نشر السيد محمد عبد الجبار الشبوط مقالا في جريدة الصباح بعنوان 17بالمائة تحدث فيه عن تقدم مدينة السليمانية وقارنها بمدن الوسط والجنوب وهاله الفارق في نظافة مدينة السليمانية وازقتها الفرعية ، وتوفر الخدمات فيها سواء الكهرباء او الماء ، والاعمار والاسكان والبيوت التي تظاهي بيوت البلدان المتقدمة .. الخ بينما التخلف يضرب اطنابه في مدن الوسط والجنوب من جميع النواحي سواء الخدمية او الاعمار والاسكان ... الخ.
والجميل في الموضوع ان السيد الشبوط يتساءل تساؤل العارف عن السبب في هذا التباين رغم ان ميزانية الاقليم 17 بالمائة من ميزانية العراق والباقي وهو 83 بالمائة من نصيب المدن الاخرى ولكن النتائج عكسية .
ان اسئلة السيد الشبوط مشروعة ، ولكن عدم اجابته عليها وتركها للقراء امر فيه نظر ، فهل حقا يجهل السيد الشبوط اسباب تخلف العراق العربي بشقيه الشيعي والسني او الوسط والجنوب والغرب ، قل ما يحلو لك من تسميات فقد بات العراق في حالة من التشظي بحيث لاتستطيع جمعه تحت عنوان او اسم واحد .
السيد الشبوط ، حسب علمي ان حضرتكم من مدينة الكوت / محافظة واسط ، وهي نفسها مسقط رأسي ، عشت فيها سنوات صباي حتى انهيت فيها المدرسة الابتدائية قبل ان تنتقل اسرتي الى بغداد عام 1959 ، وطالما كانت مدينة نظيفة عامرة باسواقها وشوارعها وعلى الاخص كورنيش شاطئ النهر وشوارع محلة المشروع ، ولكن في زيارة لها بعد تحرير العراق من سلطة صدام الغاشمة كنت اتمنى ان اراها اجمل واحلى واذا بي ارى شوارعها تالفة وحدائقها خربة وازقتها متربة .. الخ وهو ما لم اكن اتمناه يوما لا لمدينة الكوت ولا لاي مدينة اخرى ، اما بغداد فحدث ولا حرج ، وقد زرتها مرارا بعد سقوط الطاغية واخرها في الشهر الماضي ، مايس 2013 ، رأيتها تشق على النفس ويأسى لحالها العدو قبل الصديق ، فهل حقا لا تعرف موطن الخلل فيما يحدث وانت على رأس سلطة اعلامية صحفية تستوجب عليك قراءة الممحي كما يقول العراقي ، وفك طلاسم والغاز المعميات كما يقول الجاحظ .
السيد الشبوط ... تطور العراق العربي مرهون برجال يؤمنون بوطنهم قبل جيوبهم مثلما كان الزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم الذي استطاع اعمار العراق بملايين قليلة من الدنانير ولم يملك هو نفسه شروى نقير ، فاين رجال الحكم اليوم في العراق من نزاهة ووطنية الزعيم الراحل .
حين تجد رجالا في الحكم يضاهون الزعيم الراحل حينذاك تستطيع رؤية مدن عراقية توازي مدينة السليمانية واكثر مع خالص تقديري للمخلصين من رجال ونساء في الحكومة امثال السيد محافظ العمارة ، والسلام على من اتبع الهدى .
مقالات اخرى للكاتب