Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عندما ينقلب "الفيسبوك" من كتاب الوجه الى صخام الوجه
الثلاثاء, أيلول 15, 2015
مدحت محمود

عندما ظهر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في عام ٢٠٠٤ ، أصر بعض مرتاديه ومستعمليه من الناطقين بالعربية على ترجمته حرفيا فأسموه كتاب الوجه . وقد انتشرت هذه التسمية على نطاق محدود و لفترة بسيطة ثم اختفت وحل محلها الفيسبوك  لفظا وكتابةً عملا بالقاعدة اللغوية "رب خطأ شائع خير من صحيح مهجور".
من الطريف ان نذكر ان عدد مستعملي موقع الفيسبوك في نهاية عام ٢٠٠٤ كان مليون شخص حسب الإحصائيات الرسمية للموقع، اما في نهاية عام ٢٠١٣ فقد بلغ عدد مستخدميه مليار ومائتين وخمسين مليون شخص،،، فعلق على ذلك أحد الظرفاء  بقوله انه حتى الديانات السماوية لم تنتشر بسرعة انتشار الفيسبوك .
لقد تفوق الفيسبوك على أمثاله من مواقع التواصل الاجتماعي مثل الواتس أب والفايبر نظرا لإمكانية اي شخص من مستخدميه البحث عن أصدقائه في اي مكان في العالم عن طريق الاستدلال بالاسم وليس بالضرورة رقم الهاتف او الايميل . لذا توسع استخدامه بشكل كثيف وأصبح من أدوات الإعلان الفعالة عن المنتجات التجارية والمهنية .
عندما دخلت الشبكة العنكبوتية للمعلومات (الانترنت) في حياة الناس اصبح العالم قرية صغيرة ، وحين دخل الفيسبوك غرف جلوسنا ونومنا أصبحت الكرة الأرضية برمتها حارة صغيرة او زقاقا ضيقا يستطيع فيه الناس ان يسترقوا النظر من خلال فتحات الستارة او البلكونة على جيرانهم وهم يطبخون ألذ أكلاتهم او يتفقون على اللقاء في بيت احداصدقائهم حتى ولو كانوا في النصف الاخر من كوكبنا الأزرق الجميل .

ان سهولة وصول الكلمة المكتوبة عن طريق الفيسبوك الى حلقة واسعة من الناس قد شجع الكثيرين على الكتابة ومحاولة طرح أفكارهم الشخصية او نقل بعض الحكم أو الأقوال الخالدة لأدباء او فلاسفة او نصوصا من الكتب السماوية . كم يسعدني أن أقرأ لأحد أصدقائي او معارفي وهو يكتب بتفاؤل وحب للحياة،، كم استبشر خيرا عندما أقرأ حكمة ترشدني الى صفاء الروح والنظر الى الأمور من زاوية لم تكن تخطر على بالي ولم أراها من قبل .
 وعندما أقول ان البعض يحبون ان يطرحوا أفكارهم الشخصية فأن هذا لا يعني بالضرورة ان يكون الطرح على شكل مقال متكامل المضامين بل قد يكون على مستوى جملة او بضعة سطور تثلج قلب الكاتب حين يعتقد انه قد اسهم في ولادة خلق جديد . ان كتابة مقال جيد او دراسة جادة او قصة هو فعلا اسهامٌ في خلق شيء جديد من العدم ولا يشبه  ابداً خلط الخضروات مع اللحم وتسخينها بغية طبخ مرقة ما او توصيل المواسير مع بعض بغية عمل أنبوب طويل،،، وكم توهم البعض ممن يكتبون على الفيسبوك فظنوا انهم قد حرروا مقالا بليغا في حين انهم في حقيقة الامر قد خلطوا البامية مع اللحم وغاب عنهم  ان يضيفوا عليهما الطماطم او معجونها والملح والثوم  ونسوا كذلك ان قنينة الغاز في طباخهم قد نفذت منذ فترة طويلة .

وكأية تقنية جديدة تدخل عالمنا لتخدمنا وتعيننا،  تدخل معها ما يمكن ان تقلب فائدتها الى ضرر وأذى . ان المبضع الذي يستخدمه الجراح لفتح بطن مرضاه لإنقاذهم وشفائهم يكاد يكون هو نفسه الذي يستخدمه المجرم في تشويه وجوه ضحاياه . وكذلك الامر مع الفيسبوك الذي قرب المسافات بيننا وجفف بعضا من دموعنا نحن العراقيين الذين وجدنا أنفسنا في ليلة وضحاها مشردين  في أصقاع الارض غير مصدقين ما جرى لنا . انه يجعل الام تطمئن على ابنتها التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات عدة مرات في اليوم ، بدون ان يكلفها ذلك أجور الاتصال ،، فتشاهد صورها وتبتسم لفكاهاتها وتشعر كما لو انها بقربها ولا يعوزها سوى ان تمد ذراعها لتحتضنها وتشم ضوع عبيرها .

لقد تكونت لدي بعض الملاحظات خلال الأشهر الماضية عن ما يمكن ان يكون طيشا في استخدام هذه التقنية الرائعة وقد تسبب حرجا بل قد تؤدي الى القطيعة والنفور بين الأصدقاء .

