نقلت المعارك الاخيرة في شمال العراق الوضع العراقي الى مستوى عال من الخطورة ، فالانهيار الذي حدث في الموصل ، واحتلال التنظيمات الارهابية المسلحة لمناطق شاسعة من شمال وغرب العراق ، وظهور جيوش ارهابية تحمل راية الاسلام زورا وبهتانا تكتسح المنطقة الغربية وتقتل دون رحمة ، يضع الدولة العظمى امريكا أمام مسؤولياتها وتعهداتها للعراق وفق الاتفاقية الاستراتيجية والامنية بين البلدين.
الا ان الملاحظ ان الرئيس الامريكي اوباما ، الذي اعلن في بداية الامر وقبل ايام قليلة ، وقوفه الى جانب العراق ، واعلن ان جميع الخيارات على الطاولة ، غير رأيه فيما بعد . ففي تصريح ادلى به في حدائق البيت الابيض امس ، يوم الجمعة 13 / 6 ، اعلن فيه ان امريكا لا تستطيع ان تفعل شيئا بالنيابة عن العراقيين !
( أبلغ أوباما الصحفيين في البيت الأبيض: "الولايات المتحدة لن تدخل نفسها في عمل عسكري في غياب خطة سياسية من جانب العراقيين تعطينا قدرا من الاطمئنان الى أنهم مستعدون للعمل معا". وأوضح أنه لن يرسل قوات أمريكية للقتال في العراق.
ومضى يقول "لن نستطيع أن نفعل شيئا بالنيابة عنهم". ) *
ان وضع الشروط التعجيزية التي لايمكن تحقيقها في الحال من قبيل وجوب تسوية الخلافات بين القوى السياسية العراقية ، يعقد تقديم المساعدات الامريكية المطلوبة الى العراق لكي يستطيع مواجهة الحملة الارهابية الشرسة التي تستهدف القضاء على مقومات ما تبقى من الدولة العراقية وتشريد الشعب العراقي ليصبح شعبا مشردا في بلاده ، وتدمير بنية الدولة على هشاشتها التي تركها النظام الصدامي اثر حروبه المشؤومة .
ان اوباما يعلم حق العلم ان تسليح العراق كان قاصرا، ولم يحصل من امريكا سوى على الاسلحة الخفيفة ، ولم تقدم الولايات المتحدة الامريكية الاسلحة الدفاعية الاساسية التي يحتاجها العراق من قبيل اجهزة الرادار والطائرات السمتية وغير ذلك من مستلزمات الجيش الضرورية للدفاع عن البلاد .
لذلك فالمساعدة الامريكية مطلوبة وضرورية جدا لمواجهة الغزو الارهابي .
ان تطورات الوضع على الساحة العراقية تشير الى عسكرة العراق واندلاع نزاع خطير لا يمكن السيطرة عليه بالوسائل المتاحة امام الحكومة العراقية الحالية ، وما لم تعالج هذه الحالة بسرعة ، ويعود استقرار البلاد الى حالته الطبيعية ، سيمتد الصراع ليشمل مناطق اخرى ، ولا شك ان اولى المناطق التي سينتقل لها الصراع هي منطقة الخليج ، وستلتهب نيران النفط سريعا .
مقالات اخرى للكاتب