المراهنون يعرفونه من شكله ، وربما من ادائه خلال السباقات المتتالية ويعلمون علم اليقين أنه لا يملك من الرشاقة والمرونة والخبرة والقوة لكي يفوز على أقرانه من خيول السباق الأصيلة المختلفة .. لكنهم يصرّون على اللعب عليه رغم كل ذلك بسبب أنهم مطلعين على دسائس (الجاكيّة) وفسادهم والمؤامرات التي يحيكونها خلف مكاتب (البوكيّة) من أجل أن يفوز هذا الحصان المريض .. فيسارع الجميع الى قطع بطاقات الفوركاست والزنجيل الثلاثي لكي يستغلوا الفرصة ويحصلوا على أكبر قدر من الربح السريع .. وربما أكثر المراهنين يعلمون أيضا أن المخاطر في اللعب على هذا الحصان لأكثر من (مرّتين) هي مجازفة كبيرة لسبب بسيط وهو أن اتفاق الجاكية الفاسد لابد أن ينكشف للجميع ولا يمكن أن تعبر (الثالثة) دون ضجة أو فضيحة .. خصوصا أن أصحاب (الكار) من المتضررين سيسارعون الى نشر صفحات وفضائح تلك المؤامرات والدسائس .
لذلك سرعان ما سيصبح هذا المسكين (سكريش) ويختفي عن الأنظار .. وربما اذا أسعفه الحظ فسينتقل الى اسطبل راقي من اسطبلات أحد الملاّجة الطاكّين الذين استغلوا وجوده في السباق لكي يتمتع بما لذ وطاب من موائد الأنعام التي أتى بها لهم دون حق وانصاف .. لكن المؤكد ان معظم ملاكة الخيل لن يستغلوا هذا الحصان في التكاثر واستيلاد المهور الأصيلة فأنتاجه من أي فرس مهما كانت أصيلة الجذور لابد أن يكون مهرا مريضا من سلالة (ما ننطيها) .
مقالات اخرى للكاتب