مدينة الجوادر اهاليها ناس طيبين غارقين في الفقر والبطالة ويعانون من سوء الخدمات , لا يملكون ولا يحملون الا اسم مدينتهم ((الصدر )) مرجع تقليدهم وملهم شعورهم بالمواطنة ..... ولا نعرف نحن في العراق لماذا لا ندرك الامور الباطنة ويدفعنا الشعور الجمعي والقياس والتقليد دون وعي منا ؟فمدينة الجوادر في البدء سميت باسم الثورة لغرض سياسي لان الزعيم عبد الكريم قاسم هو من انشاءها للفقراء وهذا حق مشروع له ان يسميها باسمه ثم جاء صدام واستثمر حالة هؤلاء البسطاء ليطلق اسمه المشؤوم على مدينتهم لغرض دعائي وتسويقي بان البعث المجرم هو ظهير للفقراء والعمال والكادحين وهذا اجحاف وظلم للمدينة ان تسمى باسم دكتاتور مستبد ... بعد 2003 اصبحت هذه المدينة تسمى مدينة الصدر رغم فقرها ومعاناتها ونقصها للمدارس والمؤسسات الصحية والشوارع المبلطة والمجاري الصحية , فكيف يصح ان نطلق اسم احد رموزنا الدينة على هكذا مدينة بائسة ؟ لنجعلها بمثابة مدينة المنصور من حيث الاعمار والخدمات ويفترض ان تكون افضل ولا باس بعد ذلك ان نشرفها باسم الصدر , واذا احتج احد وقال ان ميزانية الدولة فارغة ولا توجد اموال مخصصة للاعمار وان السياسين الفاشلين والفاسدين سرقوها على مدى 13 عام ...فلنقل حسنا اذن لنكتفي بنشر الامن والامان في هذه المدينة ,ولكن حتى هذا الاجراء البسيط هو الاخر لم يتحقق فبين الحين والاخر يستهدفها الارهاب الداعشي ... واخرها المجزرة الدامية التي شهدتها بالامس حتى نصب فيها 27 جادرا للعزاء ليس ان عدد الشهداء 27 وانما الشهداء بالمئات فعائلة عبد الكاظم جبار سلمان ابيدت بالكامل زوجته وابنته واولاده الثلاثة ( مروة وعلي ومنتظر ومحمد ) واخوة استشهدوا معا مشتاق وضرغام طالب واطفال اخوة بعمر الورود علي نهاد خلف 12سنة وفاطمة نهاد خلف 3 سنوات قطفت عمرهم الزهوري الايدي الاثمة ... سؤال يخطر في ذهن كل عراقي , هؤلاء الضحايا من ولي دمهم ؟ّ! رجال الدين ام رجال السياسية ام الاثنان معا , مع اننا لم نسمع احد من الاثنين هزته الماساة وارعبه الموقف ولو بكلمة لتخفيف الالم عن اهالي الضحايا بل راينا العجب بان وفدا برئاسة رجل معمم يذهب الى السليمانية ليتوسل ببرلمانية فقدت حذاءها في زحمة التظاهرات التي اقتحمت مجلس النواب ويلتمسها بالعودة الى بغداد لحضور اجتماعات مجلس النواب ونرى برلمانين يتخاصمون لتحميل احدهم الاخر مسؤولية هذه الفاجعة الماسوية بل يقولون ستحدث تفجيرات اخرى ممائلة وكانما يبشرونا خيرا بل الامر تعدى ذلك وكشف حقيقة يندى لها الجبين عندما يتحدث مسؤول كبير بقوله :ان هذه الاحداث الدامية سببها الخلافات السياسية , اليس هذا اقرار ضمني وواضح بان احد الشركاء في العملية السياسية هو ارهابي وقد صعد من العنف بسبب الاختلاف معكم ؟ هل انتم اتيم لنا لتحكمونا وتشاروكوا معكم اطرافا ارهابية , بئسا لكم ولما تقولون... انا اعتقد هناك اطرافا فرحة باستشهاد ابناء مدينة الصدر حتى وان كانوا اطفالا ونساء ا طالما اهاليهم من جموع التظاهرات ومحركها في بغداد ... بعض هذه الاطراف السياسية اظهر فرحته وشماتته علنا بهذه الفجيعة والبعض الاخر اخفاها .اخيرا الى متى يبقى نهر الدم جاري مستهدفا احياء وتجمعات لمكون معين بعينه ؟! من الذي يوقفه ؟! الارادة العراقية دينية ام سياسية , فخطبة الجمعة اليوم من الصحن الحسيني الشريف اعلنت شكوها الى الله على المسؤولين الذين صموا آذانهم عن الاستماع لأصوات الناصحين..الشكوى او الدعاء تحتمل فيه الاجابة لكن دون شرط لا سيما من قدمت الشكوى الى الله ضدهم بعضم هو من يدعوا الى الله والبعض الاخر يحمل اسم دين الله والباقين خاشعين في طاعة الله ولا احد منهم مجحدا او منكرا لله.. نحن كمواطنين نرفع شكونا وتضرعنا الى الله مقرنين باردته الحكيمة ستصلح الامور وانه على كل شيء قدير .
مقالات اخرى للكاتب