في مكتبه بمقر ممثلية أقليم كوردستان، بباريس رحب بنا السيد علي الدولمري بحرارة وأجاب على أسئلتنا بطيب خاطرعلى الرغم من مشاغله الكثيرة والمتعلقة بإدارة شؤون الطلبة الكورد والجالية الكوردية في فرنسا كونه نائب ممثل أقليم كوردستان في هذا لبلد لذا بدأنا بطرح الاسئلة بشكل مباشر .
س - ما طبيعة عملكم في الممثلية ؟
- نحن نسعى لبناء علاقات وطيدة بين الجامعات الفرنسية وجامعات اقليم كوردستان وقد نجحنا في ذلك بإقامة علاقات علمية رصينة نهدف من خلالها الاستفادة من التقدم العلمي لدى الشعب الفرنسي، ومن اجل هذا الهدف تم التعاقد بين جامعة باريس 6 وجامعة صلاح الدين باربيل من أجل قبول الطلبة في الدراسات العليا وكذلك تم عقد مؤتمرين في مجال الرياضيات بأربيل .ونقوم بإدارة امورالطلبة وخصوصا القادمين منهم ضمن برنامج تنمية القدرات الذي تبنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في كوردستان في السنوات الأخيرة. وكذلك إقامة جمعيات للكورد وخصوصا الذين قدموا عام 1989 والتي من شأنها أن تصبح جسرا بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الفرنسية وهذا الأمر يتطلب متابعة جدية ونحن الان بصدد دراستها وتطويرها .
س - ما نوع هذه الجمعيات وماهي فوائدها للجالية الكوردية ؟
- في بداية قدوم الكورد الى فرنسا كان عددهم ما يقارب 300 شخص ، والآن تجاوز عددهم 800 عائلة، استطعنا وبدعم من حكومة الأقليم إنشاء العديد من الجمعيات في المناطق التي يسكنونها وخصوصا في فالانس وكليرمونفران وليموج و البي وأنكوليم. الجمعية التابعة لمنطقة فالانس حققت نجاحا كبيرا بفتح دورات للطلاب الكورد في فرنسا، وبدعم من بلدية فالانس تم إفتتاح قاعات لتدريس اللغة الكوردية من قبل معلمين كورد رواتبهم تدفع من قبل حكومة الاقليم، ففي كل يوم سبت ولمدة ساعتين يأتي 25 طالب لدراسة اللغة الكوردية. ونحاول تعميم التدريس في المناطق الأخرى التي يسكنها أبناء جاليتنا. وهنالك أيضا المؤتمر الاقتصادي التي تم إفتتاحه من قبل جمعية ألبي في تولوز.
س - هل لديكم إحصائيات عن الطلاب القادمين من كوردستان ؟
- نعم، نملك إحصائيات كاملة لدينا 180 طالبا في جميع الاختصاصات تم إرسالهم على وجبات ومن بينهم 18 طالبا جاءوا الى فرنسا لدراسة اللغة الفرنسية فقط ولاعلاقة لهم بالدراسات العليا.
س - هل جميع الطلاب الذين ينهون دراساتهم يعودون الى كوردستان ؟
- نعم، جميعهم يعودون لانهم أمضوا عقودا مع الجامعة وبشروط مادية كبيرة تنص على الخدمة فيها ولمدة خمس سنوات. لقد عاد 25 طالبا بعد إكمال الماجستير الى كوردستان من ضمن 75 طالبا تم إرسالهم الى فرنسا في عهد الاستاذ ادريس هادي لدى ترؤسه لجامعة صلاح الدين في اربيل ، أما البقية فمازالواعلى مقاعد الدراسة لنيل شهادة الدكتوراه .
س – هل هناك طلاب اخفقوا في الدراسة وعادوا الى كوردستان دون نيل الشهادة الدراسية ؟
- بالطبع ان أي برنامج تعليمي لايمكن أن ينجح مئة بالمئة، وكل برنامج له عيوبه وحسناته، فمثلا من ضمن 75 طالبا من الذين ذكرناهم ، عاد 7 طلاب الى كوردستان دون إكمال الدراسات العليا بسبب التصادم الحضاري ولأسباب عائلية بحتة.
