دخل مدرس الرياضيات الى الصف، وبعد اكمال المحاضرة، ولان السنة الدراسية في بدايتها، رأى ان يتحدث مع الطلاب، فقال لاول طالب: ولدي حين ينتهي الدوام في المدرسة ، ماذا تفعل عند عودتك الى البيت؟ فقال الطالب : اتناول غدائي ثم اذهب لابسط كنّوْ، وجاء دور الطالب الثاني، فسأله الاستاذ نفس السؤال، فقال: احضّر واجباتي، ثم اذهب لابسط كنّوْ، ومن ثم سأل الاستاذ الطالب الثالث، فقال: اتغدى واذا ما احد ازعجني اذهب لابسط كنّوْ، والرابع والخامس والسادس الى ان وصل الاستاذ الى آخر طالب في الصف وكان الجميع يذهب ليبسط كنّوْ، فرأى الطالب الاخير متعبا ضعيف البنية، يلبس العوينات وكئيبا، فقال له: وانت ولدي ماذا تفعل عند عودتك الى البيت، فقال: استاذ آني كنّوْ، والعراق بعد تأريخه العريق وحضارته الكبيرة، وعقول ابنائه الجبارة صار شبيها بكنّوْ، يتحمل الضربات ويصمت ويلوك جراحه في كل حين، اتعبته الحروب، حرب الثماني سنوات، ثم الاجماع الدولي على محاصرته والذي حطم جميع امكاناته المادية والمعنوية والعلمية، لتنتشر الرشوة والفساد، ولتنتزع اميركا من قلوب شعبه حب وطنه، وبعد ذلك وضع صدام سيفه على رقاب العراقيين، فصار القتال ليس دفاعا عن الوطن، بل دفاعا عن صدام، ناهيك عن فرق الاعدامات التي كان يضعها خلف الجيش في حرب ايران، وجاء دور هروب الجنود من الخدمة العسكرية، فكان العقاب الاعدام ومن ثم قطع الاذان والانوف والالسن.
وشن بعد ذلك الاميركان حربا ذات تقنيات عالية على شعب متعب، اتعبته حروب الدفاع عن السلطة، فصارت الهزيمة لديه (ثلثين المراجل)، وليأتي دور داعش والقاعدة ومسعود، مسعود الذي يريد اذلال الجيش العراقي والشعب العراقي، وعقمت الارض العراقية فلم تنجب آشور بانيبال، ولم تنجب حمورابي، ولاحتى عبد الكريم قاسم، وربما صار الحنين الى انجاب شبيه بصدام، هذا ماتوقعه مسعود من العقم العراقي، فصار يعتدي باستمرار على كرامة العراق والعراقيين، حيث وضع مساندة اسرائيل له في جيبه الايمن، ووضع مساندة اميركا وتركيا في جيبه الايسر، وصار يراهن على علاقاته بقطر والسعودية.
ان الكرد شعب طيب ومتسامح، ولايعلم الكرد ان مسعود يجرهم الى الهاوية بتصرفات تنمي عن حقد دفين، ومخططات خبيثة يريد من ورائها التعاون مع دول البدو لتدمير العراق، ان كرامة الشعب الكردي ونضاله الطويل من اجل تحقيق انسانيته لايسمحان لمسعود بتشويه اهداف هذا الشعب في التحرر والعيش بكرامة بعيدا عن التهميش والخنوع لديكتاتوريات تعاقبت على سلبه حقوقه، اما انت ياكنّوْ فعليك النهوض ثانية، واول شيء تفعله هو ان تترك التبعية لاميركا، بعد ان علمت علم اليقين انها لاتريد لك الخير، اخرج من هذه التبعية المقيتة، اعتمد على الصين وروسيا، وحاول ان تزن الامور بميزانها، وعليك ان تفهم ان عمر مسعود لايستطيع ان يقدم لك خيرا، واكبر دليل ماجرى في الايام القليلة الماضية، فاعط مسعود استقلال شعبه، وان لم يقبل تقدم بشكوى الى الامم المتحدة، وعليك ان تفهم ايضا، ان عمر اميركا ومهما طال امد صداقتك معها، فانها ستفضل اردأ دولة خليجية عليك، فحاول ان تتخلص من الخونة واصدقاء السوء، العنقاء تنهض دائما من الرماد، اعتمادا على نفسها، فانهض معتمدا على نفسك فحسب، ولاتكن السندان الذي يتحمل مطرقة داعش والقاعدة وقوى داخلية اخرى رأت ان تصافح الغريب وتدخله الى اراضي العراق المقدسة، واخيرا عليك ان تلغي من تراثك ان الهزيمة (ثلثين المراجل).
مقالات اخرى للكاتب