ينحدر اغلب ابطال السياسة الجدد من اوساط اجتماعيه متواضعه ولكن مهاراتهم الاجتماعية وعلاقاتهم وكفاءاتهم التواصلية تساعدهم على تسلق السلم السياسي والاجتماعي عبر سنوات قليله. قد يكون في بداية حياته مجرد (دلال أو عامل أو عتاك) و(المهنه ليس عيبا) ولكن (قياده بلد موضوع اخر) ولكنه سرعان ما يكتشف قدرته على المناورة الخطابية والكلامية والتواصليه مع القاده الجدد الوافدين للعراق فيترشح لعضوية مجلس المحافظه أوينصب في مجلس القضاء والناحيه وبعد إتقانه لحرفة العلاقات التواصليه وتتلمذه على يد جهابذة السياسة المحلية واجادته للتنفيذ مما يطلب منه تنفيذه، يبدأ شيئا فشيئا يتطلع إلى مناصب أعلى كمحافظ أو رئيس لمجلس المحافظه، ليتم بعدها الى الوزاره وكيل او وزير. ما يعطي (للعتوي الجديد) القدرة على المناورة هو إبقاء شبكات العلاقات الاجتماعية مع الطبقات التي ينتمي اليها قائمة ليخلق بها نظاما من الزبونية والمصالح المشتركة فيجعل منهم (حزامه الامني) والبعض الاخر يسخرهم للجانب (الربحي الاقتصادي المقاولاتي) ويتم بمقتضاه استمالة الشارع عبر منهج شعبوي تصير بموجبه الحقوق امتيازات والواجبات تبرعات على المحيطين به المغلوب على امرهم، وبذلك يعتبرالرشوة نوع من العدالة الاجتماعية (ما دام أنه يبتز المقاول وياخذ الاتاوه من الاغنياء لكي يساعد المحيطين به على اشباع حاجياتهم) اوإنه يأخذ من المال العام ويعطي للمحيطين به الفتات وهذا هو قمة العدالة بالنسبة إليه-العدالة الحقيقيةـ لا عدالة النظريات والثقافة وحقوق الإنسان اوماتنص عليه القوانيين، ما يُعتبر حقا صار بموجب هذا المنطق امتيازا ولا يتوانى العتوي السياسي في تقديمه على أنه تضحية من جانبه الخ ليصبح (تمساح) ،وهولاء الفئه هم من يصنع الدكتاتور واصبحت لهذه المخلوقات السيئه الناشئة تأثير متزايد على مستوى السلطه المحليه والبعض على المستوى الوطني ماذا يعني هذا بالنسبة لمسلسل الدمقرطة وبناء دولة الحق والقانون؟
والعتوي عندما يتحول الى تمساح ينظر إلى مجال تدخله (المحافظه والقضاء) على أنها منطقة محررة تابعة له حتى اجهزة العداله يتم إسكاتهم (بخردوات او تكتيم افواههم) لكي يغضوا الطرف عن هذا الخروقات السافره للقانون الذي يشبه نظام الفتوة الذي نشاهده في الأفلام والمسلسلات المصرية، العتوي السمين من وجهة النظر هذه يشكل خطرا على السلطة نفسها. مما دفع بالمجرمين والمحتالين إلى ارتكاب جرائم وحماقات.
أن هذا يشكل تحولا سوسيولوجيا عميقا تعرفه الانتخابات السياسة في العراق فمن الصعب التغلب على هذا المسلسل دون أخد الوقت اللازم وتبني سياسة واضحة المعالم في هذا الإطارعمليات دعم ترشيح الشباب والمثقفون والجامعيون وذوو الخبرات يلعبون دور المتفرج وإدخالهم إلى المعترك يقتضي جرأة كبيرة على مستوى الأحزاب. لهذا فتجديد النخب لا يعني فقط الشبيبه ولكن تنمية قدرات جيل جديد من المتعلمين يمكن لهم أن يحدثوا قطيعة مع جيل ، احد المحافظين كان صاحب محل لبيع الملابس النسائيه في بلد مجاوروالاخررئيس مجلس محافظه كان حمال في علوه المشاهده والامثله كثيره كيف تنهض السلطه المحليه بامثالهم بعد اعتبار المحافظه (اقطاعيه عائليه اوعشائريه) لمثل هذه النماذج الطارئه على الحياة.
مقالات اخرى للكاتب