 حدثني أحد الأصدقاء الأعزاء ان هنالك احد معارفه ممن هو مسجل على صفحته على الفيسبوك قد كتب تعليقا يفهم منه انه ذا نفسٍ طائفي ، فثارت ثائرة شقيقة صديقي فردت الصاع صاعين ... وكل ذلك أمام الملأ وعلى صفحة الجدار التي يقرأها الجميع . لقد كان صديقي  يروي لي هذه الواقعة والألم يعتصره ، فقد اصبح بين مطرقة صديقه وسندان اخته وهاهو يرى بأم عينيه حبل الوئام بينه وبين صديقه وقد تهرأ وأصبح أوهى من خيط   العنكبوت . الا تكفينا مصائبنا فنزيد الطين بلة والغريق غطة  حيث نعمد الى نشر أقذر غسيلنا أمام الجميع فنخسر احترامنا واصدقائنا وتوازننا ونصبح كالريشة التي تتقاذفها الريح فلا تقوى على ان تمتلك إرادتها .

قد يختلف الأصدقاء فيما بينهم على اثر تصرف عفوي او زلة لسان تسفر عن جرح سطحي يندمل تلقائيا بعد ايام . ولكن حين يبادر احد المتخاصمين الى نشر سطور على الفيسبوك يُستدل منها انها موجهة ضد صديقه فهذا مما يسرع بجعل القطيعة نهائية . ان الكلمة المكتوبة أشد إيلاما من الكلمة المسموعة لان المتلقي سيجزم حينها ان من كان صديقه قد فكر بها مليا قبل كتابتها وان الموضوع ليست هفوة لسان او حادث يمكن ان يكون عفويا . ان اكثر ما يجعل القاضي مصراً على إصدار أشد عقوبة لمرتكب الجريمة هو حينما تتوفر له الأدلة الكافية لاعتبار الجريمة عملا مقصودا مع سبق الإصرار والترصد .

ومن آداب الفيسبوك التي يجب ان نفطن لها انه لا يجوز لنا ان نرفق صورة على صفحتنا  لأحد أصدقائنا بدون إذن من ذلك الشخص ، فأن البعض لديه حساسية مفرطة  ولا سيما السيدات من موضوع نشر الصور بدون استئذان . وكذا الامر ينطبق على ذكر اسماء من كانوا حاضرين تلك الدعوة او الوليمة او اي حدث ما . تذكر عزيزي القاريء ان كل  إنسان يحب ان يتداول بعض أموره بالكتمان ، فأحترم تلك الرغبة كي يعاملك الآخرون بالمثل .

أخبرني هنا في كندا خبير في احدى شركات التوظيف ان واحدة من وسائل التحقق من مؤهلات المتقدم للتعيين في وظيفة ما  هو محاولة الدخول بطريقة شرعية على صفحته على الفيسبوك ورسم صورة واقعية عن ذلك المرشح للتعيين،، وكم من طلب تعيين قد رفض لان ذلك الشخص قد كتب ما لا يليق في الفيسبوك كأن يكون ذلك الشخص عدوانيا او أحمقاً او مبتذلا في ما يكتب . لقد قال لي هذا الخبير ما نصه انه قد قرأ الكثير مما كتبه بعض الأشخاص عن انفسهم وانه  يستغرب كيف ان بعض الناس يتطوع عامدا متعمدا بأظهار نفسه بأسوأ صورة ممكنة حيث ينفر منه الآخرون بمجرد قراءة صفحته على الفيسبوك .
صديقي الشاب والشابة ولا سيما الطلاب منهم تذكروا ان ما ستكتبه اليوم في الفيسبوك سوف تحاسب عليه غداً عندما تروم التعيين او طلب وظيفة ما . لقد قرأت بنفسي بعض ما يكتب الآخرون على الفيسبوك فأصاب بالحيرة ..والأمثلة كثيرة،،  شخص يكتب لقد استيقظت في الثامنة صباحا ،، ثم يعود فيكتب لقد كرهت تناول  الجبن صباحا وسوف ابحث عن بيضة اسلقها هذا الصباح... عندما اقرأ ذلك أفرك عيني عجبا من تفاهة ما يكتب ولولا شيء من الحياء لبادرت الى سحب صداقتي على الفيسبوك من ذلك العبقري الذي لا يستحق حتى ان اختلف معه . قال فولتير فيلسوف الثورة الفرنسية " انني مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول " ... يجب أن أعترف أمامك  عزيزي القاريء الكريم انني مع إعجابي الشديد بفولتير ولكني غير مستعد أن أموت من أجل ( أبو الجبن والبيض) .

حبذا لو استخدمنا الفيسبوك  كجسر للتواصل مع من نحب،، أينما كانوا في هذا العالم الفسيح ...فيكون الأداة التي قصدها الشاعر في هذه الأبيات 
وإذا المشاغل كممت أفواهنا ... فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسافة بيننا   ... فالدرب بين الخافقين قصير
والبعد حين نحب لا معنى له ... والكون حين نحب جد صغير 
madhatsaleh@gmail.com

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43629
Total : 101