تتفق معظم المذاهب الاسلامية على ان من يحج بيت الله بنية سليمة و مال حلال تكتب له الجنة وكأنه وِلد من جديد وهناك آية قرأنية صريحة على ان الحج واجب على من استطاع اليه سبيلا اي من لديه القدرة المادية والمعنوية لأداء هذه الفريضة وروحانيتها فليتوكل على الله, ولكثرة المسلمين الذين يستطيعون سبيلا للتوجه الى الاراضي المقدسة, فرضت وزارة الحج السعودية نظام حضاري يسنتد على التعداد السكاني للدول التي يأتي الحجاج منها, وفُرض هذا النظام ليخفف من زحمة المرور والسكن في الاراضي المقدسة, واعترفت كل الدول بهذا النظام وابدت تعاونها معة منذ انبثاقه, فكانت حصة كل دولة الف حاج من كل مليون وعلى سبيل المثال وليس الحصر تعداد سكان العراق حسب احصائية عام 1997 هو 25 مليون نسمة, اذن يحق للعراق ارسال 25 الف حاج ومن المستحب وليس الفرض ان تكون الاولولية لكبار السن ليغسلوا ذنوبهم قبل فوات الاوان ومن الناس الذين وفروا مالهم الحلال منذ سنوات طويلة لهذا الاسبوع المقدس وعليه ان يكون مستعدا قلباً وقالباً لمقابلة الرب بقلبٍ سليم حيث يقوم المسلم بتبيض صفحتة من خلال طلبه برائة الذمة من المجتمع الذي يتعامل معه يومياً وعليه ايضا القيام بزيارة الصغير والكبير في منطقتة لطلب الصفح على كل شئ بدر منه طيلة حياته, وتسمى هذه الطقوس بطقوس التوديع وهي مراسيم اجتماعية انسانية متعارف عليها قبل ان تكون دينية.
وعودة لنظام الحصة كما ذكرت ان حصة العراق المفترضة 25 الف حاج من مجموع 25 مليون نسمة هم نفسهم الذين ذهبوا في السنوات الماضية لصناديق الاقتراع ليؤدوا فريضة انسانية حضارية لأنتخاب ممثلين عنهم ليقوموا بسن التشريعات الدنيوية, و اكراماَ للشعب الذي انتخبهم لم يقف هؤلاء المشرعين عند حدود التمثيل الدنيوي فحسب بل اخذوا على عاتقهم التمثيل الديني ايضاً حيث تحملوا اعباء السفر ومخاطره للأراضي المقدسة ليبتهلوا الى الله بأنقاذ ابناء جلدتهم من الهلاك السياسي والامني والاقتصادي. ذهبوا ليطلبوا من الله ان يكافئ الشعب العراقي على التصويت ووضع ثقة الشعب بهم. ذهبوا ليدعوا الله بأن يملئ مقاعدهم الفارغة تحت قبة البرلمان بملائكة شيعية و سنية وكردية حتى لاترفع الجلسة لعدم اكتمال عدد المشرعين كالعادة. ذهبوا ليحرموا الكثير من المستحقين لأداء هذه الفريضة وربما قائل يقول ان عدد الاعضاء الحجيج ما يقارب المائة فما الضير من ذلك اليس من حقهم كمسلمين ان يحجوا ويبرهنوا ولائهم الى الله؟ نعم لهم الحق ولكن ليس على حساب الاخرين فحسب الاشاعات ان كل عضوا كان بمعيته افراد عائلته وحمايته واصدقائه. اذا فرضنا ان كل عضو اصطحب معه 10 من افراد حمايته, 5 من عائلته, 5 من الاصدقاء والاحبة, يكون العدد 21 لنضرب العدد بمائة = 2100 من اصل 25 الف حاج, أي ان مشرعي القوانين الدنيوية حرموا 2100 انسان يستحق اداء هذه الشعيرة الدينية, فهذا هو الضير ان كنتم لاتعلمون.
مقالات اخرى للكاتب