Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فرقة أم علي و الفرقة ٣٥
الجمعة, آب 15, 2014
محسن لفته الجنابي

فرقة أم علي يعرفها أهل البصرة و كثير من العراقيين , مجموعة من نساء سمراوات كبيرات في السن و معهن فتيات صغيرات يصرعن الفارس الضرغام بنظرة عين , شكلن فرقة غنائية شعبية البعض يقول أنها نسخة عراقية من فرق (الطگـاگـات) الموجودة لحد الآن في الخليج و البعض الآخر يقسم أن تلك الفرقة سومرية بحته والدليل أرتداء نسائها أقنعة فيها خيوط ذهبية و أستخدامهن للقيثارة والدفوف , أم علي هي قائدة الفرقة , أعرف ذلك منذ سنين , حصلت معي صدفة في العام سبعة وتسعين حين أشار لي رفاقي الى النظر لشاب كان يجلس قربنا يرتدي دشداشة خليجية بيضاء فيما كنت معهم في جلسة خميسية في نادي الشطرنج , تهامس أصدقائي بأن ذلك الشاب الجالس قربنا هو (علاوي) أبن أم علي قائدة الفرقة الزبيرية البصراوية أيّاها , ساقنا الفضول لنتعرف عليه عن قرب فأدرنا الكراسي نحوه وبادرناه بالتحية والحديث , رجل ثلاثيني أسمر ضئيل الحجم بوجه فيه تجاعيد غطتها أبتساماته التي يوزعها علينا في تواصل غريب , كذلك فعل رفيقاه الجالسين قربه , كان يحمل طيبة أهل البصرة وعفويتهم المعروفة للجميع , أمطرناه بالأسئلة وكأنه مخلوق مرّيخي وصل توّاً الى كوكب الأرض , عرفنا منه أن لتلك الفرقة جذوراً قديمة و مثيلات عديدة , تقدم الفن الشعبي البسيط للناس من شتى الطبقات في مناسبات الزواج والختان وكل ما يصادفهم من أفراح و سرور , وعرفنا أيضاً أن لتلك الفرقة نظام داخلي ينظم أمورها يصدر عادة بعد التداول بين أعضائها لتصدقه رئيستهم أم علي , أختيار الأغاني و الألحان تتحمله أم علي ومساعدتها والعلاقات و الحديث مع الرجال ممنوع وكل من يشتبه بأقامتها علاقة مع أحدهم تطرد على الفور , تكلمنا حينها بكل شيء , لا أعرف كيف ساقنا الحديث الى العام ستة وثمانين وأخبرت الجالسين أن (فرقة أم علي) كانت تسمية تطلق على أحدى الفرق العسكرية في نفس العام المذكور , وجدت نفسي أتحدث عن هجوم الفاو و تداخل معي الموجودين ومعهم ضيفنا (أبو حسين) , يبدو أنني الفاعل في الربط بين الأثنين , مجتمع أدمن العسكرة فلا يكاد أن يمر حديث دون أن يتطرق المشاركون للحرب و المعارك والجيش , المهم أن لجزء الحديث علاقة مع جوهر الموضوع .
في العام ستة وثمانين صدر قرار من السلطة آنذاك بأحالة (بعض) أفراد الشرطة و الأمن الى الجيش , أختاروا منهم الفائضين عن الحاجة وهم بالآلاف وتم أرسالهم الى الى الجبهة دعماً للجيش , طبيعة هؤلاء (الشرطة والأمن السابقين) تختلف عن طباع العسكر , فهم كانوا يخدمون في مناطق مدنية آمنة لم يروا معارك مباشرة عدا مايسمعون عنها في المذياع والتلفزيون , مظهرهم العام يفضحهم , كانوا ذوي (كروش) همهم الوحيد التسلية والأكل و الصخب عكس عادات أفراد الجيش , تم تجميعهم بعد نقلهم في تشكيل (أعتقد أنها الفرقة خمسة وثلاثين) , حصلت تلك الفرقة على أسم لاينساه الجميع , فقد أطلق عليها الجنود آنذاك أسم (فرقة أم علي ) ولذلك أسباب أبدأ بها , أن قائد الفرقة كان ذو حس موسيقي مغرم بالـ (كيف) و(الونسه) و بتربية الطيور , فقلده أعوانه و حتى الجنود , كان كل مساء يستدعي أمراء الألوية و الأفواج ليشكلوا فرقة موسيقة , يستمر الغناء والرقص حتى أنقضاء الليل بخليط من أغاني شعبية تبدأ من سعدي الحلي وإنتهاءاً بسلمان المنكوب , كان ذلك يحصل بالتزامن مع وقت عصيب مر بالعراق جعل الجميع مرتعب مخذول فقد هوجمت الفاو بغتةً وأحتلت من قبل الأيرانيين .
