المرأة كائن المتناقضات الذي يشارك الرجل الحياة ،هي تحمل كل الصفات: القوة والضعف والشدة واللين، الحب والقسوة ولكنها بحكم تعرضها لقسوة الحياة ومحاولة امتلاكها من الرجل ،لماتحمله من كنوز تجعله يحاول ان يحتفظ بها لنفسه دون ان يشاركه أحد حتى في التحدث معها في مسار الحياة وشؤنها الأعتيادية وبالتالي ابتدأ ومن هذه النظرة في حب الأمتلاك، يفرض عليها قيود تعددت وتنوعت بأختلاف البلاد وطبيعة العلاقات الأجتماعية السائدة ولكنها إشتركت في فرض قيود شديدة على حريتها وحق تمتعها بممارسة الحياة أسوة بالرجل .
الأسباب متعددة :
لو أردنا دراسة الأسباب التي أدت الى نظرت الرجل وطريقة تعامله مع المرأة ،لوجدنا العديد من الأسباب من ابرزها :
1- التكوين البايلوجي للمرأة ، والذي أوجد جنس لطيف جعله الخالق بالغريزة من ألذ مايشتهيه الرجل في الحياة ، فهو مستعد لأن يضحي بحياته لأجل إمتلاكها ،ولكنه لايملك الثقافة الملائمة لأسعادها بعد ذلك ،حيث يتحول الحب الى اردئ أنواع الأمتلاك الشبيه بالأحتجاز والحجر ، يصل الى حد منْعها من التكلم مع الآخرين .كما ان تكوينها الذي جعلها كحاضنة للنسل زاد من حصار الرجل عليها .
2- تكوّن مفاهيم مبنية على المحاولة المستمرة من الرجل لأمتلاك المرأة ،انتشرت وصمدت فترات طويلة عبرالتاريخ ،من مثل ان انتهاك العفاف والشرف يلصق بالمرأة فيما يظل الرجل ملاك بعيد عن المسائلة مهما فعل ،مما زاد من مأساتها وعزلتها .
3- فرضت العزلة الأجبارية نقصا ً واضحا ً في المستوى التعليمي والثقافي للمرأة وبالتالي النيل من قدرتها على مواجهة الحياة ومن ارادتها وقوة شخصيتها وسهلت بقائها اسيرة للرجل على مدى فترات واسعة عبر التاريخ ،واصبح ظلمها قرار جماعي تشترك فيه المرأة نفسها مساندة للرجل في ظلم نفسها !.
4- المرأة التي تمتلك ارادتها وثقتها بنفسها وتحاول العيش بنفس الحرية التي يتمتع بها الرجل ، تواجه معارضة معنوية ورفض من الرجل ومن بنات جنسها رغم انهن يحسدنها على امتلاك الجرأة ،ولكنها تتعرض لصعوبات حقيقية بسبب رفضها من الرجل رغم أنها تعجبه ولكنه في النهاية يريدها ضعيفة مستكينة لإرادته .
5- ليس من السهل هزيمة فلسفة وقانون مجتمع وضع وطبق لآلاف من السنين وثبت في اذهان الناس رغم الخطأ وحب التملك الذي استند عليه ، ومثل هذا العمل يتطلب تغيير ثقافة المجتمع برمته والوصول به الى درجة ممتازة من الفهم والوعي وهو أمر ليس بالهين .
6- لقد ذكرت المرأة في القرآن الكريم بكل خير ،ووصفت كند للرجل لايفرقهما سوى التقوى والعمل الصالح :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (13) الحجرات .
كما أعتبر القرأن علاقة الزوجية أساس تركيب الحياة ،وهو ما أعتبر في عصرنا أعجاز قرآني حيث تبين بتقدم العلوم صحة المنطق القرآني حتى في عالم النبات ،فيما كان الناس قديما ًلايميزون الزوجية سوى في الأنسان والحيوان :
(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )(49) الذاريات .
ورغم المستوى المتقدم لنظرة الأسلام للمرأة غير انها تعرضت في المجتمعات الأسلامية الى ماتعرضت له في غيرها من كبت وتقييد ،وفسرت مبادئ الدين الحنيف وفق الأهواء الأمتلاكية للرجل .
الحرية لاتعني التمرد بقدر ماتعني امتلاك القرار لكل ما يتعلق بحياتها الشخصية ،وكبح كل مايسهل تعرضها للعنف وسرقة الحقوق العامة ،في طريق بناء متوازن لأسرة سليمة ومن ثم مجتمع سليم .
مقالات اخرى للكاتب