كثيرة هي قضايا الفساد الاداري والاخلاقي التي أطلعت عليها وكتبت عنها ولكني لم أرى مثل هذا السرطان الذي يتجسد في سيدة المفروض عنها أنها بعيدة عن الفساد ولنقل بحكم أنها أنثى تخاف من التورط في مشاكل أدارية وقضايا فساد في أموال الدولة ولكن حالة مثل حالة السيدة حمدية الجاف مديرة المصرف العراقي للتجارة لن تمر أمامي طيلة حياتي حالة مشابهة لها اللهم الا في حالة زينة مديرة الحسابات في أمانة بغداد وأنا سأكتب عن السيدة حمدية وانتظر منها أن ترد على ماكتبت وان تقوم بمقاضاتي أن كنت مخطئة بحقها وعندما أكمل سلسلة المقالات التي سأكتبها عنها سأقوم بنسخها وأرسالها لهيئة النزاهة التي لن تحاسبها والى لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي التي قد تحاسبها ولكنها لن تستطيع أن تفعل لها شيئا لانها مسنودة بقوة من السلطات ولانها شاطرة تعرف كيف تعمل وتغطي على ألامور بحكم خبرتها التي أكتسبتها من جراء العمل في الدهاليز المصرفية العراقية ولنبدأ متوكلين على الله
حمدية بابا هي حمدية محمود فرج الجاف وعملت في مصرف الرافدين ولكن بزغ اسمها بدأ في التسعينات من القرن الماضي فبحكم انها متزوجة من شخص محترم وصاحب سمعة جيدة يعمل في بورصة شارع الكفاح ويدعى كريم فرمان فكانت تساعده في تسهيل أموره الصيرفية وبالقدر الممكن ولانه زوجها ولكنها ما أن استلمت فرع الحارثية وهنا بدأت بالعمل المصرفي خارج القوانين والانظمة فكانت معروفة بأنها تتقاضى الرشوة وتسهل عمل المقاصات في الصكوك وغيرها من الامور وقد عوقبت مرة بسبب قيامها بتسليم مبلغ ضخم لزبون دون أن يكون الشيك نازلا في حسابه ولكنها كانت مسنودة من السيد الخيون حينذاك وقد تركت العمل لفترة وأختفت ولكنها ظهرت فجأة بعد دخول القوات الاميركية الى بغداد وهنا تبدأ القصة فقد تم تكليفها لفتح الفرع المحترق والمدمر لمصرف الرافدين في الحي العربي في المنصور قرب تمثال ابو جعفر المنصور وحينها كان الفرع كبناية مصلحا ومرتبا لان المجلس الاعلى أستغله كمقر لتنظيماته ونشاطه ويومها ولااعتقد أنها تنسى ذلك اليوم الذي اتت بالقوات الاميركية واخذت البناية بالقوة علما ان فرع المصرف كان مستغلا من قبل ديوان الرئاسة ودوائره كحسابات مصرفية وكذلك الحسابات الشخصية الخاصة لعائلة صدام حسين وعندما استلمت السيدة حمدية المصرف وجدت مفاجئة كبيرة فقد وجدت حائطا مبنيا في مكان المفروض انه يؤدي الى الخزينة الارضية وبحكم خبرتها عرفت ان الموضوع غير طبيعي فطلبت من القوات الاميركية تهديم الحائط وحينها كانت المفاجأة الكبرى أذ تم العثور على كافة مقتنيات العائلة من الذهب وكافة الساعات الموجودة في ذمة ديوان الرئاسة والتي كان صدام حسين يوزعها كهدايا وكذلك السيوف الذهيبية وكافة أشرطة الفيديو التي توثق نشاط صدام حسين منذ كان نائبا للرئيس ولحين التاسع من نيسان أضافة الى عدد من النفائس والهدايا التي كان يتم أهدائها لصدام حسين وحينها كان الذين سرقوا المصرف قبلها بفترة يظنون انهم لم يبقوا شيئا فيه ولكنهم فوجئوا بهذا الكم من النفائس والعملات الاجنبية وسبائك الذهب والساعات والسيوف وفعلا تم نقلها بعد أن أخذت السيدة حمدية ماتود أخذه من عملات ولكن بطريقة ماخف وزنه وغلا ثمنه وجاء زوجها أخذ زوجته والاشياء التي معها بسيارته الاولدز موبيل حينها وانا عندما أشير لنوع السيارة البيضاء لكي تتاكد السيدة حمدية بأن معلوماتي دقيقة وموثقة جدا ومرت الايام القلائل وتم فتح الفرع وبدأت السيدة حمدية بمزاولة نشاطها المصرفي وجائت الفترة التي تم فيها أستبدال العملة القديمة بالجديدة وخصص فرع السيدة حمدية ضمن الفروع التي يتم فيها أستبدال العملة وهنا بدأت الجولة الجديدة من النهب فقد كانت تضع الكثير من العملة المزورة وتستبدلها بالصحيحة وأقصد الصحيحة العملة الجديدة التي تتداول الان وكان زوجها يودع الاموال في حسابه وحسابات عدد من أصدقائه الذين فتحوا حسابات في نفس الفرع ومنهم جبار الصراف المشهور وغيره من الاسماء المعروفة حينها في عالم الصيرفة وظلت السيدة حمدية في نشاطها هذا وهو يعتبر نشاط عادي بالنسبة للفساد الذي عم البلاد حينها وعندما أصبح السيد الخيون مديرا عاما لمصرف الرافدين تم أسنادها بقوة لكونها من الرفاق القدامى له وفجأة ظهرت السيدة حمدية الجاف كمديرة بالوكالة للمصرف العراقي للتجارة وقد صدر أمرها وأوصلها وسلمها المصرف السيد علي العلاق الامين العام لمجلس الوزراء وهنا الفصل المهم وهنا الكارثة الكبرى والتي تحولت فيها حمدية الجاف الى سمكة قرش كبيرة
