عصابات {داعش} تحتجز المدنيين في الفلوجة لاستخدامهم دروعا بشرية، والقوات الامنية من جيش وحشد وعشائر تتوخى الحذر لئلا تصيب مدنيا ولو أدى ذلك الى تباطؤ عملية تحرير الفلوجة، ومع ذلك ترتفع عقائر دواعش السياسة وحماته من بغداد واربيل وعمان وأنقرة متهمة القوات الامنية باستهداف سكان المدينة والتنكيل بهم.
أمس الاول، ارتكبت عصابات داعش مجزرة بحق العشرات من نساء وأطفال عشيرتي البوصالح والبوحاتم حين نزوحهم باتجاه عامرية الفلوجة. شهود عيان نقلوا صورا مروعة لمنظر جثث هؤلاء وهي متناثرة في المنطقة، هي بالتأكيد لا تثير ولا بعضا من حمية هؤلاء المتباكين على المدنيين، وهم في الحقيقة يتباكون على داعش وعناصرها.
عمليات تحرير الفلوجة كشفت أم الصبي، فالصارخون والمهاجمون للعملية هم أنصار {داعش} والمرتبطون بها.
بعضهم لم يتورع عن القول ان بقاء اهالي الفلوجة تحت سلطة داعش أفضل لهم من تحريرهم على يد الحشد الشعبي، من أبناء هذا البلد والتي جاء أفرادها من الجنوب
ليحرروا الارض والعرض.
عصابات داعش أغلب أفرادها من الشيشان والسعودية وبلدان أخرى يكون بقاؤها محل ترحيب من يرفعون راية الشرف والدفاع عن الحرائر، فيما الحشد الذين يحرر ويغادر غير مرغوب به. منطلقات طائفية بحتة وراء كل هذه المواقف، تحركها أصابع اقليمية لا تريد غير الاعتقاد بأن الحشد إيراني وتحريره الفلوجة يعني تمددا لإيران في عمق المناطق ذات الغالبية السنية!!.
الزعيق حول انتهاكات مزعومة، من الحشد تصاعد كلما حققت قواتنا انتصارا على داعش، وكأنها محاولات مقصودة للتقليل من حجم الانتصارات، ولتحشيد الرأي العام المحلي والخارجي علّه يثير ما يدعو الى توقف الهجوم وبالتالي التحشيد لداعش.
لا استطيع ان انكر وقوع اخطاء أو ممارسات فردية أثناء العمليات، وهناك فرق كبير بينها وبين عمليات اعتداء على الارواح والممتلكات تجري بشكل منهجي، أو تحت سمع ومرأى القادة العسكريين كما فعل الجيش العراقي في الكويت عام 1990، وقبلها في المناطق العربية من ايران، من عمليات نهب وسلب واغتصاب، رغم أن المعتدى عليهن في ايران كنّ من العرب الذين كان الدفاع عنهم أحد شعارات تلك الحرب.
السفير الاميركي في العراق يقول بعدم توفر أدلة على ان النازحين المدنيين تعرضوا لتنكيل على يد الحشد، ومسؤول ملف العراق في الادارة الاميركية بريت ماكغورغ يعلن للصحافيين من داخل البيت الابيض بأن الحشد الشعبي منضبط وان لا دلائل على انتهاكات وقعت بحق المدنيين, ومع هذا وغيره فان الاصوات ترتفع مستصرخة الشرق والغرب للتدخل وحماية اهالي الفلوجة من الحشد الشعبي.
داعش ليست عصابة منفردة. هي جزء من جهد اقليمي دولي هدفه رسم خارطة جديدة للمنطقة انطلاقا من العراق وسوريا. هنا نفهم معنى الاصوات التي تحدثت عن ان الظروف لم تنضج بعد لمعركة الموصل، وان معركة تحرير الفلوجة ستأخذ وقتا طويلا.
الآخرون يخططون لكن الخطط لا تجد طريقها الى التنفيذ حُكماً.
مقالات اخرى للكاتب