كلنا نعرف أيام البطل أبو النگر آو الحفر .. كان هناك أمر من الدولة بمنع طباعة أي كتاب يخص ( الشيعة مع قسم قليل من السُنة ) ومن يخالف كان مصيره الإعدام وقد أُلقي القبض على جميع الكادر في مطبعة المرسومي الكائنة في شارع السعدون مجاور ساحة سقوط الصنم ( الفردوس ) وتم إعدامهم جميعاً وحتى كان عندهم ضيفان كانا في زيارة الى صاحب المطبعة . تم الإعدام خلال ثلاثة أسابيع .. أشاعت دائرة المخابرات بأن المطبعة كانت تطبع العملة العراقية ، لكن الحقيقة كانوا يطبعون كتاب ديني يخص الشيعة ..
أما موضوعي هنا :
جاءني أحد طلاب حوزة السيد الشهيد محمد محمدصادق الصدر وقد طلب مني أن أطبع مستلات - كراريس - وكل كراس يحوي 32 إثنان وثلاثين صفة من كتاب (( ما وراء الفقه )) جملة آراء في رأيه في الغناء والتمثيل والسحر .. إتفقت على الموافقة في الطبع وقد أكملت طباعة ثلاثة أجزاء في إحدى مطابع بغداد .. للأسف تمت الوشاية علينا وتم إلقاء القبض على كل كادر المطبعة .. بعد سبعة أيام جاء أحد المسؤولين وقال لي : جواد حضِّر نفسك ستخرج ، قلت له لماذا مستعجلين على الأقل نرى أهلنا قبل إعدامنا .. قال لا سوف نطلق سراحكم أنت وجماعتك - لا أعرف أين جماعتي - وهنا سألته بإستغراب : لماذا تطلقون سراحنا ، قال : لأن صاحبكم السيد محمد صادق الصدر هو إنسان جيد ولذلك قررنا إطلاق سراحكم ..
نعم أُطلق سراحنا وأوصلوني الى بيتي في بغداد وحين سألوني أهلي : هاي وين ؟ قلت لهم : كُنتَ في مدينة السماوة من أجل العمل على تصليح مطبعة كانوا يعرفون أني فتحت أول مطبعة في السماوة مقابل ساحة الزقورة ومحطة القطار القديمة وصدقني أهلي وهم لم يعلموا الى هذه اللحظة وسيتفاجأون حين يقرأوا ما حصل لي ، كان سكوتي هو حتى أن لا أجعلهم في رعبٍ دائم ..
عملية إطلاق سراحنا كانت مُدبرة من الدولة حتى نسيء الى الشهيد الصدر حين نقول إطلاق سراحنا هو تدخل الصدر وهو من جماعة صدام حسين وهذه هي عملية التناحر بين الشيعة أرادها صدام حسين وجعلنا شهوداً فيها ، وكان هذا أيضاً مُراد المرجعية التي كانت تحارب الشهيد محمد محمد صادق الصدر ..