تعتبر محافظة البصرة العراقية المورد الرئيسي لقوت العراق وخزينته الكبرى التي يتم تمويل جميع وزارات الدولة العراقية منها وهو ما يجعلها بالغة الاهمية في هذا البلد الذي يتعرض لأكبر المؤامرات الداخلية والخارجية حيث التدخل العربي الفج في شؤون سياسة العراق الجديد ويريدون من ذلك ايقاع البلد في اوج الازمات والتفكيك ليكون ضعيفا غير قادر على النهوض بقوة ويكون لهم منافسا في ظل التحرك الاقتصادي العالمي الذي تشهده محافل البورصة العالمية .
من المؤكد ان هناك دوافع تتحرك في ظل ما حصل اليوم في مدينة البصرة التي يراد لها ان تكون اقليما اقتصاديا قويا فلماذا ومن اجل أي جهة تم التعرض لبعض المشاعر الدينية والطقوس المقدسة لدى الناس ؟ فهل يمكن ان نقول ان الذي حصل من قبل شخص اجنبي قد لا يكون له معرفة بمفردات او جوانب الطقوس الدينية لدى محبي الامام الحسين ع حين قام بتمزيق تلك الراية او اللافتة كما ورد في بعض الاخبار لأن ما نقل هو عن بعض الموظفين العاملين في تلك الشركة التي تعمل على تطوير استخراج النفط العراقي الذي كما قلنا هو العمود الفقري للعراق في كل موازناته .
ألم يكن من المفترض على الشركات العاملة في العراق خصوصا الاجنبية منها ان تتعلم ثقافة المجتمع الذي يعملون فيه وهو ما يحصل حتى مع الغير عندما يعملون في شركات اجنبية عليهم معرفة ثقافتهم ومراعات ذلك ، اليس الحق على الذين يتعاقدون مع تلك الشركات ان يتفاهمون مع مسؤوليهم لتكون ورشة عمل تثقيفية تطرح عليهم كل ذلك باعتبار ان العاطفة في مثل هذه الايام تكون جياشة ومرتفعة للتعاطف مع الحسين ع ومن المؤكد تسبب ردود فعل آنية .
لكن اريد القول هل ان ردود الفعل على تمزيق راية او لافتة تكون بهذا الشكل الاليم ومحاولة القتل العمد ، فهل كان الامام الحسين ع في رسالة ثورته السمحاء وحفاظه على الدين يريد هذا المستوى البربري في التعامل وحاشا لأبي عبد الله عنه ذلك ، فكيف يمكن ان نوصل رسالة الامام التي اراد ان يوصلها ؟ فهل يمكن ان نسمي ذلك في اطار الرجولة عندما يهجم مجموعة من الشباب على رجل اعزل وغريب في ديارهم .؟
لماذا لم يطالب هؤلاء المهاجمين من الحكومة المحلية والحكومة المركزية باعفاء ومغادرة هذا المهندس ومحاسبته على فعله من خلال العقود الموقعة مع الشركة والابتعاد عن اراقة الدم ويكون بذلك فعلكم هو فعل الحسين ع في التعامل مع الاخرين بروح العدالة التي ارادها ، أألم تتصوروا انكم بذلك تقومون على ضرب الاقتصاد العراقي وإلفات الشركات العالمية الى ناقوس خطر يمكن ان يحصل مع أي منهم وهو ما يضطر هؤلاء الى مغادرة العمل واضعاف الاقتصاد العراقي وبالفعل دق ناقوس الخطر وسط الكثير من الشركات وتحرك البعض بالخروج خوفا من تكرار ذلك معهم وان كانوا غير المعنيين بالمشكلة .
كيف يمكن للسيد جواد البيزوني وغيره ان يطالبوا باقرار الاقليم وسط هذا الموج من المجاميع التي تتعامل بسياسة العصابات بعيدا عن الدولة ومؤسساتها وقانونها ، ما اعتقده نحتاج الى وقفة في تلك التصرفات قد تكون هناك ايدي خفية وراء ما يحصل ومن كلا الطرفين وربما بعض المدسوسين في الشركات الاجنبية وهم من اصول عربية يحملون في انفسهم حقد أمية وابو سفيان وفي الطرف الاخر قد هناك من المدفوعين للعبث بالاقتصاد العراقي ،، علامات استفهام كبيرة ؟؟؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب