ان الفحولة والانوثة منذ بدء الخليقة في التقاء وصراع ازلي من اجل اثبات الذات والسيطرة ونتيجة صعوبة الحياة بداءت الفحولة هي المسيطرة نتيجة ظروف الحياة البدائية والاعتماد على ما تجود به الطبيعة من زرع و حيوانات جاهزة للصيد بعد المطاردة وهكذا استطاع تهجين بعض الحيوانات مثل الاحصنة والكلاب والابقار والاغنام والماعز ومن خلالها انتقل الانسان من مرحلة الصيد والترحال الى الاستقرار والتمدن وهذه الانتقالة حولت الفكر الانساني للاهتمام بالانوثة باعتبارها مصدر ديمومة الحياة والنسل في الفهم الانساني للتكاثر انذاك مما جعل المرحلة الطوطمية هي السائدة انذاك وهذا مانشاهده من اثار ولقى في التجمعات الانسانية البدائية واغلبها لتماثيل لنساء حوامل وهذا ناتج من المراقبة الانسانية الفحولية للحمل للمراءة والولادة وخروج الجنين وهو يضج بالبكاء هذه التجليات جعلت من الفحولة من تقديس الانوثة ولذلك نرى في جميع الحضارات البدائية في اختيار المراة للتقديس من اختيار الالهة وهكذا بداءت العبادة انثوية ولكنها في الناحية الفعلية هو شيوع الانوثة للكهنة والعباد والمريدين وهو بداية الامتهان الاذالالي للانوثة التي جعل من النساءبضاعة للرق وسلعة مشاعة وتطورت الحياة مع بداية الاديان السماوية لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع وجعل الامومة المقدسة وتقديس الحياة الزوجية واهمية المرأة في تنمية واستقرار المجتمع فهي نصف المجتمع وهي من تربي النصف الاخر وهنالك بداءت شذرات لنساء تركن بصمة في المسار التاريخي لتطور الحضارة والمجتمع ومع التطور المتسارع بعد الثورة الصناعية ونزع لباس التدين والاتجاه للعلمانية ونزول المرأة للشارع والعمل في الولايات المتحدة الامريكية بعد مخاض عسير من النزيف الدموي الذي رافق تكوين الامة الامريكية الحديثة .
وان المثال الامريكي للديمقراطية والبناء الجديد للمجتمعات ومحاولة الانصهار السكاني من اجل تكوين حضارة رائدة وقدوة للامم الاخر كان حلم الرئيس الامريكي أبراهام لينكون1861-1864م اصدر قرار تحرير العبودية وانها الرق وامتهان المرأة ومنها بداءت بوادر الحرية الانسانية في المجتمع الامريكي الذي اصبح جاذبا للمهاجرين الباحثين عن حلم الحرية من كل اصقاع العالم لتكوين امة ناهظة ستكون هي محور العولمة الحديثة ذات القطب الواحد.
هذه التطورات جعل من الانوثة صوت مدوي بعد تاسيس منظمة الامم المتحدة 1947م من اجل الامن الجماعي للعالم وبما ان الاسرة هي المرتكز الاساسي لبناء اي مجتمع وان المرأة هي المحرك الاساسي للاسرة جعل من الانوثة للمطالبة بحقوقها من خلال مؤتمر سيداو في سنة 1951م من خلال وضع اللبنات الاولى لحلم المساواة الكلي وانها التفرقة على اساس الجنس او العرق . أن الاتفاقية اؤسس لجدول أعمال للعمل من أجل وضع حد للتمييز على أساس الجنس وتسمى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة أى تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من إثارة أو أغراضه توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أى ميدان آخر ، أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها ، بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل.