ولكي نكون منصفين فأن السيدة حمدية الجاف من النوع الذي يحب عمله ولها القابلية أن تظل في دوامها لساعات أضافية لكي تعمل ولكنها ايضا تعاني من الضعف في الجانب الاداري وهي تعرف أنها عينت بالوكالة وليست بالاصالة لذلك بدأت العمل وبنشاط لاستعادة قروض المصرف وذهبت للمحافظات لكي تستعيد القروض ولكنها في الوقت نفسه فتحت أبوابا كانت مغلقة لبعض المقربين من السيد الفلاني ومن المستشار الفلاني ومن النائب الفلاني وسنبدأ بطرح الاسماء الثلاثة والتي لاتستطيع أن تنكرهم السيدة حمدية ويطلق عليهم الثلاثي المرح لانهم يسيطرون على السيدة حمدية سيطرة كاملة وحتى أضابيرهم لاأحد يطلع عليها غير السيدة حمدية والثلاثي المرح هم أنور عبد اللطيف المعموري والذي كان يقول أنه معموري قبل الاحتلال وغير لقبه بعدها والشخص الثاني هو كريم الشمري المختص بعقود وزارة التجارة وتهريب النفط والمواد الغذائية وسرتيب أغا أو كاكا سرتيب و الثلاثة لهم صولات وجولات من القروض والاعمال مع المصرف والسيدة حمدية والعلاقة التي تربطهم بها هي علاقة غير عادية بل وفوق فوق الممتازة وفي الاجزاء المقبلة سنفصل لكم الكم الهائل من القروض التي أعطيت لهولاء الاشخاص ولغيرهم ولتصور حجم العلاقة مع هذا الثلاثي يكفي أن نشير أن البيت الذي تم أستئجاره في الجادرية لتسكن فيه السيدة مديرة المصرف أي السيدة حمدية هو ملك للسيد كريم الشمري وقد يقول قائل أنه أمر عادي وهو زبون للمصرف وتم أستئجار البيت منه لكونه معروفا ولكن هل كل مدراء المصارف تستأجر الدولة لهم بيوتا في الجادرية وتؤثثها لهم وهل العلاقة مع السيد كريم الشمري وشريكه السيد أنور تحتم عليه أن يسافر معها في رحلات خارج القطر ومثال ذلك وقبل التفصيل في الاجزاء المقبلة فهي سافرت يوم السادس والعشرين من نيسان العام الماضي ومعها ابنها شوان وزوجته الى تركيا ومعها في نفس الطائرة السيد انور عبد اللطيف وبامكان من ينكر ذلك اللجوء الى سجلات مطار بغداد ليتأكد من ذلك ومن أسماء المسافرين ووصلت الى أسطنبول وتم نزولها في جناحين في فندق كراند حياة جناح خاص لها وجناح لابنها شوان وزوجته وطبعا السيد أنور نزل في نفس الفندق والمواطن العراقي الطيب يقول قد أخذت أبنها وزوجته لغرض العلاج أو للسياحة ولكن الحقيقة المعروفة أنها أخذت أبنها لغرض فتح حساب مصرفي له في مصرف بريطاني وساكتبه بالعربية ليقرأه الجميع أج أس بي سي وبقيت هناك أربعة أيام وعادت الى العراق محروسة بعين الباري عز وجل وهناك سفرة اخرى ذهبت فيها الى دبي وعلى متن طائرة فلاي دبي يوم الاول من أب العام الماضي وكان معها السيد أنور عبد اللطيف كان الموضوع لغرض أيداع أموال لها في حسابها وهناك عدة أسئلة منها من أين أتت السيدة حمدية بثمن شقة في الصويفية في عمان ومن أين لها الاموال التي لها في حسابها المصرفي في عمان ومن أين لها الاموال التي ستشتري بها الشقة الاخرى في بيروت والتي تسافر دائما لها مع صديقاتها وتنزل في الفور سيزن والموفمبيك وغيرها من فنادق الخمسة نجوم ويدفع فواتيرها السيد كريم الشمري او انور عبد اللطيف وحتى الحجز بالطائرات هو من يدفع قيمة التذاكر وسأكتب عن لقائها في بيروت مع أحد النواب المقربين من رئيس الوزراء والذي أنتهى بعقد صفقة تثبيتها في منصبها مقابل منح قرض بعشرات ملايين الدولارات لاحد الاشخاص المتعاقدين مع وزارة النفط وبدون ضمانات عقارية أو بنكية معتبرة
أنها كارثة كبرى ستجدونها عندما نستعرض صفقاتها والمصيبة الكبرى ستحل علينا عندما تفتح الفروع الخارجية للمصرف تركيا ولبنان وحينها يبدأ العمل على السرقة المنظمة وانا محرجة أمام القراء لاني أحتاج على الاقل لعشر حلقات لسرد وطرح الكارثة الموجودة في المصرف العراقي للتجارة ولنا تكملة في الجزء القادم .
مقالات اخرى للكاتب