لعل عنوان المقالة غريب بعض الشئ’لكن مافي داخله من معاني (حسب رأيي التواضع)يؤكد مصداقيته الى حد
بعيد’حيث ان التدخل الروسي المباشر في سوريا’وتشكيله تحالف استخباراتي مع ايران والعراق وسوريا,ومشاركة قوته الجوية الضاربة,ومستشاريه العسكريين في توجيه ضربات ماحقة الى قواعد داعش(ويقال انه يستهدف حتى المعارضة المعتدلة بالاضافة الى التصريحات التي صدرت من بعض القيادات الروسية’بأوالتي زعمت نها ستقظي على داعش خلال فترة لاتزيد عن ثلاثة اشهر’كل تلك العوامل وضعت الجانب الامريكي على المحك’وفي زاوية حرجة’حيث ان المنافسة الروسية يمكن ان تحرق معظم اوراقه وتكشف مماطلته ومتاجرته بأرواح العراقيين والسوريين’والتي ربما يهدف من خلال التسويف والمماطلة تنفيذمخططات ستراتيجية مهمة’وتحقيق مكاسب مادية من خلال بيع الاسلحة,والخبرة العسكرية واعادة اعمارماتدمره الحروب’اضافة الى ضمان اخراج تلك الدول من معادلة العداء لاسرائيل أوتشكيل تهديد مستقبلي لها.
لقد لعب الروس بطريقة ذكية’وتدخلوا في الوقت المناسب’الذي سيتيح لهم بالتأكيد الحصول على حصة ’كبيرة من الكعكة الشرق اوسطية الدسمة’بعد ان تأكدلهم ’بان حكام’بل وشعوب العراق وسوريا’هم من التخلف والعدوانية وكره الذات بحيث لم يعودوا يستحقون اي احترام او صون لكرامتهم الانسانية’فهم لم يكفواعن الاقتتال فيما بينهم’تاركين وطنهم سلعة يتنافس,ويتساوم عليها الطامعون
لذلك لم يبقى امام الامريكان من خيارالا التعامل بجدية مع الموقف ومسابقة النفوذ الروسي’وابعاده عن الشأن العراقي’بعد ان ارتفعت الاصوات داخل العراق مطالبة بالاستعانة بالروس في تحريرالاراض التي تسيطر عليها داعش ’خصوصا ان القوات العسكرية,النظامية والحشد الشعبي’معها ثبت انهم غيرقادرين على تحقيق اي نصر,أوحتى تجنب هزيمة شنيعة,كالتي حدثت يوم 10 حزيران(يونيو)2014 بدون دعم جوي دولي’ومخابراتي’وخبراء حربيين.
لذلك فقد بادرالجانب الامريكي الى التعامل مع الموقف بجدية اكبر’بعد ان احرجه الروس’واجبروه على التسابق’من اجل فرض وجود مستقبلي
على الارض’فقاموابدعم قوات البيشمركة بكل قوة وشاركوهم عملية اقتحام ناجح الى سنجار,وتمكنوا صباح يوم 13 ت2(نوفمبر) من السيطرة التامة على تلك البلدة الاستراتيجية الهامة.
’اضافة الى الانباء الواردة من الانبار’والتي تتحدث عن دفع قوات كبيرة وبدء عملية كبيرة لاقتحامها’بعد ان تمكنت من فرض حصار شامل حولها’وتوقع تحريرها خلال وقت قريب’وفي طريق محاصرة الموصل بعد قطع كل طرق الامدادات عن داعش.
فلا ادري هل نهنئ الروس ام الامريكان’أم نعزي انفسنا على هذا الذل والهوان الذي وضعنا انفسنا فيه بعد ان سقطنا في فخ الطائفية والاثنية’وكرهنا بعضنا وقاتلنا انفسنا’ثم طلبنا النجدة من اعدائنا!
مقالات اخرى للكاتب