ان فشل الحراك الشعبي في العراق،رغم التظاهرات الكبيرة ،ولمرتين متتاليتين (الأولى عام 2012 في التظاهرات المطالبة بالغاء تقاعد البرلمان ،والثانية هي الحالية التي تطالب بتغيير الواقع الفاسد للبلاد ) ،
يؤشر الحاجة الى حزب متمكن يقود مثل هذه التحركات ،ورغم ان مشاعر ملايين العراقيين تهفو الى العدالة والسيطرة النزيهة على ثروات البلاد والأقتدار في القيادة الذي يعيد قوة البلاد وهيبتها ،فأنهم لايحسنون التعبير عن مطالبهم التي تنوعت من اجتزاء بعض المطالب من خطب الجمعة للمرجعية وبين واقع الحال الذي يسوء فيه كل شيئ ، وخاصة تردي الأحوال المعيشية والأنتباه الى خواء خزينة الدولة ،حسب المسؤولين وعلى اعلى سلم القيادة ،الى تهميش الكفاءات واليأس الذي دفع الى مايشبه الهجرة الجماعية من البلاد .
اسباب فشل التغيير :
يرد الفشل الى مجموعة مهمة من العوامل منها :
- التدخل السلبي للقوى المسيطرة على الساحة العراقية وكبحها جماح الأنتفاضة بطرق غير مباشرة ،كون ليس من صالحها أي تغيير تنشده الجموع المتظاهرة .
- عدم وجود رؤية واضحة للمتظاهرين فمثلا ً لم يحدد الشعب أنه يريد نظام حكم برلماني أم رئاسي ، وماهي الخيارات بأتجاه التنفيذ ، ففي وقت ان اعترافات قيادات البلد توضح ان هناك ضياع لمليارات الدولارات من خزينة الدولة ،فليس هناك قوة قادرة على التصحيح ،ومعاقبة السراق واعادة المبالغ الضائعة .
- الركون الى شخصية رئيس الوزراء المكبلة بقيود الحزبية والسيرة المشتركة مع الشخصيات الأخرى في البلاد،والتي يفترض ان يطالها التغيير .
- ببعض المغريات البسيطة في مناطق ،والردع في مناطق أخرى ، اوبدس عناصر تابعة للمسؤولين في صفوف المتظاهرين ،تم الحد من أغلب التظاهرات وانزواء الرموز المعول عليهم في التغيير .
- كما في ،وقت الأنتخابات ، كان من الخطأ اشتراك مسؤولي الدولة بالأنتخابات سواء البرلمانية او مجالس المحافظات وهم يتمتمتعون بكامل الصلاحيات وامتيازات المنصب مستغلين ذلك في الكسب الأنتخابي ، فأن الخطأ اليوم هو ان الشعب المنتفض يواجه المسؤول الذي يمتلك آلة الدولة واجهزتها الترهيبية والترغيبية ،وبين الترغيب والقمع تقاصر صوت المواطن .
- اصبح تعامل الدولة روتينيا ً مع هذه التظاهرات بسبب طول فتراتها دون تحقيقها الهدف المنشود في الأصلاح ،كما بدى التعب والملل يظهر على العامة قبل تحقيق أي نتائج .
- رغم خطابات المرجعية ،فهناك شبه عزوف من العشائر العراقية في المشاركة فيها وهو امر يثير الأستغراب .
- مواجهة داعش المفروضة حاليا ً على الشعب العراقي، لأجل تحرير اراضيه المحتلة من هذه العصابات ، أضفت ظلالا ً ثقيلة على التظاهرات، واتخذها أغـلب المطـلوب تغييرهم حجـة للتزكية و البقاء بنفس مراكزهم وأمتيازاتهم .
- لايزال الخوف يشل حركة الكثير من العراقيين ،رغم مايظهر ويبدو من مظاهر الديمقراطية .
- في وقت نرى فيه الهم العراقي واحد من الشمال الى الجنوب من العربي والكردي والأطياف الأخرى ،فأن أي تنسيق بين جموع المتظاهرين معدوم ،وتتصرف كل محافظة على حدة بتجزءة مضعفة ومربكة للوحدة وقوة الكلمة .
يتوجب ان تكون ارادة الشعب فوق كل المسميات بمافيها الدستور ،ويجب ان يوضح لقادته وللعالم ان النظام الحالي الذي يسمى ديمقراطي هو نظام فوضوي لم يحمل للعراق الخير ،وافقد شعبه فرصة الأعمار والبناء وألعودة الى الحياة ،رغم الفرص الذهبية التي توفرت له، من مثل مبالغ ايرادات النفط بحكم ارتفاع سعر برميل النفط الى ارقام قياسية ، وتوفر الروح المعنوية للعناصر الشبابية في المجتمع التي زادت نسبها وفق أحدث الأحصائيات عن 60 % ،والتي أهملت وهمشت، فكانت عبئا ً على الوطن بدلا ً عن ان تكون قوة وثروة كبيرة .
مقالات اخرى للكاتب