س - هل هنالك مشكلات يعاني منها الطلاب ؟
- المشاكل كثيرة حدث ولا حرج، فأول مشكلة هي مشكلة التصادم الثقافي بين عالمين مختلفين من جميع النواحي، تختلط الأمور على الطلبة، كونهم ليسوا مهيأين نفسيا للتأقلم مع عالم جديد مختلف عن عالمهم، فالطلاب القادمون ليس لديهم علم مسبق عن نمط الحياة في فرنسا أو أوربا بشكل عام، ولكن نستطيع أن نقسم المشكلات الى ثلاث مشكلات رئيسية. أولا: مشكلة اللغة، فالطالب قبل أن يبدأ الدراسة في الجامعة، عليه تعلم اللغة الفرنسية والتي هي لغة صعبة جدا لايستطع الطالب من خلال تسعة أشهر أن يتقنها بشكل جيد كي يبدأ بالدراسات العليا التي تحتاج الى مستوى لغوي رفيع. ثانيا : مشكلة الطلاب المتزوجين، فهؤلاء الطلاب لايحق لهم أن يجلبوا عوائلهم في السنة الأولى (مرحلة اللغة)، لذا يصبحون، في وضع صعب لعدم إستطاعتهم التأقلم والتركيز على الدراسة، فالطالب يزور كوردستان 4 الى 5 مرات كي يرى عائلته في مرحلة اللغة -الأمر الذي يؤثر سلبا على دراسته. ثالثا: مشكلة الدراسة، فنظام التعليم مابين كوردستان وفرنسا مختلف تماما، مما يعتبر إحدى العقبات التي يجب أن يتجاوزها الطالب بنجاح. وهنالك أيضا حالات طريفة وخصوصا في العلوم الانسانية التي يأتي فيها الطالب كي يعمل بحثا عن كوردستان، فهنا يستفيد الأستاذ أكثر مما يستفيد الطالب علميا، وهناك أيضا أشخاص أتوا الى فرنسا لدراسة اللغة العربية أو الفارسية.. وهو امرغريب وطريف بعض الشيء .
س - هل لديكم مقترحات لتحسين برنامج تنمية القدرات ؟
- في إعتقادي ان برنامج تنمية القدرات برنامج جيد وخطوة بالاتجاه الصحيح خطتها حكومة اقليم كوردستان من أجل الأنفتاح العلمي في جميع الميادين، ولكن إرسال الطلاب من دون أي تحضير أو تهيئة او وضع خطة دراسية لا يؤمن لهم النجاح. فأنا اقترحت على حكومة الاقليم مشروعا يتضمن ثلاث نقاط وهى أولا : أن يتم إرسال الطلاب المتميزيين بعد مرحلة البكلوريا، وتعيين مشرفين عليهم هنا في فرنسا وكذلك تأمين المسكن وفتح حساب وتراخيص الاقامة..الخ من الأمور التي لايجب على الطالب أن يأخذها على عاتقه لانها تحتاج وقتا للمتابعة مع عدم خبرته في هذا المجال . وثانيا : هو عدم إرسال الطلاب لدراسة الماجستير فقط، فلتهيئة أستاذ جامعي، على الحكومة أن ترسل الطالب المتميز لدراسة الماجستير والدكتوراه، وإعطاء الأولوية للعزاب كون المتزوجين يواجهون مشاكل كبيرة ولدينا الكثير من الحالات هنا. ثالثا: إرسال موظفين من اقليم كوردستان الى فرنسا للمشاركة في دورات تدريبية لكيفية العمل في الدوائر، كأن يقوموا بعمل ما في دائرة فرنسية وليست دورات يجلس فيها الموظف كمستمع. فالحكومة بصدد دراسة الموضوع وتحاول جهد الامكان أن ترسل طلابا في إختصاصات تحتاج اليها الحكومة، وليست إختصاصات عشوائية.
س - ماهي نصائحكم للطلاب قبل قدومهم الى فرنسا ؟
- أود أن أنصحهم أن يتصلوا بنا قبل القدوم للقيام باللازم، فموقعنا يحوي الكثير من المعلومات ولدينا أرقام هاتفية يمكنهم الاتصال بنا وطرح أسئلتهم. أما من ناحيتنا فنحن نشرف عليهم ونتصل بجامعاتهم وأساتذتهم لمعرفة فيما إذا كان الطالب لديه مشكلة علمية أو دراسية، ونعقد إجتماعات دائمية معهم.
س - ماهي مقترحاتكم لتسهيل الشؤون الطلابية ؟
- في الحقيقة اقترحنا على وزارة التعليم العالي أن يتم تصديق جميع الشهادات التي يحصل عليها الطلاب في فرنسا من قبلنا، وترجمتها كي يتم تسهيل ما يسمى تعديل الشهادة في الوزارة والتي يمكن أن تتأخر لعدة أشهر، وأقترحنا على الوزارة أن تتدخل في عملية إختيار الطلاب وحسب إختصاصاتهم كي تتناسب مع الاختصاصات الموجودة في فرنسا والتي لها الريادة فيها.
مقالات اخرى للكاتب