لم يكن ميدان (( تقسيم ))القضية الاساسية لانبعاث التظاهرات في الشارع التركي انما الشرارة التي اوقدت نارها لان السبب الرئيسي هو الانقسامات في المجتمع من سنة وعلوين واتراك واكراد والاهم هو تقيد الحريات العامة والمساس بالعلمانية التي رسمها لهم (اتاتورك) مؤسس الدولة كما لاننسى المغامرات الكبيرة لاستعادة سلطنة بني عثمان التي يحلم بها اردوغان والحقيقة التي توضحت وتجلت في فكر حزب العدالة والتنمية وعشقها للسلطة والحكم ولدت الاحتقان عند الشارع ولعل هذا الصرع بين الاثنين يعد اول اشارة لازالة اردوغان عن دفة الحكم وقد ايقضة (تقسيم )المواطن وحركة مشاعره التي صبرته خلال السنوات الماضية بسبب الضغط السلطوي للنطام وكانت تحتاج الى شرارة لاشعالها كما ان التدخلات في الشؤون الداخلية للدول المجاورة ومجاملة السياسات الاستكبارية لتمزيق المنطقة والتنعم بخيراتها واستغلالها لمصالحهم مثل سورية التي تعتبر روح المقاومة في مواجهة الكيان الاسرائيلي وحياكة المؤامرات لتشتيت الداخل العراقي واحتضان عناصر الارهاب وعقد المؤتمرات الطائفية التي تدعم القاعدة وزرع روح التمزيق والتفرقة بين شعوب المنطقة هي الحافز للانطلاقة... واليوم راح العالم يعرف الكثير من الحقائق الخافية عليه ويسأل اين الديمقراطية التي يطالب اردوغان للشعب السوري ويدافع عنها ولم يتحمل عدة ايام للمتظاهرين من ابناء وطنه ونرى قوات الشرطة تستعمل كل اساليب البطش من اجل تفريق التظاهرات ووصفهم بالمجرمين والارهابيين والافراط في العنف ضدهم وهو الرد القاسي الذي جوبهوا به ووصل بهم الى قتل اربعة منهم واعتقال اكثر من 5000 متظاهر من بينهم 72 حقوقي مدافع والتهديد بتشديد الضرب المبرح(لضمان سلامة الناس والممتلكات) وقد بالغت القوات الامنية في تعاملها وبأعتراف اردوغان نفسه ودعا الى التعامل بحكمة وتغليب المنطق والعقل السليم في التعاطي مع الاوضاع الجارية بينما طالبت المعارضة من اردوغان الاستقالة لانه استهتر بالاحتجاجات ووصفوه بالدكتاتور . و يوماً بعد يوم يزداد عمق الخلاف بين رأسي السلطة اي اردوغان وعبد الله كل رئيس الجمهورية الذي صرح في زيارته الى الجزائر قبل شهرين بأن سياسة تركيا اخذت ابعاد قد تؤدي الى نهاية الوضع السياسي الحالي واسقاط الحكومة. والواقع الذي تمر به المنطقة وخاصةً الوضع السوري قلب الموازين وبدء المخطط التركي - القطري يتلاشى وشارف على الانهياربعد الانتصارات التي حققتها القوات السورية الحكومية لاعادة الكثير من المدن وتحريرها من ايدي المسلحين المدعومين من تلك القوى وبمباركة الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني زاد من القلق على مستقبل تلك الاحلام...ولايخفى علينا ما تمر من اوضاع في قطر والخلافات الهائلة بين الاسرة الحاكمة التي اخذت تخرج الى الاعلام وتظهر في الافق ومنها محاولة الانقلاب العسكري الذي تم السيطرة علية قبل يومين واعتقال العديد من الضباط وتشديد الحراسات على قصور الامراء والدوائر للدولة ما يؤكد ما نقول. وتعتبر قطر مملكة للعبودية الحديثة كما وصفتها وسائل الاعلام العالمية ومنظمات حقوق الانسان حيث التضيق على حرية الرأي ومروراً بأعتقال الكتاب والناشطين والشعراء المعارضين لحكومة التوارث في البلاد ووجود قنوات الظلالة مثل (الجزيرة)و القوات الامريكية وقواعدها على اراضيها وشراء الذمم للشخصيات السياسية والدينية مثل الشيخ الخرف القرضاوي الذي يدعو الي(( تشكيل جيش السنة لمواجهة النظام في سورية ومساندة المسلحين ضد حزب الله والشيعة ))والادبية والاعلامية والمعلومات تؤكد ان قطر انفقت اكثر من ثلاث ملياردات من الدولارات لدعم الارهاب والوهابية المنحرفة والانتكاسات في اغلب المجالات التي نشطت فيها. ان الحلف التركي- القطري – الصهيوني ومحاولات جر المنطقة وسياستها الى مبتغاها الجهنمية لايقاف التحولات ونهضة الشعوب الاسلامية واصلاح واقعها المتردي لاشك انها تسير نحو الفشل الذريع وعندها سيكون الحساب عسيراً...
مقالات اخرى للكاتب