وقد مرت هذه الورقة بمحطات كثيرة اهمها في الدنمارك عام1980م. تحت شعار : " عقد الأمم المتحدة للمرأة العالمية: المساواة والتنمية والسلام " وفي عام 1994 في بكين انطلق اسم الجندر وهو مصطلح جديد يلغي كلمة الجنس وينهي الفوارق الطبقية وبعض الخصوصيات لبعض الاعمال المختصة بالفحولة لتبرز موجات من الصرعات الهجينة لهذه الثقاثة النساء المسترجلات والرجال المخنثين وهي حتمية للصراع الازلي الفحولي الانوثي المستمر والمستعر ورافق هذه العولمة هي التجارة التي يجب ان تحافظ على الرقة والانوثة من اجل مصالح مالية وصناعية وهي تطرق الانوثة بعصف بصري من خلال الاعلانات لاعادتها الى خيارتها في الملبس والماكل والسيارات وغيرها واخر هذه الصرعات هي المساواة في التبول من وضع الوقوف للنساء وكما انطلق من بكين كلمة جندر فمن الصين انطلقت صرعة التبول وقوفا فقد ذكرت صحيفة الشعب الصينية أن جامعة المعلمين بمقاطعة شانشي بدأت اعتماد مراحيض نسائية جديدة صديقة للبيئة، تستعمل من الوضع واقفاً منذ عام 2010، من خلال الاستعانة بوسائل صالحة للاستعمال مرة واحدة، حيث يمكن للنساء قضاء حاجتهن وقوفاً مثل الرجال تماماً، وترى الشركة المنتجة أن المراحيض النسائية الواقفة، ثورة في اقتصاد المياه ومفهوم دورة المياه النسائية.
ولكن انها التشريح والفسيولوجيا للجسم الانساني والذي يفرق بين الفحولة والانوثة فمن الطبيعة التشريحية للرجل ان الجهاز البولي من خلال الكليتين والحالبين والمثانة يلتقي في الاحليليل مع الحبل المنوي الممتد من الخصيتين وبعدها عن طريق النفق المغبني بعد رحلة في البطن يخترق البروستات ليلتقيان في الاحليل ليتمكن من التبول في وضع الجلوس في المرافق الشرقية او الحمام الغربي ووضع الوقوف وفي مرحلة الشباب يترافق الانتصاب للقضيب مع التبول من اجل التفريغ الكامل للبول وهكذا كان يتسابق الشباب وقتها ايهما اكثر فحولة من خلال تدفق التبول لاكثر مسافة ولكن من الناحية الصحية هنالك في الرجال الخرطات التسعة من اجل التفريغ الكامل لقطرات التبول ولكن في الانوثة تختلف فسلجة التبول فان الجهاز البولي يفتح في اعلى فتحة المهبل ومغطى بالبظر المشابه للقضيب الاثري لدى الرجال وان فتحة التبول مغطاة بالشفرتين الصغيرة والكبيرة وهي تعتبر حاجزا لدى التبول مما يؤدي لتبعثر قطرات البول ولذلك كانت الديانة اليهودية والمصرية القديمة اكدت على ختان الاناث في قص الشفرتين من اجل الطهارة وهي مايسمى خفض النساء وهي عملية الان مستهجنة لدى العالم المتمدن نتيجة التشوه المرافق لعملية الختان من تشوه ومنع الاستثارة السعرية لهن في العملية الجنسية.
ان التبول من وضع الوقوف في ايجاد قطع مساعة لتبول المرأة وانسيابية البول عبر قمع متصل بانبوبة مع وجود معقمات هي كلفة اقتصادية باهظة تزيد اعباء جديدة من اجل المساواة بالتبول .
ان الفسيولوجيا والتشريح تقف عائقا دوما في المساواة الكاملة ولكن الحل الوحيد الذي يجعل الانوثة تاخذ دورها في قلب الرجل بمكانتها المتسيدة والمتسلطنة .ان الحب هو الطريق الوحيد للمساواة الكاملة في تكوين الاسرة والوفاق الاجتماعي من اجل مجتمع منتج ومزدهر.
مقالات اخرى للكاتب