عندما كنا صغارا نضحك كثيرا عندما نسمع البعض يردد المثل القائل ((الي ياكل كباب يطلع عليه)، ونتمنى اكل الكباب لانه الاكلة المفضلة لدى اغلب العراقيين، خصوصا لمن يزور مدينة لاول مرة، فهو يتذوق كبابها ليأخذ صورة عنها، ثم يبدأ بمقارنتة كبابها مع ما تناوله من كباب في مدينة اخرى، حتى اشتهرت العديد من المدن العراقية بكبابها، مثل كباب اربيل ، وكباب الفلوجة وكباب كركوك وكباب الحي وكباب كويسنجق وغيرها من المدن العراقية. الجديد في موضوع الكباب انه تم توظيفه سياسيا، ولاغراض الانتخابات التي ستجري الاسبوع المقبل، لانه من تمتليء معدته بالكباب خصوصا من النوع الجيد فانه يبقى يتذكر هذا الكباب، عندما يدلي بصوته في الانتخابات ويسيل لعابه على تناوله مرة اخرى. وما دفعني إلى الكتابة في هذه القضية الكبابية الانتخابية، هو الخبر الذي اذيع عن قيام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بفصل 850 معلما ومدرسا، ارسلهم ضخامة السيد عمار يوسف حمود، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، في سفرة ترفيهية الى مدينة اربيل قبيل انتخابات مجالس المحافظات للتمتع بكباب ولبن اربيل، والريح العليل، حتى تبقى رائحة الكباب تدور في انوفهم ويتذكرون من ارسلهم الى اربيل، ويزوروا النتائج حتى يبقى ضخامة رئيس المجلس، في منصبه ويسرق قوت الشعب ويرسل المزيد من مريده لتناول الكباب. اسجل احترامي واعجابي بقرار المفوضية، واطالبها باتخاذ قرارات تمنع كل من يحاول التاثير على ارادة الناخبين، من المشاركة في الانتخابات وطرده، خاصة واني علمت بان المفوضية قامت بجلب اسماء هؤلاء المعلمين، من الفنادق التي سكن فيها هؤلاء المعلمين، لذلك فان المفوضية مطالبة باستبعاد ضخامة السيد عمار من الانتخابات، لان ما بني على باطل فهو باطل، والقصد الجرمي متحقق في هذه الجريمة. واقترح على المفوضية اجراء فحص على دماء كل المعلمين لمعرفة من تناول منهم الكباب لاغراض سياسية، وهذا يستدعي تشكيل لجنة وجلب خبرات واستيراد اجهزة خاصة تعرف الكباب السياسي من الكباب غير السياسي. اما السادة المعلمون الذين اكلوا الكباب فقد نالوا جزاءهم العادل، عندما طردوا من الاشراف على الانتخابات، لكن المفروض ان تقوم وزارة التربية بمعاقبتهم ايضا، لانهم اولا خالفوا اهم شيء لدى المعلم وهو الضمير، فالمعلم الذي يزور لصالح مرشح معين، فانه سيتلاعب بنتائج الطلبة، ويرفع درجات من يدفع له اكثر، او من يدعوه لتناول الكباب، على حساب الطالب المجتهد، اكرر مطالبتي لسيادة وزير التربية بمعاقبة المعلمين هؤلاء، بعقوبة قاسية حتى يكونوا عبرة لغيرهم. ابلغني احدهم بان معلما مقربا من ضخامة رئيس المجلس، اصيب باغماء عندما سمع بالخبر، لان الحجي عمار كما يحلوا للمقربين منه تسميته، قد وعده بان يبدل له سيارته القديمة باخرى جديدة بعد فوز الحجي في الانتخابات، ولان الحجي قيادي في الحزب الاسلامي، فانه يحلل التزوير اذا كان يصب في مصلحته، فتزوير الانتخابات يجوز اذا كان لصالح الحزب، واكل الكباب، الذي دفع ثمنه من اموال الفقراء والارامل حلال اذا انتخب من تناوله ضخامة رئيس المجلس!!. بالله عليكم ما الفرق بين ضخامة رئيس المجلس الذي يحلل التزوير اذا كان لصالحه، والجماعات المسلحة التي احلت قتل الابرياء لمجرد انهم يخالفونها في الرأي او يعترضون على هدر دماء العراقيين؟. واخيرا اقول لمن باع نفسه مقابل نفر كباب، وضيع كل شيء، فقد انفضح امركم واصبحتم محل تندر بين الناس، الذين يسمونكم الان جماعة الكباب، اقول لهم ذوقوا ما اكلتم وخنتم مبادئكم ومبادء المعلم الشريف، الذي كان يرفض تناول اي شيء يقدم من عائلة طالب، خوفا من ان تسجل شائبة عليه، واجدد دعوتي الى معالي وزير التربية بمعاقبتهم عقوبات ادارية مشددة،، لكي يتعلموا ان من يأكل كباب يطلع عليه في النهاية.
مقالات اخرى للكاتب