ما جاء على لسان شيخ الازهر في لقائه مع رئيس
الوزراء العراقي يؤكد ان الانظمة العربية والمؤسسات
التابعة لها، بما فيها الازهر، مصرة على التعامل مع الحكومة العراقية على انها حكومة شيعية خالصة وخالية من أية مشاركة مع المكونات الاخرى . هو موقف يكشف عن حالة إصرار على غض الطرف عن الحقائق في العراق، والعزف على وترٍ سياسي، المضمون طائفي العنوان . يستقبل رئيس وزراء العراق في مصر، لكن الازهر يخاطبه كزعيم شيعي ومن ثم اعتباره الحكومة العراقية حكومة شيعية فقط . يساوي في كلامه بين أفراد الحشد الشعبي ، وإن إرتكب بعضهم ممارسات فردية مرفوضة ، وشرذمة من الاوباش ممتهني القتل ضد الشيعة والسنة . هو يتحدث عن التهميش في العراق متدخلا في شأن داخلي لا حق له به أبدا . يقول إنه مسؤول عن أهل السنة في العالم كله، لكن بيان الازهر حول اللقاء يتحدث عن السنة العرب والشيعة العرب فقط . هنا فان الازهر يتأدلج قوميا، فضلا عن أنه يناقض نفسه عندما يتحدث عن مسؤوليته عن سنة العالم تارة ، وتخصيصه للسنة العرب تارة أخرى . كأنه يقول ان السنية العربية هي حركة سياسية وليست عقيدة إسلامية ، وعندها يكون الازهر مؤسسة سياسية وليست دينية ، مهمتها مواجهة مؤسسة سياسية عربية أخرى هي التشيع العربي .
وإذا كان الازهر يمثل السنّة كما يدعي شيخه ،
فكيف يريد رعاية حوار عربي سني - شيعي ؟. سيكون طرفاً فيه ، لانه يتزعم أحد طرفي المشكلة ومن ثم سيكون منحازاً وليس راعياً . إنحيازه تؤكده مواقف شيخ
الازهر . يسمع من طرف واحد ويبني على ما يسمع ،
مواقف حادة يعتلي فيها منبر الوعظ والتقريع والتوجيه كلما زاره مسؤول سياسي شيعي . فعلها من قبل مع
الرئيس الايراني ، واليوم مع رئيس الوزراء العراقي . إفترضنا بداية أنه لم يسمع الا من قنوات طائفية مغرضة
تزوره وتبكي عنده على سنة العراق . لم نعذره ، لانه خالف مبادئ العدل والانصاف ولم يسمع للطرف الاخر . لكن عندما يزوره وفد من علماء السنة المعتدلين من العراق ويفنّد له بالارقام كل الاباطيل التي نقلها اليه الطائفيون ، ومع ذلك يستمر على خطابه ومواقفه و حديثه عن التهميش في العراق ، فهذا يعني انه معاند وان وراءه أهدافا أخرى لا علاقة لتمثيله السنة بها ، أقلها علاقته العضوية بمصدر الارهاب والشر في المنطقة ، المحصنة الآن بعلاقات سياسية ومالية بين مصر والسعودية.عبثا يحاول شيخ الازهر حصر ما يجري بصراع سني - شيعي . فالارهاب في مصر يقتل سنة وليس شيعة . عبثا يحاول اعتبار "داعش" وباقي الارهابيين سنة . ليته يتجه الى تنقية مناهج وكتب الازهر الزاخرة بالتحريض على القتل والعنف ،لتكون الثورة الفكرية التي تحدث عنها السيسي . عندها سيسهم بجدٍ في خدمة الاسلام.
مقالات اخرى للكاتب