بداية لم اتعرف على هذا الاسم الا قبل مدة وجيزة , وذلك لكثرة ذكره على السن الاهل والاصدقاء وفي اكثر من مناسبة , حينها تبين لي ان(برواز)هي احدى المشاركات في برنامج(عرب ايدل) الذي يعرض من على شاشة (ام
بي سي) , هذا البرنامج سبق لعيني ان اجبرت على مشاهدته لكن بنظرات خاطفة , كون افراد اسرتي من المواضبين على متابعته .
وبفضل دراستي في كلية الاعلام علمت ان هذه البرامج هي مواد اعلامية التجأت اليها شبكات التلفزة بديلا عن المواد التقليدية المسلسلات (الدراما)وغايتها اولا واخيرا تحقيق الربح المادي عبر الرسائل التفاعلية التي تسمى(اس ام اس)كما انها برامج تخلو من المضامين القيمية , وتكسب المتلقي من خلال الخروج عن المألوف وتضييف شخصيات لها ثقلها على الصعيد الفني , ولا اريد الاطالة بهذا الشان لانه ليس مرماي لكن للتعريج لا اكثر .
قبل ايام قليلة طار الاصدقاء والمعارف فرحا لخسارة(برواز)وخروجها من البرنامج وانتعش الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي لاخفاقها يتحقيق الفوز, علما ان المتسابقة عراقية من القومية الكوردية , عندها تساءلت عن سر هذه النشوة لخسارة (بنت بلدي)؟؟
تبين ان (برواز) قد قالت في وقت سابق لأحد اعضاء اللجنة التحكيمية انها من كوردستان العراق وتناشد سكان الاقليم للتصويت لصالحها , فيبدو ان هذا القول وراء هذه (الشماتة)
انا هنا لست بصدد الدفاع عن المتسابقة الخاسرة لكن هل نسي العراقيون ان من حق كل انسان الاعتزاز بقوميته وانتماءه ؟,سواء العربي اوالكوردي اوالشبكي اوالايزيدي اوالصابئي ...لماذا يتشفى العراقيون بسيدة ابدت ميلها لجغرافية اصلها ومولدها ؟
مدلولات جمة عكستها هذه المشاعر فلايزال الفرد العراقي غير مدركا للتعددية متقوقع على نفسه متمحور حول موروثه القبلي يتحسس من الاخر ويهاجم المختلف .
ان البلدان المتحضرة ومن خلال الاشواط الطويلة التي قطعتها في سبيل تحقيق التكامل والارتقاء قد سحقت مفاهيم التعصب بين افرادها واصبحت الوانا شتى تأخي بين الاسمر والابيض وتلاحم الثقافات وتلاقح الافكار في رحاب الوطن الواحد وتكريسا لروح المواطنة التي دحضت كل اشكال التنازع والتباغض
غالبا ما نرمي الكرة بملعب الحكومات ونحملها مسؤولية (الانحطاط)الفكري والثقافي , وهذا صحيح , لكن كذا نحن لانزال غير متسلحين بمبادئ التعايش الانساني , والا كيف يمرر علينا السياسيون مشاريعهم واوصلونا الى ما نحن عليه .
فما اصعب الحقائق التي كشفتها (برواز) !