اثبت بدون ادنى شك ان الشعوب التي تسلحت بالعلم التي امنت بالعلم واتخذته منهجا وسلوكا شعوب لا خوف عليها ولا هم يحزنون شعوب لا تعاني ذلا ولا قمعا ولا فقرا ولا جهلا ولا حتى فسادا
لهذا نرى الشعوب المتسلحة بالعلم والمتمسكة به لا تخشى على شعوبها ولا على اوطانها من عادات وطقوس الاقوام الاخرى مهما كانت بشرط ان لا تثير الحروب والصراعات الطائفية وتولد العنف ضد الاخرين
لو اخذنا امريكا الدول الغربية الاخرى اي الدول المتسلحة بالعلم انها لا تخشى ولا تخاف من قيام اي مجموعة دينية او مذهبية تقوم بطقوسها الدينية مهما كانت غير عقلانية بل ان حكومة هذه البلدان تقوم بحماية الذين يقوم بطقوسهم والاكثر غرابة حتى ان شعوب هذه البلدان تحترم تلك الطقوس وتحترم من يقوم بها فترى الذي يضرب الدرباشة والذي يضرب قامة والذي يعبد البقر والذي يعبد الله الجميع تفعل وتطبق طقوسها وقيمها بحرية وبدون خوف او مجاملة
فالكثير من هؤلاء لا يستطيعون اقامة طقوسهم في بلدانهم وحتى اذا اقاموها فانهم في موضع استهجان وازدراء
فكلنا سمعنا الضجة الكبرى التي افتعلتها المجموعات الارهابية الوهابية حول اعتناق بعض المصرين لمذهب اهل البيت ومنعهم من اقامة مسجد للصلاة وقراءة الكتاب
اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان الشعوب المتسلحة بالعلم شعوب تتطور وتسموا وترتقي في حين الشعوب التي تتسلح بالعبارات والكلمات شعوب تتخلف وتنحط وما يحدث ويحدث لكل الشعوب العربية والاسلامية وحتى التي ادعت العلمانية والاشتراكية فانها صنعت لها دين وفرضته على الشعوب واخذت تخشى عليه من نسيم الهواء وبالتالي انهارت تلك الانطمة وكان انهيارها كارثة على شعوبها اضافة الى الكارثة التي كانت تعاني منها
الذي يثير الدهشة والاحترام هو الشعب الياباني هذا الشعب الذي كان يعيش في ظلام العادات والقيم البالية والخرافات والاساطير فالشعب الوحيد الذي استمر في عبادة الملوك فاذا كانت بعض الشعوب ترى في النظر الى وجه الملك السلطان عبادة فاليابانيون يرون النظر الى وجه الملك الامبراطور يؤدي الى الموت لهذا نراهم لا ينظرون الى وجه الملك اي نظرة مهما كانت كيف ينظرون الى وجه ابن السماء
لكن بعد هزيمتهم الكبيرة وخسارتهم الخطيرة امام العلم في الحرب العالمية الثانية ادركوا الخطأ وعرفوا السبب انه الجهل الطقوس التي لم تجلب لهم سوى الدمار والقتل وسيطرت الغير
الاكثر غرابة ان الملك نفسه اعلن انه ليس ابن السماء وانما انا بشر مثلكم كأي بشر وربما اقلكم معرفة وفهما فرفض كل الهالات وكل الروايات التي كانت صنعت له فكان ينظر اليه على انه اله قادر على كل شي ويعلم بكل شي
ونتيجة لذلك لم يرفض الشعب الياباني الملك وبقي مستمر متمسك شكليا بالعادات اليابانية ليظهر انه يعتز باليابان وبيابانيته لكنه في الوقت نفسه تمسك بشكل روحي بالعلم باكتشافاته ومخترعاته وابداعاته واخذ يدين بدين العلم والعمل واصبح من المتيمين والمغربين بهما ونتيجة لهذا الحب العميق للعلم والعمل انتشر مرض في اليابان اسمه حب العلم والعمل فالياباني يرفض الاجازة تحت اي ظروف حتى لو ادى الى مرضه بل الى موته يفضل الموت على ان لا يترك العمل ولو فترة زمنية قليلة من اجل راحته وعلاجه
فالياباني حتى لو اعلن الاضراب ضد الدولة ضد الحكومة ضد مجموعة فانه يغلق باب محله مصنعه دائرته حقله ويستمر في العمل فانه يتخلى عن الطعام عن الشراب عن الراحة عن النوم لكنه لن يتخلى عن العلم والعمل
لهذا نرى اليابان تقدمت وتطورت وسمت وعلت ومستمرة في هذا التطور والتقدم والسمو
انه العلم انه العمل لا شك ان العلم يدفع الانسان الى العمل والعمل يدفع الانسان الى الابداع والاكتشاف والاختراع والتجديد
فالشعوب الان تنقسم الى قسمين شعوب تتمسك تدين بالعلم وتزداد في تقدمها العلمي بكل انواعه وشعوب تتمسك بالخرافات والاساطير وتزداد تخلفا وضعفا
علينا نحن العرب ان نعلم ان العلم لا يشرى من الخارج ولا يمكننا نقله العلم يبدأ من داخل مجتمعنا من داخل انفسنا
المعروف هناك دول غنية مثل دول الخليج والجزيرة فهذه الدول استطاعت ان تشتري وتنقل الكثير من العلم ونتاجاته المختلفة الاانها لم تخلق شعب يؤمن ويدين بالعلم ابدا كما ان هذه البلدان ترسل الكثير من ابنائها الى البلدان المتطورة علميا والنتيجة ان الكثير من هؤلاء لا يعودون الى بلدانهم لانهم لا يجدون الظروف الملائمة للعلم وتطبيقاته لهذا يفضلون البقاء في البلدان التي تعلموا بها العلم
يقول احد الكتاب
العلم غريب عن طبيعة الانسان فالانسان بطبعه عاطفي ويكره التغيير ويقاومه بينما العلم باسلوبه الفكري لا يستخدم العاطفة ويبعدها بعيدا
ان التغيير نتاج طبيعي للعلم وتطبيقاته التكنولوجية
من هذا يمكننا القول انه لا تغيير ولا تطور ولاقوة الا بالعلم فمن يريد القوة والسعادة لا طريق امامه الا العلم والعلم وحده.
مقالات اخرى للكاتب