لماذا وضعت الصورة الشخصية لصاحبة فكرة الكارتون المشهور نيلز ومورتون على عمله نقدية في السويد ، لاحظ المعنيين بشؤون المدارس والتربية والتعليم ، أن التلاميذ كانوا يكرهون درس الجغرافيا بلدهم التي هي السويد لِذا فكروا بأن يوكلون المهمة لهذه المعلمة الكاتبة المدهشة لكتابة كتاب الجغرافية بمستوى وبطريقة تجذب التلاميذ (وتجذبنا نحن الكبار ايضاً) لدراسة جغرافية بلدهم، فوافقت الكاتبة سيلمى على هذا التحدي.
ولكن اني لها ان تقول بهذا العمل إن لم تفكر بطريقة تحاكي عقول الصغار وتشوقهم إلى المتابعة و الإستمرار في المعرِفة ، ثم ماذا عن جغرافية البلاد نفسها فهي كاتبة وليس لها إلمام بجغرافية البلاد فما العمل ؟؟ لقد كُلِفت بالمهمة سنة 1900 وأخذت هذه المهمة منها (6 سنوات) فكرة ودراسة وسفر حول البلاد طولأ وعرضاً لتنتهي من المهمة بصدور كتابها لجغرافية السويد بعنوان (نيلزهولكرسونس ورحلته الرائعة عبر السويد).
وأتمت ذلك في سنة 1906 فقرأ الكتاب الكبار قبل الصغارونجح في جذب التلاميذ إلى درس الجغرافية ، تُرجم الكتاب إلى 12 لغة ، وصار فيلماً كارتونياً ذا عِبرة ومعنى رائعيين ، والأروع إن تكريم هذه الكاتبة مِن قِبَل بلدها بأن وضعت صورتها على إحدى العملات الورقية لبلدها ، وصورة نيلز بطل القصة والوزة مورتن على الوجه الثاني للعملة .
كلنا او اغلبنا يدعي محبة المرأة والمدافعة عن حقوقها وبأنها يجب ان تضطلع بدورها في المجتمع بما يلق بها وبدورها كحاضنة ومربية وشريكة للرجل منذ طفولته ، لكن من منا فكر في كيفية اعلاء شأن المرأة وجعلها شريكة حقيقية لا تابعة أو شريك تحصيل حاصل ، من منا فكر يكف يجعل المراة ترتقي بأفكارها وبطموحاتها واعطائها الحرية الكاملة لتاخذ دورها (لا اقصد هنا بالحرية الانحلال .
لأنك لو عرفت كيف تربي ومنحتها الثقة وجعلتها تفهم معناها لن تخون ثقتك ولن تجر على نفسها وأهلها اي شيء يشين) هناك مثل يقول “علمني السباحة وارميني في البحر” فعلموها معنى الشرف والاخلاق ولكن لا تتركها وحدها لتمارس حياتها بل ادعمها وكن الى جانبها سنداً وعوناً .
وانظر لنفسك ولها بعد سنوات سترى زوجتك او أبنتك قد حققت حلمها واصبحت شيئاً في المجتمع ، بعد هذا ستكون أنت فخوراً بها وبعملك .
يقول النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بأن من ربى ثلاث بنات دخل بهن الجنة وقال اثنتين وقال واحدة ، لماذا برأيكم قد قال هذا !! لانه عرف قيمة المرأة بأنها كل المجتمع وليس نصفه وبأنها هي من تصنع الامم وهي من تصنع الحضارات ، في مقالة سابقة كتبت مقولة ان هناك ثلاث وسائل لتهديم حضارة اي امة وأولها هي تهديم المرأة وتسخيف دورها وجعلها تخجل من نفسها ومن كونها ربة بيت و أم .
ان دور المرأة لايقل عن دور الرجال فمن ينكر دور سيدتنا خديجة ومالها وفداء أاًم عمارة نسيبة وفاطمة وعائشة والحوراء ومن قبلهم السيدة مريم عليهم الصلاة والسلام اجمعين والتاريخ مليء بالشوامخ الأنسانية النسائية الخالدة .
وفي التاريخ الحديث لايمكنني احصاء كل المبدعات والمتميزات في تاريخنا العراقي .
انا بأسمي وبأسم كل من يريد اعطاء المجتمع حقه فالمرأة هي المجتمع ولولاها ماكان لوجودنا قيمة ومن منبر الزمان اقترح ان يتم اختيار احدى رموز التاريخ العراقي النسائية ووضع صورتها على احدى العملات النقدية فسيلمى لم تقم سوى بعمل كتاب يوثق جغرافيا السويد فأستحقت ان توضع صورتها على العملة فكيف بنساء بنين تاريخ الامة والحضارة وبنين الانسان العراقي على مدى العصور .ولا يجب ان نكتفي بيوم نجعله لها عيداً بل ان تختار الحكومة احدى الحدائق وتضع فيها نصب تذكارية لأهم النساء في التاريخ العراقي ، لغرض اعلاء شان المرأة وانصافها من زمانها ومن الجهلاء .
مقالات اخرى للكاتب