قرارات السلطة بعد غزو الفاو أتسمت بالسرعة و التخبط , لكن الأمر المؤكد أن كل الفرق مشمولة بالدخول لأستعادتها في أسرع وقت , حتى أتى الأمر في منتصف الليل ( برقية فورية - المصدر نون : على الفرقة 35 التحرك الفوري لحجابات المملحة في خلفيات الفاو لتحريرها , أنتهى ) , صاح أفراد الوحدات المجاورة ممن خبروا الحرب (أجاك الموت ياتارك الصلاة ) يقصدون ما سيلحق بتلك الفرقة من دمار و ثبور , شخص كان موجود في منطقة (كوت سوادي) رأى بعينيه دخول (فرقة أم علي 35) الى أرض المعركة , كان أفرادها يرقصون بهيستيريا و يغنون بأعلى أصواتهم لايعرفون ما سيواجههم من مصير ولم يكونوا مستعدين , فلم تمض سوى ساعات معدودة حتى بانت طلائع الهزيمة الكبيرة , شهداء تركوا في أرض المعركة بالمئات و أمتلأت وحدات الميدان الطبية بمن بقي منهم حي , يقولون أن الأحياء الذين بقوا من الفرقة (35) أعلنوا التوبة و بدأوا يتعلمون الصلاة بل أن بعضهم للمرة الأولى بدأوا يصومون , مرّت سنة كاملة على أحتلال الفاو و دخل الناس في العام سبعة وثمانين , وفي وسط تلك الحقبة صدر الأمر بهيكلة الفرقة أياها ثم ألغائها لينضم أفرادها مع أفراداً من فرق أخرى مدمرة الى فرقة المدينة (والتي أبيد أيضاً أفرادها بسبب الهجوم المقابل الغير محسوب) صارت خليطاً من جنود مختلفين ولكن بعد مرور وقت قصير أنصهروا أمام التحدي الذي فرضه الواقع دون ملاحظة أي فوارق في الطباع و المهارة والتدريب , ومرت سنة أخرى حتى دقت ساعة الهجوم الكبير , كان هذه المرة مخططاً له و مدروس , أستوعب الجميع ماحصل فأتخذوا مايلزم لمواجهة الظروف , وتم تحرير الفاو والفضل في ذلك لأفراد الفرقة (35) ومن معهم ممن أضيفوا لقوات المدينة , أنتهت الحكاية و العبرة في الدرسين , الأول أن كل المنظومات تأخذ من البيئة والموروث ويبقى الفاصل في نجاحها أو فشلها هو مدى ألتزامها بالنظام الداخلي الموضوع آنياً و المعالج لكل التحديات مهما تكون , فرقة أم علي ماكانت ستكون لولا ألتزامها بالقوانين العصرية بكل المتون , وكذلك الفرقة (35 - أم علي سابقاً) كادت ستنقرض لو لم يتم الأخذ بيدها من خانة الفشل الى صالة الأصلاح الملائم لتكون من المؤثرين , أما الدرس الثاني , فأن كل منظومة مهما كانت غارقة بالتبعية للأهواء والعواطف يمكن أنتشالها لتكون كما تريده الظروف , منظومات كثيرة عندنا وصمت بالفشل يمكن أصلاحها بدل أن تنقرض ولذلك وجب التنويه , والعاقل يفهم أما المجنون فليس له الحق بالسباب والعويل..

عساكم سالمين.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36815
Total : 101