قال لي صديق ونحن نتمشى في احدى شوارع بغداد لماذا تمازحه انه شحاذ (مجدي)
فضحكت وقلت له كلنا شحاذين ولكن كل منا بطريقته……
قال لي كيف……….
الفقير ……..يشحذ لقمته بعد إن ضاقت الدنيا إمامه وعجزت حيله في الحصول على لقمة العيش وحاصرته الدنيا الظالمة بمأسيها
….والذي يعطيهم من جيبه خلسة او بمرأت امام الناس هو شحاذ للحسنات بعطائه….. وهو بحد ذاته الغني يشحذ راحة البال والضمير……
المطرب الفنان … يشحذ لحظة تجلي من خلالها يشع صوته لإسعاد الناس
الطفل … يشحذ لحظة محبة ودفء بشقاوته وضحكته
الشاعر … يشحذ من الجمهور التصفيق والثناء من خلال تجربة ولحظة حب لينطلق لسانه في خيالات الإبداع في ابيات شعرية ساحرة
البنت الحلوة الجميلة … تشحذ نظرة صادقة من عيون محب بنظرات عينيه
الصديق … يشحذ لحظة فضفضة لهمومه وآهاته
والسياسي يحاول شحذ أصوات الناخبين بالتمثيل والخطاب الطائفي المنمق والادعاء بالنزاهة الكاذبة وخدمة الشعب والتسويق الإعلامي المبرمج…….
والفضائيات تحاول شحذ المشاهدين بالخطاب التفريقي والإخبار الملفقة والخطاب الذي يساير العقول المريضة
وأنت مثلا … تشحذ سنين إضافية من التعلم والقرأة حتى تصف العلاج الناجع ومتابعة الفحص للمرضة شحذا منهم لمرضى جدد يدلوهم عليك.
أعرفت يا عزيزي إن الكون بحاله … مملكة للشحاذين أعرفت كلنا شحاذين حتى في الفيس بوك في كتابتنا وصورنا نشحذ اللايكات والتعليقات من اجل أرضاء غرورنا اللامتناهي بكون مثالي لا وجود له مع الشر المتنامي…… لنرضي نزقنا النرجسي من خلال نزيف مشاعرنا وتسويق احلامنا للاخرين....
اعرفت الان كلنا شحاذين في باب المعرفة……وفي باب الله......وفي الفيس بوك تحت شعار لايكات الف رحمة لموتاكم
مقالات اخرى للكاتب