لا تخفى على رئيس الوزراء المكلف السيد حيدر العبادي طبيعة العملية السياسية الجديدة في العراق وسياقاتها ومصائبها ، فهو من رعيلها الأول الذين تنقلوا بين المناصب التشريعية والتنفيذية فيها ، وهو مطلع بصورة ممتازة على كل ما جرى من خلالها في العراق ، بل ويعرف حتى الكثير من اسرار الغرف المغلقة التي تدير تلك العملية .. لذلك نحتسب ونتوقع أنه أعد العدة لمواجهة ( أم المصائب ) المتمثلة بمزاد توزيع المناصب ، بكل ذكاء وحنكة وقوة ، بعد حصوله على دعم كبير مهول معزز بترحيب وتأييد دولي وعربي واقليمي وأممي ( بيان مجلس الأمن ) وعراقي داخلي ، لم يحصل عليه أحد من قادة العالم منذ خمسينات القرن الماضي .. من ذلك نتمنى على السيد العبادي أن لا يغفل في اعداده او في أولياته فيما يخص هذا الموضوع الخطير للأمور المهمة التالية :
# الحذر الحذر من الوجوه القديمة حتى لو لم تتلوث أيدي بعضهم بفساد حكومة المالكي ، وهو أمر نادر الحدوث .. فلا معنى للتغيير بوجود مخلوقات أدمنت الحيلة والتزلف والمساومة والأبتزاز والفساد والأنبطاح والفشل .. وأحذر بشكل كبير من كانوا اساس المشكلة ، او ممن ساهموا بصب الزيت على النار ، من كل الأطياف .. فهم معروفون باسمائهم و ( اسمائهن ) .
# لا تقبل قطعيا بتوزير من هو نائب في البرلمان ، فأولائك هم سبب اساسي لفشل الحكومات السابقة .. وتحملهم للمسؤولية سيكون ضعيفا ركيكا بسبب انهم ضامنون لعودتهم الى كراسيهم البرلمانية في حالة فشلهم او اقالتهم من العمل التنفيذي .. وأمامك شواهد كثيرة من الحكومة السابقة .
# حلم معظم العراقيين هو حكومة تكنوقراط من اصحاب الخبرات الفعلية الطويلة ، فهل ذلك الموضوع من أولوياتك .. وهل ستذهب تلك الأيام بدون رجعة عندما كنا نضع طبيبا بيطريا وزيرا للتجارة ، أو مضمدا صحيا أمينا لبغداد على سبيل المثال .
# الكل على يقين أن موضوع المحافظات المنتفضة المطالبة بالحقوق والتي كانت السبب الرئيسي في ( تسونامي ) التغيير الذي حصل للعملية السياسية في العراق وفي المنطقة ، سيكون من اول اهتماماتك .. والتبصّر وصدق النوايا في استشارة جماهير تلك المحافظات من اجل مشاركة آرائهم في التشكيلة سيكون اول الغيث في حل شامل مستعجل .. وأنت تعلم ان معظم سياسيوا تلك المحافظات المشتركون في العملية السياسية من نواب او غيرهم اصبحوا جزءا من مشكلة تلك المحافظات وما يحدث فيها وليس الحل الذي ينشده الجميع .
تلك خطوات يتمناها الجميع من اجل حكومة برئاستك قوية وطنية قادرة على الحصول على دعم شعبها بمختلف اطيافه من اجل مواجهة الأرهاب الدموي لتشكيلات داعش والقاعدة والميليشيات ومن لف لفهم ، وخصوصا وانت لديك أغلبية ( كاسحة ) في مجلس النواب .. وحينها سيكون للتغيير عنوان ومعنى .. وستخرج نفسك والحكومة الجديدة من اول امتحان عسير خطير ، والمتمثل بفتـنة توزيع المناصب الوزارية .
مقالات اخرى للكاتب