغيرهم .. يتقرب البعض من الناس إلى أولئك الذين في رأس الهرم متزلفين بالإخلاص والتفاني دون أن يكون لهم إلى الإخلاص إلا ما يدفعهم إلى تحقيق مأربهم وغاياتهم هؤلاء يشكلون حاشية ممقوتة تعتاش وتسرق من مائدة الشعب المسكين ويحتمون بالذين هم في موقع المسؤولية , تراهم يتباكون – السراق والحرامية - على العراق وأمواله وعلى الوطن والمواطن ويتلاومون على الحرص وهم بعيدون عن الإخلاص والحرص والأمانة والوطن والمواطن والوطنية .
على المسؤول والوزير والحاكم المخلص الحقيقي أن يجابه هؤلاء الحاشية بالتغيير لان التغيير هو فرشاة اللحام التي ستكشف عن العيوب التي تملا قطعة من الصفيح .. أفيرضى الإنسان أو المسؤول المخلص والشريف والأمين أن يكون صدا يغطي عيوب السراق واللصوص ..؟؟
( الصورة الثانية )
إن بعض الناس يحتج حينما يجد أمرا حدث مخالفة لمزاجه ..فإذا كان دخان سجائر المدخنين يملا الغرفة أو المكتب تضجر فقال ... كيف تتحملون هذا الدخان ..؟ كيف تتحملون الازدحام ..؟ كيف تتحملون الحر وانقطاع الكهرباء ..؟ كيف تتحملون السيطرات ..؟ كيف تتحملون الحياة القاسية اليومية ..؟ وإذا ضربت الضوضاء أجواء المكان صاح منزعجا كيف تتحمل رؤوسكم هذه الضوضاء ... وإذا فقد الشاي سخونته تساءل مغاضبا من ذا الذي يتحمل شرب هذا الشاي ..؟ .
هذا البعض من الناس عاش و يحيا في مقصورة زجاجية لا تجرح خده نسمة باردة ولا تعكر مزاجه البرتقالي لفحة من سموم هواء الصيف الكالح الغاضب على نفسه والناس .. ولا يريد أن يزعجه صوت عال صدر من مظلوم أو بكاء طفل يتيم أو نحيب ثكلى ولا يريد أن يخدش بلعومه مأكل خشن .!! تبا لهذا البعض من الناس والبشر لأنه لم يحسب ولم يدرك أن حياتنا ( نحن البؤساء )صراع مع الشدائد والأيام وقد فاته أن رغيفنا نأكله مغموس بالدم وان ساعاتنا كلها توجع . تبا وسحقا لأولئك المتنعمون بخيراتنا المترفون بأموالنا بغير وجه حق الذين يحسبون الحياة حلما جميلا لا تكدره رؤية حية أو عقرب أو صوت عبوة .
( الصورة الثالثة )
أيها البرلماني .. أيها الوزير .. أيها المسؤول .. كم مرة تقول في يومك الحمد لله دلالة على كفايتك بما عندك وقناعة به . تقولها وعينك وقلبك يطلبان المزيد أفتكون حينها غير خادع لنفسك وظالم لها ..؟ يا ابن ادم ما يملي عينيك غير تراب القبور .. فالأفضل لك أن تتجمل بالقناعة . فهل سمعت يوما أن أرضا رملية ارتوت من الماء مهما كثر ..؟ وأنت تريد أيها الدنيوي أن تجعل نفسك كتلك الأرض..؟ يالخيبتك ويا لبؤسك أيها الإنسان حين تصحو يوما على الحقيقة فتجدها أمر من الحنظل .. واليك قول القائل .
أراك تزيدك الأيام حرصا
على الدنيا كأنك لا تموت
فهل لك غاية إن صرت يوما
إليها وقلت حسبي قد رضيت
( الصورة الرابعة )
العصفور بجناحيه , البلبل بتغريده , الوردة بعطرها , الشمعة بضوئها , جناح العصفور وتغريد البلبل وعطر الوردة وضوء الشمعة هو العمل من اجل الوطن والمواطن . وما أتعس عصفورا مقطوع الجناحين وما أنكد حظا من بلبل بح صوته , وما أخوى وردة لا عطر لها وما ارخص شمعة لا ضوء لها .
فيا أيها المسؤول إذا فقدت العمل الصالح وابتعدت عن الناس وخدمتهم وقضاء حوائجهم وتجنبت السلوك الحميد مع الرعية وتركتها تصارع الحياة .. ماذا يبقى من نفع فيك ..؟
لحمك لا يؤكل , ورائحتك نتنة فمن يسعى إليك كمن يسعى إلى جسد لا حراك فيه . الم ترى أن أهل الميت يركضون به إلى مقابر النجف الاشرف ومحمد السكران والشيخ معروف والغزالي قبل أن يفوح نتنه وهو الحبيب في الحياة يأنسون به ويأنس بهم . أحرى بك أن تقف برهة لتتدبر , وكم قلنا لك تدبر أيها المسؤول ولكن قولنا طوته الرياح ولم يبقى ألا أن تعض أطراف أناملك غيضا من هذا الصدود والتكبر على المواطن الفقير .. والى متى تبقى محتضنا للغرور ومصافحا للدنيا ومغرياتها ..؟
مقالات اخرى للكاتب