يا فتى العراق الجميل .
لا أحد مثلك يستحّقُ اللجوء الى أرضٍ أخرى .
إنّ وجهكَ مسفوحٌ منذُ قرونٍ على ساحلِ الخليجِ الذي تتقاطعُ فيه التسمياتْ .
و يداك ممدودتان دون حراكٍ منذُ سنواتٍ على الرمل .
و فمكَ الصغير مملوءٌ دائماً بالزَبَد والرماد .
و عيونكَ يُغطّيها السخامُ ، الذي لا يريدُ أن ينتهي .. إلاّ بالسَخام .
و باطن حذائكَ العتيق ، يصفعُ وجهَ العالم منذ عقود .
حتّى اسماءُ ابناءكَ و بناتكَ تشبهُ أحياناً اسماءِ ابناءهم .
ماذا يريدون بعد ..
ليسمحوا لكَ بالهجرةِ الى الضوءِ والأمل .
*
هل عرفتم الأن ، ماذا يعني الربيع " العربي " بالضبط ؟
في كلّ مكان .. من المغربِ الى البحرين .. ومن العراق الى اليمن ؟
عندما يورِقُ عُشبُ " الربيعُ " اخيراً .. بعد عقودِ من الحرمان والأستبداد ..
يكونُ في انتظارهِ " الجرادُ " و الجياع .
يستطيعُ الجرادُ ان يحصلَ على كلّ شيء .
بينما الجياعُ - الموتى .. الذين يرقدُ العُشبُ في ذاكرتهم ..
فأنّهُم لا ينالونَ شيئاً .
لا يحصلونَ على شيءٍ ..
غير النسيان .
*
الحاكمُ الضعيفُ يشبهُ رجلاً أعمى .
يبحثُ في غرفةٍ مُظلِمةٍ ، عن فئران بيضاءَ غير موجودة .
و يتعثّرُ بالكثيرِ من القطط السوداء التي تملأُ الغرفة .
*
" أنا حرٌّ تماماً .
انّني سأخرجُ من هنا مع شروقِ الشمسِ ..
حُرّاً " .