حزب العمال الكردستاني موجود باربيل وينتشر مقاتلوه الذين ساهموا في استعادة السيطرة على مخمور والكوير في مواقع تقع شرقي وجنوب شرقي المدينة. وحزب العمال موجود في السليمانية، وكان من المقرر ان يتجه الى جبهة جلولاء، وهو ينشر مقاتليه في محافظة ديالى. وحزب العمال في سنجار ايضا يقاتل هناك ويسيطر مع قوات حماية الشعب الكردية السورية على مناطق من الجبل وعلى مناطق قريبة من الحدود مع سوريا، وقد امنوا طريق مرور اكثر من 120 الف ايزيدي عبروا الى سوريا وعادوا منها الى اقليم كردستان عبر معبر فيشخابور.
وحزب العمال يدرب ومنذ ايام مقاتلين ايزيديين سينظمون الى "وحدات حماية سنجار" ولتحقيق ذلك تنسق مع البيشمركة ومع حركة الاصلاح والتقدم الايزيدية. والحزب يقدم مساعدات هائلة مقارنة بحجم امكاناته، الى آلاف النازحين الايزيديين الذين وصلوا الى مخيم نوروز في منطقة ديرك بسوريا.
وقنوات الاتحاد الوطني الكردستاني تنقل بشكل شبه يومي تقارير عن ما يقوم به مقاتلو العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب لانقاذ المحاصرين في جبل سنجار ولحماية اربيل ودعم البيشمركة في مواجهة داعش بمناطق محافظة ديالى.
وحتى المسؤول السابق للفرع الـ (17) للحزب الديمقراطي والذي ابعد عن منصبه بعد كارثة سنجار وفشل المئات من مقاتليه في حماية المدينة ومنعها من السقوط بيد داعش او على الاقل في تأمين نزوح الاهالي قبل الانسحاب من المدينة.. هذا المسؤول يؤكد ان حزب العمال موجود مع البيشمركة على جبل سنجار ويساعد ما بقي من العوائل للخروج.
كما ان رئيس اقليم كردستان التقى ببعض المسؤولين العسكريين لحزب العمال في منطقة قريبة من اربيل وشكرهم على مساعدتهم في الدفاع عن اربيل.
مبدئيا حزب العمال فعل كل ذلك من اجل شعب كردستان، وحتى لو استغل ذلك في قنواته الاعلامية لمصالح حزبية فان ذلك امر مفهوم. لكن ما هو غير مفهوم هو اصرار قناة روداو على انكار معظم ما قام ويقوم به حزب العمال، واصرارها على بث اخبار تقول ان مقاتلي الحزب لا وجود لهم في سنجار واربيل، وانهم لم يساعدوا في تحرير اي منطقة. ومذيعو تلك القناة وضعوا انفسهم في اكثر من موقف محرج خلال تغطياتهم للاحداث وهو يريدون الحصول على اي تصريح لأي شخص يفيد بأن حزب العمال لا وجود له ولم يقم باي دور... ما سر هذا العداء؟!!.
وما يثير العجب اكثر ان هذه القناة مازالت تستضيف رموز ما يعرفون بالثورة السنية، وتقدمهم على انهم ثوار مؤثرون على الأرض رغم انهم بلا حول ولا قوة ويعجزون بكل كتائبهم وجيوشهم عن تحرير قرية واحدة من داعش، وهم مجرد ظواهر صوتية، اتت بالخراب على المحافظات السنية التي تبدو اليوم معدمة اقتصاديا ومدمرة عمرانيا وشبه خالية من السكان بعد ان غادرها نحو 60% من اهاليها الى باقي مناطق العراق.
روداو التي تحدثت في تغطياتها الاخبارية في اكثر من مرة بعد 10 حزيران وسقوط الموصل، مع امراء في داعش عن "انتصارات داعش على جيش المالكي" وعن ان الحرب الدائرة هي "حرب السنة المظلومين ضد حكام الشيعة الظالمين" وان الاقليم في مأمن عنها "فجيش الخلافة لن يتقدم مترا باتجاه كردستان"، وهو ما كان يؤكده خبراء ومحللو روداو للمواطنين الكرد البسطاء طوال اسابيع، مروجين ومبشرين بولادة دولة جديدة "دولة داعش" تجاور الاقليم وتشاركه بحدود تصل الى 1050 كيلومتر وهي "دولة ضعيفة ولا مشكلة لها مع الكرد".
هذه المواقف كلها تثير سؤالا واحدا، هل هذه القناة ذات الامكانات الفنية العالية وبجيشها من المراسلين والموظفين والفنيين والتي تصرف شهريا من موازنة شعب كردستان 800 الف دولار، هل يتم وضع سياساتها من اربيل ام ان من تقوم بذلك هي مؤسسات محترفة في دولة مجاورة، واقصد بوضوح تركيا.
فروداو التي تحاول بكل طريقة ممكنة محاربة حزب العمال الكردستاني والكانتونات الكردية في سوريا، وتحاول ان تبرر كل المصائب التي تقوم بها داعش ومن يواليها من العرب السنة بأنها نتيجة اخطاء المالكي، لم تكلف نفسها ان تشرح لنا ما سر الصمت التركي ازاء كل ما يحدث من مذابح في كردستان وفي العراق، وما سر عدم تحرك الدولة الجارة التي ظلت حكومة كردستان تراهن على مواقفها وتنتظر دعمها، لمناصرة الكرد في محنتهم الحالية وقبلها دعم التركمان الشيعة الذين كادوا يذبحون على يد داعش.
مقالات اخرى للكاتب