ليس لدي اي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالوزير العبيدي او مناصريه او مقربيه ، ولكنني من مبدأ وطني وأخلاقي اكتب عنه اكثر من مرة. توجد عشرة اسباب رئيسية بقيت تؤرق مضاجع الإيرانيين واذنابهم من السياسيين التابعين لهم في العراق أدت الى اقالة وزير الدفاع خالد العبيدي ، وهيأت لاستجوابه مرتين خلال ستة أشهر من قبل ماشتي النار الفتلاوية ونصيف ومن ورائهم سيدهم وسلطانهم مختار العصر المدعوم والمدفوع ايرانيا للقيام بهذا العمل، هذه الأسباب هي : - هو أول وزير دفاع سني يشغل المنصب بالأصالة رغماً عن اغلب الساسة الشيعة.- أول وزير خلال الاستجواب يفضح السراق والفاسدين أمام الملأ وسط مجلس النواب وبالشهود والوقائع والتسجيلات الفيديوية والصوتية، وأول وزير يستجوب فلا يدافع عن نفسه فقط بل هاجم الفاسدين وأولهم رئيس البرلمان الذي تدعمه أميركا وإيران معا لذلك فإن أميركا رفعت يدها عن العبيدي لخروجه عن طاعتها (عندما قالت ان اقالة العبيدي شأن داخلي عراقي رغم انها تتدخل في صغائر الأمور في العراق ) وتجاوزه احد الخطوط الحمراء التي لا تسمح بتجاوزها مطلقا.- اول وزير او سياسي سني تخرج له الجماهير الشيعية في قلب أقدس مراقدها ببغداد والنجف لتهتف (علي وياك علي) مما ايقظ الإيرانيين وتوابعهم من الساسة العراقيين المتطرفين مذهبياً بأن شخصية سنية قد ظهرت ربما تعيد السلطة الى السنة لتعيد كابوس حكم النظام البائد.- لأول مرة تظهر شخصية كاريزمية عسكرية ( والعراقيون يعشقون ويطمئنون الى العسكر منذ 1958) وهذه الشخصية تخيلها العراقيون هي المنقذ من ساسة الدجل الديني والشعوذة والسرقات والفساد التي تحكم اليوم ، ورأوها كشخصية الرئيس المصري الحالي السيسي التي انقذت مصر من براثن دَجَل الإسلاميين من الاخوان ..
- أول وزير دفاع يزور المواقع الأمامية في الجبهات ويجلس مع جنوده ويتناول الطعام معهم ويقود طائرة حربية ، وبدأ يكسب العسكر الى جانبه ، بعد ان كان من سبقه ليسو بعسكر وكانوا يلزمون مكاتبهم وقصورهم ويركبون سياراتهم الفارهة ليتجولوا بها حول المنطقة الخضراء فقط.- وزير الدفاع كان يقود قطعات تتقدم لتحرير مدينته الموصل وضمن حسابات الأعداء واذنابهم من الخونة لا يجوز ان يجير التحرير لصالحه، وعدم وجود ثقة به في تداول اخطر الخطط والمعلومات عن تحرير الموصل .لذا فإن اقالته أعطت ادارة الوزارة للعبادي ولرئيس الأركان الغانمي وسهلت لها التعامل مع هذه الملفات ضمن حلقة ضيقة من مكون واحد مدعوم بالخبرات العسكرية الإيرانية وهو من اهم أهداف الإقالة.- الوزير حورب منذ الايام الاولى لإستيزاره ، عندما هاجمته رأس الأفعى حاملة لواء الطائفية في العراق حنان الفتلاوي بادعاء إقصاء ضباط شيعة وقد تبين بالوثائق كذب هذا الادعاء ، فبقوا يلاحقونه ويجمعون ملفات اخرى اغلبها كيدية ضده من اجل اقالته.- العبيدي هو المستشار الأمني لاثيل النجيفي المغضوب عليه من قبل السلطات في بغداد لوجود صراع لسنوات معه عندما كان محافظا لنينوى وهو من ساند المعتصمين في وقته المصنفون ضمن الدواعش قبل دخولهم الى المحافظة.- تشرذم الأحزاب السنية والصفقة مع بعض الأحزاب الكردية أدى الى عدم مساندة الإبقاء على العبيدي فكانت اقالته عبارة عن صفقة سياسية وليست مهنية لأن التصويت في مجلس النواب كان سريا وخارج القانون ، والمحكمة اعادت خلال ساعة الجبوري وبرأته رغما عن الجميع وفي مقدمتهم الشعب العراقي.- الأهم من ذلك كله ان خطة الموصل مابعد داعش يجب ان لايكون فيها قائد سني موصلي بمستوى وزير دفاع كالعبيدي ولا يسمح لأحد من شخوص هذه المدينة ان يطّلع على اسرار المعركة وما بعدها فكيف به اذا كان هو مرشح النجيفيين المكروهين من قبل اغلب الساسة في العراق واللذان يدينان علانية بالولاء لتركيا والأكراد على حساب عروبة وعراقية وضمان وحدة أراضي نينوى المتنازع عليها والمتجهة حسب الاخبار والتسريبات الغربية الى التقسيم والاستئثار بالحصص.مع كل الأسباب اعلاه ، يبقى العبيدي مخلدا في التاريخ وستكشف السنوات اللاحقة ذلك وسيهزم أعداءه الذين هم أعداء الشعب آجلا او عاجلا وان غداً لناظره قريب.
مقالات اخرى للكاتب