خطيئة التقديرات والضيق في افق التفكير للتيارات الأسلامية وفقه الجهاد برعاية امريكة ومصالح اسرائيلة , استطاعت ان تغلق السفارة السورية في القاهرة وتبقي السفارة الأسرائلية , ونصرة سوريا أهم من بيت المقدس , القوى الأسلامية المتطرفة والاخوانية في مصر أرادت رفع القيود والفيتو الامريكي للسماح لها بأعتلاء السلطة على انقاض الدكتاتورية وتضحيات الشباب , طوفان اجتاح الشعوب العربية وأصاب العدوى معظم مفاصلها, وتحول الى اغراق المنطقة بالخلافات المذهبية , انحدرت بالأفعال السياسية والمجتمعية نحو هاوية الأقتتال وأشغال الشعوب ببعضها , غض انظارالحكام وحرف فكر الشعوب للنظر للمسجد الاقصى المهدد بالأنهيار في اي لحظة نتيجة الأنفاق والحفريات تحت جداره وتصور أخطار اخرى اكثر الحاحاً واولوية , يتم ردمها بأدوات تنفيذ اخوانية وسلفية بجذور قاعدية وفكر يتجه للتطرف وأحتكار الحكم وأبادة المخالف .
مرسي الأخواني فعل مالم يجرء مبارك عليه طوال 30 عام وقطع العلاقات مع سوريا وإعلان أسماء معارضيه بصورة علنية , استخدم الخطابات المتشنجة عالية الصوت بفواصل فكاهية استهزائية ورفض للرأي الاخر , لا يفرق بين مقاليد الأجتهاد والحكم المدني , ولم يقنع نفسه ان وصولة سدة الحكم كان من خلال صندوق الأقتراع وساحة التحرير والشباب وليس بالتمسك بالفكر المتشدد, ناهيك عن توجهه للاأستبدادية الفكرية والطائفية لأرضاء امريكا وتركيا والسعودية والأنضمام الى محور طائفي , مرسي لا يزال يعيش في عقدة العصور الوسطى والخطب الطويلة وأنتظار التصفيق , أنكر في خطابه معارضيه وتوقيع 22 مليون من مثقفين وكتاب ومذاهب واديان , ناقضه نفسه بأنكار ابرز القادة وأعترف بالأخطاء والأستعداد للحوار وهذا يعني وجود قوة تتنامى ضد الأغلبية البسيطة الذي فاز بحكمها , مرسي فشل في أمتحان السنة الأولى خاصة بعد ظهور بوادر التمسك بالحكم وهيمنة الحزب الواحد وتعيين محافظين متشددين , أحدهم قائد لمجاميع مسلحة ومتهم بالأرهاب , وتحرك البعض من انصاره لوضع الستائر على الأهرامات والتماثيل الفرعونية , وهذا لم يمنع المصريون من أتهامه بالفرعونية وتسميته ( مرسيس) نسبة الى (رمسيس) , مرسي حاول تغطية عورات تاريخ حضارة عريقة ولكنه كشف عن عورات طائفية وفكرية فرعونية وعنصرية استبدادية تتطلب من الشعب أطاعته كونه الوريث للألهة الفرعونية بثياب أخوانية , ضرب علاقات مصر عرض الحائط وترك اصلاح الداخل وتوجه للتدخل في الخارج , طغيان مرسي في الحكم يجعله يعتقد ان مصلحة مصر هو من يقررها وأن التظاهرات وأن كانت سلمية لا تقف أمام مصلحة مصر وبذلك انكر حق الشعب في تقرير المصير ومصدر القرار في الديمقراطيات التي أوصلته للحكم , يبدوا ان مصر لم تستقر منذ عام من تسلم مرسي الحكم وساحة التحرير تعيد نشاطها وحدوث الصدامات المباشرة بين الأخوان والمتظاهرين وتنصيب نفسهم بديل القوى الأمنية ولكن الشعارات ارتفعت مرة اخرى بأسقاط النظام و (أرحل ) وكما يبدو ان الشباب يشعرون ان ثورتهم لم تكتمل ولم يتحقق طموحهم لذلك رفعوا شعار ( هنكمل المشوار ),الأنذار الأخير من القوات المسلحة وأعطاء مرسي 48 ساعة لتلبية المطالب اعطى الأندفاع لدى المتظاهرن وسيزيد اعدادهم وأصرارهم ,وأن لم يستجب فسوف بحدد الجيش خارطة طريق المرحلة القادمة , وأنتهى دور الأخوان في الحكم وسوف يحملون السلاح ويستنزفون المزيد من الدماء .